الآثار السلبية للتدخين على الجهاز الهضمي
يؤثر تدخين السجائر على جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي، ويعتبر هذا الأمر خطير جداً لأن الجهاز الهضمي يعالج الطعام الذي نأكله ويمد الجسم بالمواد التي يحتاجها ليعمل بشكل صحيح، والجدير بالذكر فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض كرون قد يتعرضون لتدهور في حالتهم عند التدخين .
مرض كرون :
إن تدخين السجائر له تأثير سلبي على داء كرون، حيث أظهر الأشخاص الذين يدخنون أو الذين دخنوا في الماضي أن لديهم مخاطر أكبر للإصابة بداء كرون أكثر من الأشخاص الذين لا يدخنون، ويعاني الأشخاص المصابون بداء كرون الذين يدخنون من عدد متزايد من الانتكاسات وتكرار العمليات الجراحية ، فضلاً عن الحاجة إلى العلاج بأدوية تعرف تسمى الأدوية المثبطة للمناعة.
لا يعرف أحد بالضبط سبب تفاقم أعراض مرض كرون نتيجة التدخين، ومن المحتمل أن التدخين يؤثر على تدفق الدم إلى الأمعاء أو يؤثر على جهاز المناعة، وحتى بعد التوقف عن التدخين، لا يزال المدخن السابق معرضا لخطر الإصابة بمرض كرون، ومع ذلك، هناك فوائد للأشخاص الذين يعانون من مرض كرون ويتوقفون عن التدخين، حيث قد تقل أعراض المرض بعد عام من التوقف عن التدخين .
حرقة المعدة :
إضافة إلى الأضرار الصحية الأخرى، يمكن أن يتسبب التدخين في حرقة المعدة، حيث يؤدي الإدمان على التدخين إلى ضعف الصمام الموجود في نهاية المريء ويسمح لحمض المعدة بالعودة إلى المريء وتسبب الحرقة .
يبدو أن التدخين يضر المريء مباشرة ، مما يعيق قدرته على مقاومة التلف، بالإضافة إلى ذلك ، يتداخل التدخين مع حركة الأملاح الصفراوية، حيث تنتقل الأملاح الصفراوية من الأمعاء إلى المعدة، وعندما لا يحدث هذا – وهو مرض يسمى ارتجاع الإثني عشر – يصبح حمض المعدة أكثر حمضية ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من الضرر للمريء .
أمراض الكبد :
الكبد هو جهاز مهم يقوم بتصفية السموم من الجسم، وتشمل هذه السموم الأدوية والمشروبات الكحولية، وقد يعوق دخان السجائر وظيفة الكبد، عندما يحدث هذا ، يصبح الجسم في حاجة إلى جرعة مختلفة من الدواء لتحقيق التأثير المطلوب على مرض ما، والتدخين يمكن أن يؤدي أيضا إلى تفاقم أمراض الكبد الحالية الناجمة عن إدمان الكحول .
يتعرض الأشخاص المصابون بمرض التهاب الأمعاء أيضا لمخاطر متزايدة لبعض أمراض الكبد المحددة، مثل التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي (الموجود أساسا في مرضى التهاب القولون التقرحي)، والتهاب الكبد المناعي الذاتي، والتليف الكبدي الأولي الصفراوي. ويعتبر الخطر المحتمل لأمراض الكبد أحد الأسباب التي تدفع الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء للإقلاع عن التدخين .
القرحة الهضمية :
المدخنين لديهم فرصة أكبر لتطوير القرحة الهضمية ( ثقب في المعدة )، وإذا أصيب المدخن بقرحة هضمية، فعادة ما يستغرق وقتًا أطول للشفاء ويصبح لديه خطر أكبر للوفاة أكثر من الأشخاص الغير مدخنين، والسبب وراء هذا الأمر غير واضح، لكنه قد يكون بسبب تنوع التأثيرات التي يسببها التدخين على الجهاز الهضمي .
يقلل التدخين من كمية بيكربونات الصوديوم التي ينتجها البنكرياس، وبدون ذلك، لا يمكن تحييد حمض المعدة في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، وهذا قد يؤدي إلى تشكل قرحة في الأمعاء الدقيقة، كما يمكن أن يسبب التدخين زيادة في كمية حمض المعدة التي تتدفق إلى الأمعاء الدقيقة .