افتتاح متحف لتاريخ و ثقافة الأمريكيين السود
سيتم افتتاح متحف جديد لتاريخ وثقافة الأمريكيين السود أو أصحاب الأصول الأفريقية، وسيتم افتتاحه من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. ووفقا للأمين العام لمؤسسة سميثسونيان، ديفيد سكورتون، فإن تكلفة إنشاء المتحف الوطني الجديد بلغت حوالي 540 مليون دولار، وجاءت فكرته من الخلافات والمشكلات العنصرية والثقافية، وأكد أن المتحف سيكون مكانا جيدا لمناقشة هذه المشكلات وسيساهم في النهوض بالحوار العام .
يعد المتحف التاسع عشر في سلسلة متاحف مؤسسة سميثسونيان، ويشمل مقتنياته كل ما يتعلق بحياة وثقافة الأمريكيين من أصل أفريقي. يتميز المتحف بواجهته الرائعة التي تطل على منتزه ناشونال مول، والذي يعرف أيضا باسم الفناء الأمامي لأمريكا. يعرض المتحف العديد من المقتنيات، بما في ذلك 36,000 سلعة تجارية استخدمت لشراء العبيد في أفريقيا، بالإضافة إلى عربة لقطار السكك الحديدية من العشرينات، وسيارة كاديلاك من ملك الموسيقى الروك آند رول تشاك بيري، ورداء الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي، بالإضافة إلى نعش الصبي إيميل تيل الذي قتل في مسيسبي عام 1955، والذي ساعد في تعزيز حركة الحقوق المدنية. يوجد في المتحف مبنى كان يستخدم لسكن العبيد في ساوث كارولاينا. مازال العاملون ينهون بناء المتحف، ومن المقرر افتتاحه في الرابع والعشرين من سبتمبر. تم حجز حوالي 200,000 تذكرة لزيارة المتحف، وستتاح تذاكر أخرى في بداية نوفمبر .
تعتبر العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية من القضايا الهامة التي يعود تاريخها إلى الفترة التي أعقبت الحقبة الإستعمارية والتوسعية للأمم المتحدة، حيث ساعدت الهجرة من مختلف البلاد والمناطق، سواء الأوروبية أو الأفريقية أو الآسيوية، على تفاقم هذه الظاهرة. كان القانون الأمريكي يميز بين الأمريكيين السود والبيض، ويمنح البيض الكثير من الحقوق في التعليم والهجرة وامتلاك الأراضي، وكان ذلك غير مسموح به للأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية والآسيوية ومن أمريكا اللاتينية، وظلت العنصرية مستمرة حتى منتصف القرن العشرين، عندما تم حظر التمييز العنصري الرسمي بشكل كبير، ولكن السياسة العنصرية لا تزال قائمة وتتخذ أشكالا مختلفة، مثل عدم المساواة في المسائل الاجتماعية والاقتصادية، وتجلى ذلك في الحصول على فرص العمل والتقسيم الطبقي والتعليم وغيرها .