وفقا لـ IEP مؤشر السلام العالمي عام 2015، تم تصنيف 81 دولة على أنها لا تشارك في أي حروب خارجية، بينما كانت أوغندا الأسوأ في العالم فيما يتعلق بالنزاعات الخارجية. ومن الحقائق التاريخية أن فرنسا كانت أكثر الدول التي شاركت في حروب على مستوى العالم. وقد يتساءل البعض عن الأسباب التي تدفع الدول إلى خوض الحروب، وفي الواقع، هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الحرب، مثل العوامل القومية والدينية
اكثر دولة خاضت حروب
يقول المؤرخ نيال فيرجسون : لقد شهدت قارة أوروبا حوالي 125 حربا كبرى منذ عام 1495، حيث كان للفرنسيين نصيب الأسد منها بواقع 50 حربا، تليها النمسا بـ47 حربا، واحتلت إنجلترا المركز الثالث بـ43 حربا. وخاض الفرنسيون 168 حربا منذ ما يقرب من 387 عاما قبل الميلاد، حيث فازت فرنسا في 109 حروب، وخسرت في 49 حربا، وتعادلت القوى في 10 حروب، مما يجعل فرنسا الدولة الأكثر شراسة والأكثر قوة عسكرية في تاريخ أوروبا، سواء من حيث الخسائر أو الانتصارات
حروب فرنسا
تاريخ فرنسا العسكري مليء بالمعارك التي ينبغي أن يتذكرها التاريخ بتلك القوة الهائلة التي استعمرت كل أنحاء العالم منذ أكثر من ألفي عام، بدءا من فرنسا الحديثة وصولا إلى أوروبا وأرجاء العالم
سجلت أول حروب في العالم بين فرنسا والرومان من عام 60 قبل الميلاد وحتى 50 قبل الميلاد. انتصر الرومان في هذه الحروب بقيادة يوليوس قيصر. وبعد ذلك، انحسرت الإمبراطورية الرومانية وسيطرت قبيلة جرمانية تدعى الفرنجة على بلاد الغال بعد هزيمتهم للقبائل المنافسة. وفي ذلك الوقت، شهدت أرض فرانسيا توسعا كبيرا خلال حكم ملوك كلوفيس الأول وشارلمان، حيث وضعوا حجر الأساس لبناء الدولة الفرنسية المستقبلية، التي ظهرت بقوة في العصور الوسطى
انضمت فرنسا إلى حرب المائة عام ضد إنجلترا، وكانت قد امتلكت نظاما ملكيا قويا وجيشا منذ عهد الرومان، وأدخلت القوات المدفعية في أسلحتها الحربية، وتمكنت من طرد القوات البريطانية من أرضها بقوة، وسجلت فرنسا اسما قويا في تاريخ العصور الوسطى كأقوى أمة في أوروبا
في القرن السادس عشر، كان هناك حروب دينية تعرف باسم حرب الثلاثين عاما، ونشبت تلك الحروب بعد فقدان أوروبا لقدسية الإمبراطورية الرومانية، وحققت فرنسا انتصارا هائلا في تلك الحرب على إسبانيا، مما جعلها الدولة الأقوى في أوروبا والقارة، وفي نفس الوقت انتبهت فرنسا إلى مستعمراتها في آسيا وإفريقيا والأمريكتين وعززت قدراتها العسكرية لتفوق منافسيها، ولكن خلال تخطيط فرنسا للحفاظ على القوة العسكرية، زادت تحالفات الأعداء وتركتها مهزومة ومنهكة ماليا في القرن الثامن عشر
بدأت الهجمات على المستعمرات الفرنسية من قبل التحالفات المعارضة لها، وقاومت فرنسا هذه الهجمات، مما أثر على وضعها الاقتصادي في القرن الثامن عشر. ثم انخرطت في حرب السنوات السبع ضد بريطانيا، حيث تكبدت فرنسا خسائرا كبيرة في أمريكا الشمالية. ولكن سرعان ما تحولت الأمور لتصبح حربا ثورية أمريكية، وعادت فرنسا لتسيطر على أوروبا من خلال المساعدات المالية والعسكرية والبحرية التي قدمتها لأمريكا، وساهمت في استقلال الولايات المتحدة. ومع ذلك، أدت الاضطرابات الداخلية التي حدثت إلى تهاوي السياسة الداخلية واندلاع 23 عاما من الصراع الداخلي في فرنسا، بدءا من حروب الثورة الفرنسية ومرورا بالفترة الذهبية لفرنسا، أي فترة حكم نابليون. كانت هذه الفترة هي العهد الذهبي لفرنسا، حيث بلغت ذروة سيطرتها على أوروبا بشكل غير مسبوق. وبحلول عام 1815، استعادت فرنسا كل المناطق التي فقدتها خلال الثورة، ونجحت أيضا في القرن التاسع عشر، بقيادة نابليون بونابرت، في توسيع الاستعمار الفرنسي، بما في ذلك التدخلات في بلجيكا وإسبانيا والمكسيك
خاضت فرنسا حروبا كبيرة ضد روسيا في شبه الجزيرة القرم، وضد النمسا في إيطاليا، وضد بروسيا داخل فرنسا نفسها، وخسرت الحرب ضد بروسيا، فاندلعت الحرب العالمية الأولى بين الفرنسيين والألمان، وكانت فرنسا وحلفاؤها هم المنتصرون. وبعد ذلك حدثت اضطرابات داخل المجتمعات والأحوال السياسية والاقتصادية مما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. وخسرت فرنسا وحلفاؤها، وتم توقيع هدنة بينها وبين ألمانيا، وانتهت الحروب بنصر حلفاء فرنسا، واستطاعت فرنسا تأمين منطقة احتلال لها في ألمانيا ومقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولتجنب نشوب حروب أخرى بين فرنسا وألمانيا، تم تمهيد الطريق للتكامل الأوروبي الذي بدأ في الخمسينيات، وأصبحت فرنسا قوة نووية، ومنذ أواخر القرن العشرين تعاونت عن كثب مع الناتو وشركائها الأوروبيين
حروب النمسا
الإمبراطورية النمساوية هي تطور للإمبراطورية الرومانية المقدسة التي استمرت من عام 1804 إلى 1867. ولحقت بها الإمبراطورية النمساوية المجرية، التي تشكلت بعدما أعلن إمبراطور النمسا نفسه ملكا على المجر. وقد وضع هذا الموقف السياسي المجر داخل إمبراطورية النمسا نتيجة الاتفاق النمساوي-المجري الذي تم عام 1867. يستخدم مصطلح `الإمبراطورية النمساوية` للإشارة إلى آل هابسبورغ منذ عام 180 .
