المحافظة على التوازن البيئي
وضع الله الكون و الطبيعة في نظام و توازن , لذا يجب على الانسان المحافظة على هذا التوازن و السعى الى عدم الاخلال به , فتلك الطبيعة الجميلة كأي كائن حي و حمايتها واجب على الجميع حيث ان الاضرار بهذه الطبيعة و تلويثها باي شكل من الاشكال تعود آثاره على الانسان في نفس الوقت .
مع التقدم العلمي الهائل الذي مرت به البشرية على مدى السنوات والاكتشافات والصناعات، ظهرت العديد من المواد الكيميائية التي تسبب ضررا للبيئة والإنسان. لذلك، يجب أن نسعى لتحقيق توازن شامل بين المواد والحفاظ على نظافة البيئة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التكامل بين جهود الأفراد والسلطات الرسمية التي تعمل على الحد من ظاهرة التلوث التي انتشرت بشكل كبير ومقلق للخبراء والعلماء، حتى أصبحت أخطر تهديد يواجه البشرية .
كيف يمكن الحفاظ على التوازن البيئي؟
يمثل التوازن البيئي نظامًا محكمًا خلقه الله عز وجل، يمثل الترابط والتكامل الوظيفي الذي خلقه الله للوجود والموجودات، وبخاصة في الأرض، ونبهنا الله جل وعلى إلى الأساس الكوني الخاص بالتوازن، حيث قال تعالى “السماء رفعها ووضع الميزان .
يؤثر أي فساد يقوم به الإنسان في البيئة المحيطة به على التوازن البيئي، فمثلا قطع الأشجار وتدمير الغابات وانبعاث العوادم من المصانع، كلها أفعال تؤدي إلى تدمير البيئة وتسبب في اضطرابات، منها ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين. يرتبط مفهوم التوازن البيئي بشكل أساسي بدورة الرياح ودورة الماء واستغلال الموارد البيئية بشكل حسن والعناية بالبيئة وصيانتها لتعمل على منفعة الناس .
يتعين علينا العمل على ترشيد استهلاكنا لمختلف الاحتياجات البيئية للحفاظ على التوازن البيئي، حيث يتم التعامل معها بدون إسراف أو تدمير. يجب المحافظة على الغابات والعمل على زيادة التشجير للمساعدة في وقف التصحر، وحماية الأنهار والبحار من التلوث المختلف، وقد قال الله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحه .
كل كائن من مخلوقات الله له دوره في التوازن البيئي، فالإنسان والحيوان والنبات يعتمدون وجود بعضهم على بعض وعلى الهواء. فالحيوان يتنفس الهواء ليحصل على الأكسجين ويخرج ثاني أكسيد الكربون الذي يعتمد عليه النبات للتنفس. لذا في حالة نقص الغطاء النباتي نتيجة قطع الأشجار، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون عن المعدل المناسب في البيئة، مما يتسبب في تسمم الحيوانات مثلا أو حتى قتلها .
عند قطع الأشجار الغير مشروعة في غابة ما، ينجم عن ذلك بعض الأضرار مثل تغير نوعية الهواء في المنطقة لتصبح سيئة بسبب نقص الأكسجين، وتعرض التربة للتآكل بسبب عدم وجود الغطاء النباتي، مما يجعلها عرضة لتأثير المياه المطرية التي تزيل الطبقة العلوية الخصبة من التربة، ويؤدي إلى نقص الرطوبة وتجفيف الهواء، وانقراض بعض الأنواع الحيوانية المتواجدة في الغابات .
كيفية الحفاظ على التوازن البيئي أثناء الزراعة؟
يجب اولًا التخلص من الحشائش التي توجد في التربة قبل الزراعة و تتم تلك العملية بشكل منتظم طوال مدة الزراعة حيث تعتبر تلك الحشائش شريك للنبات المزروع في الماء و الغذاء مما قد يؤثر على النباتات فتنتج ضعيفة , لا تعمل على تكديس منطقة الزراعة بل يجب ترك مسافات مناسبة بين النباتات المزروعة حسب نوع النبات حيث ان هذا التكدس لا يسمح للنبات بالحصول على القدر الكافي من الماء و الغذاء كما يمكن ان يمنع الجذور من التوغل و الانتشار في التربة , راعي مواعيد ري النبات .
يجب على الحكومات وضع قوانين لحماية البيئة والسعي لتشكيل هيئات أو جهات تعمل على تنفيذ تلك القوانين وإنشاء هيئات رقابية، على سبيل المثال، إنشاء هيئة أو جهة للرقابة على استخدام المبيدات لضمان عدم استخدام المبيدات التي تضر بالبيئة والتي تؤثر بشكل مباشر على طبقة الأوزون .
يمكن ان تساعد في تلك العملية الجمعيات التطوعية التي تساعد في عمليات التوعية بالسلوكيات التي تضر بالتوازن البيئي سواء للكبار او الصغار عن طريق الحملات و الندوات و الملصقات , كما ان الاعلام يمكن ان يلعب دور مؤثر في تلك العملية و المدرسة التي تزرع في الطفل منذ الصغر اهمية المحافظة على التوازن البيئي و اهميته للحياة .