اضرار غاز الخردل على صحة الانسان

استخدمت المواد الكيميائية كأسلحة قاتلة وتكتيكية خلال الحرب العالمية الأولى، وكان غاز الخردل، المعروف أيضا باسم الخردل، هو الأكثر استخداما. وأستخدم غاز الخردل لأول مرة خلال معركة فلاندرز بالقرب من ابرس في بلجيكا في يوليو 1917، ثم استخدم مرة أخرى في إثيوبيا عام 1936 خلال الحرب العالمية الثانية. وكان غاز الخردل العامل الرئيسي في الحرب الكيميائية، وتم إنتاجه وتخزينه من قبل العديد من البلدان، وربما لا تزال أحد أكثر عوامل انتشار الحرب الكيميائية في العالم .

الخردل الكبريتي

خردل الكبريت هو نوع من عوامل الحرب الكيميائية، ويتسبب في تقرحات في الجلد والأغشية المخاطية عند الاتصال، ويعرف أيضا باسم غاز الخردل، ويتميز برائحة مشابهة للثوم والبصل أحيانا، وأحيانا لا يوجد رائحة، ويمكن أن يكون في شكل بخار أو سائل زيتي أو صلب، ويمكن أن يكون لونه مائلا للأصفر أو البني عندما يكون في شكل سائل أو صلب .

كيف يمكن أن يتعرض الناس لغاز الخردل

عند إطلاق غاز الخردل في الهواء، يمكن للأشخاص التعرض له عن طريق لمس الجلد أو العين أو التنفس، ويمكن للبخار أن يحمل الخردل لمسافات طويلة بفعل الرياح. كما يمكن للأشخاص التعرض لزيت الخردل عن طريق شرب المياه الملوثة أو وضعها على الجلد، ويمكن للأشخاص التعرض لخردل الكبريت السائل عن طريق تناوله أو وضعه على الجلد. ويمكن أن يظل خزان الكبريت صالحا للإستخدام من يوم إلى يومين في البيئة تحت ظروف الطقس المتوسطة، ومن أسابيع إلى شهور في ظروف شديدة البرودة، ويتحلل غاز الخردل ببطء في الجسم، لذا فإن التعرض له مرات عديدة يمكن أن يؤثر تأثيرا تراكميا .

كيف يعمل غاز الخردل

تتوقف تأثيرات غاز الخردل الضارة على مدى تعرض الأفراد له، وكيفية تعرضهم، وطول الفترة التي يتعرضون فيها. فهو يسبب ضررا للجلد والعينين والجهاز التنفسي، ويدمر الحمض النووي الذي يعتبر عنصرا حيويا لخلايا الجسم، خاصة في نخاع العظام، مما يؤدي إلى انخفاض تكوين خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. ويترسب بخار الخردل الكبريت في المناطق المنخفضة بسبب وزنه الثقيل .

عادة ما يكون التعرض لغاز الخردل غير قاتل، فأثناء استخدام الخردل في الحرب العالمية الأولى، لقي أقل من 5٪ من المعرضين له والحاصلين على رعاية طبية حتفهم. وقد يكون الأشخاص غير مدركين على الفور لتعرضهم لهذا الغاز، لأنه قد لا يكون له رائحة تنبههم أو يسبب لهم أي إنذار. وعادة، لا تظهر العلامات والأعراض فورا، ويمكن أن لا تظهر لمدة تصل إلى 24 ساعة، وبعض الأشخاص أكثر حساسية للخردل من غيرهم، وقد يظهرون علامات وأعراض على الفور .

أضرار غاز الخردل

1- الجلد

قد يحدث احمرار وحكة في الجلد بعد 2 إلى 48 ساعة من التعرض، وفي النهاية قد يتحول إلى تقرحات في الجلد .

2- العيون

يمكن أن يسبب التعرض الخفيف إلى المتوسط للسموم تهيجًا وألمًا وتورمًا وتمزقًا في غضون 3 إلى 12 ساعة، بينما يمكن أن يتسبب التعرض الشديد في الأعراض خلال ساعة إلى ساعتين، ومن بين الأعراض المحتملة للتعرض المعتدل أو المتوسط حساسية الضوء والألم الشديد والعمى المؤقت لمدة تصل إلى 10 أيام .

3- الجهاز التنفسي 

تظهر أعراض الإصابة بفيروس الإنفلونزا مثل سيلان الأنف، والعطس، والبحة في الصوت، والأنف الدموي، وآلام الجيوب الأنفية، وضيق التنفس، والسعال خلال 12 إلى 24 ساعة من التعرض المعتدل، وخلال 2 إلى 4 ساعات من التعرض الشديد .

4- الجهاز الهضمي 

يتميز الألم في البطن والإسهال والحمى والغثيان والقيء .

5- نخاع العظام 

انخفاض تكوين خلايا الدم، وهو انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، مما يؤدي إلى الشعور بالضعف وحدوث نزيف والتعرض للالتهابات .

ما هي الآثار الصحية لغاز الخردل على المدى الطويل

من المرجح أن التعرض للسائل المصنوع من الخردل الكبريتي يسبب حروقا من الدرجة الثانية والثالثة وتسبب ندبات لاحقة، ويمكن أن يؤدي التعرض للبخار المصنوع من الخردل الكبريتي إلى حروق جلدية واسعة ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة. ويمكن أن يتسبب التعرض الشديد للأبخرة في أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو التهابات الجهاز التنفسي المتكررة أو الوفاة. ويمكن أن يتسبب التعرض الشديد للعين في العمى الدائم. ويزيد التعرض المتكرر للخردل الكبريتي من خطر الإصابة بسرطان الرئة والجهاز التنفسي .

ما يجب فعله عند التعرض لغاز الخردل

نظرًا لعدم وجود مضا للتعرض لخردل الكبريت ، فإن أفضل ما يمكن فعله هو تجنبه، وعلى الفور ترك المنطقة حيث تم الافراج عن غاز الخردل، وحاول إيجاد أرضية أعلى لأن خردل الكبريت أثقل من الهواء وسيستقر في المناطق المنخفضة، وإذا كان تجنب التعرض للخردل الكبريت غير ممكن ، فقم بإزالة خردل الكبريت من الجسم بسرعة .

التخلص من مادة الكبريت الخردل بأسرع وقت ممكن بعد التعرض هو الطريقة الفعالة الوحيدة للحيلولة دون تلف الأنسجة في الجسم. يجب أن تقوم بإزالة أي ملابس تحتوي على الكبريت الخردل بسرعة، وإذا كان ذلك ممكنا، يفضل أن تضع تلك الملابس في كيس بلاستيكي، ثم تغلق الحقيبة المحكمة داخل كيس بلاستيكي آخر. بعد ذلك، يجب غسل أي جزء من الجسم المكشوف مثل العينين والجلد على الفور، باستخدام الماء العادي النظيف. يوصى بغسل العينين بالماء لمدة 5 إلى 10 دقائق، ولا تقم بتغطية العينين بضمادات، ولكن يفضل حمايتها باستخدام نظارات داكنة أو واقية. إذا ابتلع شخص ما الكبريت الخردل، يجب تجنب تحفيزه للتقيؤ، وبدلا من ذلك يمكن تزويده بكمية مناسبة من الماء أو الحليب للشرب، في حالة استطاعته ابتلاعه .