أسس الملك فرانسيس الثاني، من سلالة هابسبورغ، الإمبراطورية النمساوية كدولة ثانية ضمن ممتلكاته خارج الأراضي الرومانية المقدسة، وكان ذلك ردًا على إعلان نابليون بونابرت عن الإمبراطورية الفرنسية الثانية في عام 1804 .
شهدت الإمبراطورية النمساوية، جنبا إلى جنب مع الإمبراطورية الرومانية، العديد من الحروب ضد فرنسا وحلفائها الألمان، خلال حرب التحالف الثالث. وقد أدت تلك الحروب إلى هزيمة كبيرة في بداية ديسمبر عام 1805، وفي اليوم 14 ديسمبر بدأت الدول المحادثات السلامية
خاضت النمسا بمفردها حربا ضد فرنسا لمدة عشر سنوات (1804-1815)، نتيجة توقيع معاهدة سلام بين فرنسا وبروسيا، مما جعل الاقتصاد النمساوي يعاني كثيرا وأثار سخط النمساويين. وبالتالي، رفض الإمبراطور فرانسيس الثاني المشاركة في الحرب التالية ضد فرنسا، ولكنه في الوقت نفسه لم ينسى الانتقام منها، فدخل في اتفاق عسكري مع الإمبراطورية الروسية في نوفمبر عام 180 .
على الرغم من المعاهدة المذلة التي وقعتها النمسا في برسبورغ، فهي منحتهم الوقت لتقوية الجيش والاقتصاد، ولكن كلٌ من الدوق تشارلز الطموح ويوهان فيليب فون شتاديون كانا يسعيان لحرب جديدة ضد فرنسا .
بعد أن تلقت الجيوش الفرنسية هزيمة في معركة في إسبانيا في 27 يوليو عام 1808، أدى ذلك إلى اندلاع نار الحرب في 9 أبريل عام 1809، وهنا هاجمت قوة نمساوية مكونة من 170,000 رجل بافاريا .
تكبدت النمسا خسائر كبيرة في معارك مارينغو وأولم وأوسترليتز وفاغرام، مما دفعها إلى تركيز دورها في الإسهام في الإطاحة بنابليون في حملات 1813-1814 .
حروب بريطانيا
خاضت المملكة المتحدة، أو إنجلترا، أو بريطانيا، العديد من الحروب التي جعلتها تحتل المرتبة الثالثة كأكثر الدول التي شاركت في الحروب. وكانت المملكة المتحدة تضم “مملكة بريطانيا العظمى ومملكة إنجلترا ومملكة اسكتلندا والجزر البريطانية“، وكانت من بين حروب بريطانيا النزاعات المسلحة بين الولايات الأمريكية. واعتمدت المملكة المتحدة في حروبها بشكل أكبر على القوات البحرية، بينما كانت القوات البرية قليلة نسبيا. وقد خاضت بريطانيا العديد من الحروب في مستعمراتها وغيرها، وتشمل مواجهة التمرد والثورات داخل المستعمرات. حيث شاركت الإمبراطورية البريطانية في حروب في 171 دولة من أصل 193 دولة في العالم وهي دول الأعضاء في الأمم المتحدة، مما يعني أن بريطانيا خاضت حربا مع تسع دول من كل عشرة دول. ومن بين الحروب التي خاضتها بريطانيا:
- حرب أشانتي-فانتي (1806-1807) .
- الحرب الأنغلو-أفغانية الأول (1839-1842 ) .
- تدخل الحلفاء في الحرب الأهلية الروسية (1918-1920) .
- حرب سيلانغور الأهلية (1867- 1874) في كلانج .
- حرب الكويت – نجد (1919-1920 ) .
- تمرد عرابي (1879-1882 ) .
- تمرد الهند (1857-1858 ) .
- حرب التحالف السادس (1812-1814 ) .
- الحرب الأهلية البرتغالية (1828-1834 ) .
- تمرد النهر الاحمر (1869-1869) .
- الحرب المصرية العثمانية الثانية (1839-1841 ) .
- جزء من حروب نيوزيلندا (1868-1872 ) .
- الحرب التونسية الصقلية (1801-1804) .
- حرب الاستقلال اليونانية (1820-1830 ) .
- حرب الاستقلال الإستونية (1918-1920) .
- حرب الاستقلال اللاتفية (1918-1920) .
- ثورة المرتزقة (1828 ) .