اضرار الصيد الجائر
أصبح الصيد الجائر وباء في جميع أنحاء العالم، حيث يتم قتل أو تهجير العديد من الحيوانات عن بيئتها الطبيعية بسبب الجشع البشري. وتتناقص أعداد الحيوانات المهددة بالانقراض كل يوم، وينشأ الصيد الجائر بسبب الطلب الكبير في العديد من الدول على منتجات الحياة البرية، مثل قرون وحيد القرن والعاج الخاص بالأفيال والفرو والجلود، وتساوي تلك المنتجات آلاف الدولارات. فقرن وحيد القرن على وجه الخصوص يباع بـ 60 ألف دولار للكيلو جرام الواحد ويستخدم في صناعة الأدوية والمساحيق. زيادة الطلب في الأسواق هي الدافع الرئيسي للصيد الجائر للحيوانات والنباتات والطيور .
الصيد الجائر
تم تحديد الصيد الجائر كممارسة غير قانونية لصيد واستيلاء النباتات والحيوانات والطيور بطريقة غير مشروعة. كان الفلاحون الفقراء يمارسون الصيد الجائر في الماضي لتلبية احتياجاتهم الغذائية والاقتصادية. ولقد كان للحكام والنبلاء امتيازات في ممارسة الصيد الجائر عبر العصور، بينما يعتبر سرقة الحيوانات الأليفة جريمة تعاقب عليها القانون. ظهر مصطلح الصيد الجائر في الثمانينيات من القرن الماضي عندما بدأ الناس يقومون بصيد الحيوانات غير القانوني واستخدام النباتات في العلاج .
واليوم الصيد الجائر غير شريعًا وتعاقب عليه كافة قوانين البيئة والقوانين الدولية الخاصة بحماية البيئة بسبب الضرر البالغ الذي أحدثه في البيئة من تهديد لقوانين النظام البيئي ، فقد جعل الحيوانات تهاجر من أماكنها الأصلية هربًا من الصيد وبحثًا عن بيئة أمنة مما عرض حياتها للخطر وساهم في انقراض الكثير منها .
مخاطر الصيد الجائر
على الرغم من وجود القوانين التي تحظر الصيد الجائر للحيوانات، فإن بعض المناطق في العالم، مثل قارة إفريقيا، تعاني من هذه المشكلة، إذ ارتفعت حوادث الصيد الجائر بنسبة 7700% بين عامي 2007 و 2013، مما يشكل خطراً على البيئة، وتتضمن مخاطره:
يتسبب تدمير الموارد في المدن الصغيرة في تدمير الكثير من الحيوانات البرية والطيور والنباتات، وتؤدي طريقة الاقتلاع الخاطئة للنباتات إلى تدمير أنواع كبيرة منها، كما أن معظم النباتات تحتاج إلى سنوات طويلة للنمو وعدم وجود بدائل لها في الزراعة يهدد بانقراض الكثير من الأنواع النباتية، وتوفي العديد من الحيوانات على مر الزمان .
يؤثر الصيد الجائر على دورة حياة الحيوانات، ويمنعها من النمو الطبيعي والتكاثر وتحديث النسل وإنتاج سلالات جديدة منها .
يعتبر قتل الحيوانات البرية والطيور من بين الأسباب الرئيسية للتلوث البيئي، حيث يتسبب في حدوث خلل في التوازن البيئي وقد يؤدي ذلك إلى أزمات بيئية هائلة، فقد قامت بعض الأماكن في العالم بقتل بعض الأنواع المحددة من الحيوانات، مما أدى إلى تدمير الغطاء النباتي بالكامل، كما حدث في عام 1874م في أمريكا عندما حدث تفشي للجراد وتسبب في تدمير الغطاء النباتي بالكامل، إضافة إلى أزمات الفئران وغيرها الكثير .
-حدوث عدم انتظام للحياة البرية بسبب هجرة الحيوانات من أماكنها لأماكن أخرى ، ساهمت عمليات الصيد الجائر في انقراض أنواع نادرة من الحيوانات على مر التاريخ مثل طائر الدودو الذي انقرض بسبب عمليات الصيد الجائرة لأخذ لحمه شحومه لإنتاج الطاقة ، وبعض الأفيال للحصول على العاج ، ووحيد القرن للحصول على القرون باهظة الثمن .
يتجاوز الصيد الجائر القوانين والأحكام القضائية المتعارف عليها دوليًّا .
وسائل الصيد الجائر
يستخدم الصيادون العديد من الوسائل في الصيد الجائر، ومن هذه الوسائل:
الصيد البري
وهذا يشير إلى الصيد المنتشر في الغابات والمناطق الاستوائية والذي يهدف إلى استخدام الجلود والعظام، وهو يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات بما في ذلك الأفيال ووحيد القرن والزراف والنمور والنسور الإفريقية. وتتعاون الأمم المتحدة مع العديد من الدول لحماية الحيوانات والبيئة، وقد تم وضع قوانين لمعاقبة الصيادين بعقوبات تصل إلى السجن لعدة سنوات .
الصيد البحري
توجد أيضا أصناف من الصيد البحري متعلقة بالحياة البحرية، فمن ضمنها أنواع مهددة بالانقراض مثل حوت العنبر الذي يستخرج منه العنبر، وأنواع من الإسفنج والشعاب المرجانية، وأنواع نادرة من الأسماك المعتقد أنها تعالج أمراض مختلفة بما فيها السرطان، وتباع بأسعار مرتفعة وتسوق في أسواق محددة. واليوم، تسعى قوانين البيئة لحماية الثروة السمكية والأسماك النادرة من خطر الصيد .
طرق مكافحة الصيد الجائر
يجب وضع قوانين مشددة في الدول التي يشهد بها الصيد الجائر، خاصة في بعض الدول الأفريقية التي لا توجد بها قوانين لحماية الحياة البيئية .
يتم وضع حراس على الغابات التي تحوي بعض أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، لإتاحة الفرصة لتزاوج الحيوانات وإنتاج نسل جديد منها .
تشمل الجهود الرامية لحماية الحيوانات البرية إجراء الأبحاث والدراسات العلمية المستمرة وعمل إحصاءات مستمرة لتقييم عدد الحيوانات وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض .
يجب وضع أجهزة المراقبة في المحميات الطبيعية لمعاقبة المخالفين، وفرض عقوبات مالية كبيرة على من يرتكبون هذه الجرائم .
يتم نشر الوعي بين الناس حول أهمية الحيوانات في بيئتها الأصلية لحفظ النظام البيئي، حيث يوجد اليوم حوالي 1000 نوع مهدد بالانقراض بسبب تدخلات الإنسان معه .