ما هي شقوق المخ

أثناء تشريح الدماغ، تم اكتشاف أن القشرة الدماغية ليست مسطحة وتحتوي على العديد من النتوءات التي يُطلق عليها اسم التلافيف، والأخاديد التي يُطلق عليها اسم الشق أو التلم، وتشكل هذه النتوءات أجزاءً مهمة في الدماغ، مما يجعللها أهمية في العديد من الوظائف الإدراكية.

يمكن تعريف شقوق المخ بأنهي الأجزاء غير المسطحة من القشرة الدماغية، وتساعد كل من التلافيف والشقوق على زيادة مساحة القشرة الدماغية، مما يزيد من عدد الخلايا التي تساهم في حفظ البيانات ومعالجتها.

تعمل الشقوق في تقسيم منطقة سطح الدماغ إلى أجزاء منفصلة، وتساعد في فصل الدماغ إلى نصفين، النصف الأيمن والنصف الأيسر، ويُطلق على هذا الشق الأخدود الكبير أو الشق الطولي.

يتشكل هناك نوعان من الشق في أوقات مختلفة خلال النمو، حيث يتشكل الشق الأول على شكل التلم المركزي قبل الولادة، ويتشكل الشق الآخر على شكل الشق الجداري القذالي نتيجة لعوامل أخرى غير النمو في المناطق المجاورة للقشرة.

اسماء شقوق المخ

• Interhemispheric (الشق الطولي الإنسي)

الثلم هو شق عميق يوجد عند أسفل مركز الدماغ وهو جزء من أجزاء الدماغ، ويعمل على فصل نصفي الدماغ الأيمن والأيسر. ويقع الجسم الثفني، الذي هو شريط عريض من الأعصاب، داخل هذا الشق، ويتكون هذا الثلم من مجموعة من الألياف العصبية التي تساعد في ربط نصفي الدماغ الأيمن والأيسر معا لإرسال المعلومات البصرية والسمعية والحسية الجسدية بين نصفي الدماغ

• الشق الجانبي

الشق الجانبي هو تميز عميق يفصل بين الفصوص الجدارية والصدغية في الدماغ، ويسمى أيضًا الشق السيلفي، ويبدأ بالقرب من الدماغ الأمامي ويمتد حتى السطح الجانبي للدماغ، ويحتوي على القشرة الانعزالية في الجزء العميق من هذا التلم.

• الثلم المركزي (شق رولاندو)

ينفصل شق رولاندو بين الفصوص الجدارية والفص الجبهي

• الشق  الجداري القذالي

هذا شق آخر عميق بين الفصوص الجدارية والفص القذالي، وهو شق ثانوي لا يتكون خلال فترة الحمل، ويعمل كمؤشر على موقع الفصوص الجدارية والقذالية.

• Calcarine Sulcus

يقع هذا الشق في الفصوص القذالية ويقسم القشرة البصرية.

وظائف شقوق الدماغ

الوظيفتين المشتركين بين شقوق الدماغ هما:

• تساعد في زيادة مساحة سطح قشرة الدماغ، مما يؤدي إلى انقسامات هامة في الدماغ، ويسمح ذلك بوجود الكثير من الخلايا العصبية في القشرة، مما يتيح للدماغ الاحتفاظ بالكثير من البيانات.
• تتشكل الشقوق في الدماغ بإنشاء حدود بين فصوص الدماغ وتقسيم الدماغ إلى نصفين..

أسماء تلفيف المخ

• التلفيف الحزامي

يُعد التلفيف الحزامي جزءًا من الجهاز الحوفي، ويتألف من ثنية منحنية تغطي الجسم الثفني، ويتكون من حزمة من الألياف العصبية التي تربط النصفين الأيمن والأيسر من المخ.

يقوم هذا التلفيف بمعالجة العواطف وتنظيم السلوك، ولذلك في حالة حدوث خلل في هذا التلفيف يمكن أن يحدث اضطرابات عاطفية وسلوكية، كما أن هذه المنطقة لها دور في تنظيم الحركات اللا إرادية.

• التلفيف الأمامي المركزي

هذا التلفيف يمثل جزءًا من قشرة الدماغ المسؤولة عن تنفيذ الحركات الإرادية، ويقع في الجزء الخلفي من الفص الأمامي، وتحدده الفص الصدغي.

يتوقع أن التلفيف يحتوي على الأعصاب التي تحكم حركة الجذع والذراعين واليدين والأصابع والرأس، ويؤثر هذا التلفيف على الحركات الحركية في الجانب المقابل للجسم، وهذا يعني أنه يؤثر على الجانب الآخر من الجسم الذي يتواجد فيه التلفيف داخل الدماغ.

• التلفيف الصدغي العلوي

التلفيف الصدغي العلوي هو تلفيف في الدماغ يحتوي على القشرة السمعية المسؤولة عن معالجة الأصوات، ويتم معالجة ترددات الصوت المحددة بدقة على القشرة السمعية لرسم خريطة سمعية تشبه خريطة homunculus للقشرة الحركية الأولية.

وهناك بعض مناطق في هذا التلفيف خاصة عن توليفات معالجة الترددات، ومناطق أخرى مسؤولة عن معالجة التغيرات في السعة أو التردد، وتحتوي أيضًا على منطقة Wernicke، التي اكتشفها العالم Karl Wernicke في عام 1871 ، وهي منطقة لها دور كبير في فهم اللغة وكذلك لها دور أساسي في القدرة على إصدار الكلمات المنطوقة.

• التلفيف الحزامي

التلفيف الحزامي هو واحد من مكونات الجهاز الحوفي، ويحتوي على ثنية منحنية تعمل على تغطية الجسم الثفني وهي عبارة عن حزمة من الألياف العصبية التي تربط نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، كما أن هذا التلفيف يساعد في معالجة العواطف وترتيب السلوك، لذلك أي ضرر يصيب هذا التلفيف يؤثر بشكل واضح على تشكيل العواطف والسلوك.

التلفيف يشارك في تنظيم الوظائف الحركية اللاإرادية، ويتكون من جزئين: الأمامي والخلفي.

حيث أن التلفيف الحزامي الأمامي هو الذي يعمل على معالجة السلوك العاطفي وإصداره، وأيضاَ له دور في الترابط والتعلق العاطفي، خاصة عند الأطفال.

ولهذا التلفيف صلة باللوزة المسؤول  عن معالجة المشاعر وهذا ما يفس وظيفته في معالجة العواطف والمشاعر وإصدارها،ب بالإضافة لذلك يحتوي على روابط مع مناطق في الفص الأمامي والتي لها دور كبير في وظائف الكلام والحركة المرتبطة بإنتاج الكلام، مثل منطقة بروكا.

أما التلفيف الحزامي الخلفي هو المكان الذي له دور في الذاكرة المكانية وأيضاً معالجة المعلومات المتعلقة بالتوجه المكاني للأشياء في البيئة.

النمو الغير طبيعي لكل من شقوق وتلفيف المخ

خلال المراحل المبكرة من التطور يمكن أن يحدث تكون غير طبيعي للشقوق وتلافيف الدماغ والذي يمكن أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات، ويحدث هذا التكون الغير طبيعي بسبب اضطرابات هجرة الخلايا في القشرة المخية النامية وفيما يلى بعض المشاكل التي يمكن أن تحدث لكل من شقوق والتلافيف أثناء التطور:

إذا لم تتشكل تلافيف المخ بشكل صحيح خلال النمو، فقد تصبح القشرة الدماغية مسطحة وغير متعرجة كما هي في الحالات الطبيعية، وهذا يؤدي إلى حدوث حالة تسمى lissencephaly ويمكن أن تسبب الصرع.

وفي حالة تكوين التلافيف الكبيرة  بشكل غير طبيعي يؤدي إلى باتشيغيريا، ويمكن أن تؤدي التلافيف الصغيرة بشكل غير طبيعي إلى ميكروجريا، وهذه التطورات تؤثر بشكل سلبي على القشرة الدماغية وتسبب تشوهات تؤثر على الإدراك، وأحيانا قد تكون موضعية في منطقة واحدة ويمكن أن تتعايش الظروف مع بعضها البعض.

على سبيل المثال، يمكن أن يعاني شخص من حالة تسمى Polymicrogyria، وهي حالة تتميز بوجود عدد كبير من التلافيف في الدماغ والتي تتطور قبل الولادة، ويمكن أن تؤثر على التلفيف الصغير والكبير.

في هذه الحالة، يكون الشق مسطحًا بشكل غير طبيعي بالمقارنة مع الأدمغة الطبيعية، وينتج عن ذلك سطح غير منتظم للقشرة يمكن أن يكون موضعيًا في تلفيف واحد أو يمكن أن يشمل العديد من التلفيفات.

من أكثر الأعراض شيوعاً لمرض polymicrogyria هو حدوث نوبات الصرع، ويتراوح معدل الإصابة بهذا المرض بين 60-85٪ لدى المرضى الذين يعانون من polymicrogyria ويتراوح أعمارهم بين 4 و 12 عاماً.

تشمل أعراض هذا المرض أيضًا تأخر النمو، ومشاكل في النطق والبلع أو ضعف العضلات أو الشلل، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يؤثر على الدماغ بشكل كامل وتسمى هذه الحالة polymicrogyria الثنائية المعممة.