الافضلمنوعات

افضل قصائد الشاعر بدوي الجبل

يعتبر الشاعر السوري بدوي الجبل واحدا من أشهر شعراء العصر الحديث بسبب رؤيته المميزة التي تجسدت في جميع قصائده. ولد في عام 1900م في قرية ديفة باللاذقية، وشهد العديد من المواقف السياسية سواء عمليا أو نظريا. عمل في عدة وزارات، ثم سافر بين العديد من الدول بين تركيا ولبنان وتونس وسويسرا. ومع ذلك، في عام 1962م، عاد إلى وطنه واستمر فيه حتى وفاته في عام 1981م.

افضل قصائد الشاعر بدوي الجبل

نم بقلبي

أدموعا تريدها أم رحيقا
لا ونعماك ما عرفت العقوقا
تتجلّى عند المغيب لعيني
ضياء عذب الحنان رفيقا
و جلاك الشروق حتّى تبيّنت
محيّاك فاحتضنت الشروقا
و تزور البروق تخبرني عنك
و لولاك ما استزرت البروقا
كلّ حسن أرى محيّاك فيه
فأطيل الإمعان و التحديقا
طرق الطيف بعد أن غاب وهنا
أنت أحلى من النعيم طروقا
مرّ في وحشتي نعيما و أنسا
و محا أدمعي رحيما شفيقا
كلّما غبت عنه و غاب عنّي
لاح في خاطري وسيما أنيقا
إن رعى صحبتي و أوردها الصفو
فقد كان بالمعالي خليقا
نم بقلبي و لو قدرت منعت الـ
ـقلب حتّى تقرّ فيه الخفوقا

فرعون
يا نجد، هناك جنات وبيدان سكر النشيد
الرمال العطشى هي شوق الشوق والحديقة الوفيرة
أثارت بلاغتي اعجاب صباك، حين شم عبيرها، حتى من لا يجيد
عرائس الأحلام هي نعمان الجزيرة والنفوذ
وقوافل في متاهة، والنجم هو قائدها الوحيد
وهو يدور حول هداج لحم السيوف بأعداد كثيرة
الحلي ترن فيها وتتدلى أثناء الجلوس في محفل مبارك
الجهد يهدّ القلوص في الرمل والمرعى الجاف
والنخيل قامعة الرياح، فلا تميل ولا تتزعزع
وهي أشعة كالنار، تبرِّد، فلا تجمد سائلها
ثم الظهور فإذا أصبحوا مستيقظين، فبظلهم يستريحون
حتى عندما يختفي النور ويظهر الظلام الدامس في الليل
البدر والحادي يمشيان بخطوات واثقة بين سحرهما
وعلى الربِّ النيران عطِّر وهجها غار وعود
هي والصباح لهما عمود ضاحك ولها عمود خاص بها
و صهيل أفراس و راغية و اضياف وجود

يا وحشة الثأر

شاد على الأيك غنّانا فأشجانا
تبارك الشعر أطيابا و ألحانا
ترنّح البان و اخضّلت شمائله
فهل سقى الشعر من صهبائه البانا
هل كنت أملك لولا عطر نعمته
قلبا على الوهج القدسيّ نديانا
أيطمع الشعر بالإحسان يغمره
و الشعر يغمر الدّنيا الله إحسانا
لو شاء عطّر هذا اللّيل غالية
و نضّر الرمل أشواقا و ريحانا
لو شاء نمنم هذا النجم قافية
و نغّم الفجر أحلاما و أوزانا
لو شاء أنزل بدر التمّ فاحتقلت
به الندامى سرجا في زوايانا
لو أن الشمس شربت من حزنها، لرطبت
على هجير الضّحى حبّا و تحنانا
أشعر بالضياع في نفسي وأنا منخفضة
من كبريائي آفاقا و أكوانا
و ما رضيت بغير الله معتصما
و لا رأيت لغير الله سلطانا

فطال عليك الليل

أحبّك حبّا لا تطوف به المنى
عرائس في حلي الملاح العرائس
أحبّك عن يأس و ما حبّ آمل
بأقرب في نجواه من حبّ يائس
و أهمس في سمع النسيم رسالة
فهل دغدغت نهديك من ثغر هامس
رويدك تهفو بي إلى الكأس خطرة
من الذكر مرّت في خيالات هاجس
تعيد لعينيّ كلّ ما مضى وتنسى
و ترفع من بالي كلّ الطلول الدوارس

آلام 

ألفت حرّك لا شكوى و لا سهد
يا جمرة في حنايا الصدر تتّقد
مرّي على كبدي حمراء دامية
يبقى الحنين إذا تسلم الكبد
و ما أضيق بهمّ حين يطرقني
لقد تقاسم حبّي البؤس و الرّغد
إنّي أدلّل آلامي و أمسحها
مسح الشفيق و أجلوها و أنتقد
حتّى تطلّ على الدنيا بزينتها
حسناء تبدو عليها نعمة ودد
بعض الخطوب ظلام لا صباح له
وبعضها الفجر فيه النور والرشد
تفجّر الخير منه روضة أنفا
تدعو إلى ظلّها وانين قد جهدوا
إذا هم جرعوا من مائها جرعا
توثّبت عزمات فيهم جدد
و مدلجين أضاء الحزن ليلهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى