تعليم

استراتيجية تركيب المعلومات

في العقدين السابقين، ظهرت العديد من الاستراتيجيات والنظريات العلمية الحديثة التي تهدف بشكل كامل لصالح العملية التعليمية، وتسعى إلى مساعدة الطلاب على تحقيق أقصى استفادة من التعليم، والتركيز الكامل على تطوير الجوانب الفكرية والإدراكية والإبداعية لدى الطالب. هذه الاستراتيجيات تدحض الاستراتيجيات التعليمية التقليدية التي كان ينظر إليها الطالب كإله مملوء بالمعلومات الضخمة دون تحقيق الفائدة التعليمية أو التربوية المرجوة منها. ومن أهم هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية تركيب المعلومات .

استراتيجية تركيب المعلومات

تقوم هذه النظرية على تزويد المتعلمين بمجموعة من المعلومات وشرح جزء منها، ومن ثم يعمل المجموعات الطلابية على حل بعض الأسئلة المتعلقة بهذا الدرس باستخدام بعض المفردات والمعلومات التي يوفرها المعلم. يقوم الطلاب بتحليل تلك المعلومات والتفكير بها جيدا، ومن ثم يتم الوصول إلى حل وعرضه على المعلم. هذه الاستراتيجية تساعد الطلاب على ربط العناصر الهامة والأساسية في الدرس والعمل على حلها باستخدام مهاراتهم الشخصية وبالمشاركة المحدودة مع زملائهم. ثم يتم جمع المعلومات والحلول التي وصل إليها أفراد كل مجموعة وعرضها على المعلم لتحليلها وتصحيح أي أخطاء إن وجدت .

تطبيق استراتيجية تركيب المعلومات

تعتبر استراتيجية تركيب المعلومات واحدة من الاستراتيجيات التعليمية السهلة التنفيذ التي يتبعها المعلم بالخطوات التالية:

في البداية، يقوم المعلم بتقديم مجموعة من المعلومات على عدة ملصقات ووضعها داخل أظرف مغلقة، أو يمكنه كتابة تلك المعلومات على السبورة .

-ثم يقوم بشرح التجربة العملية أو خطوات حل التمرين في مادة الرياضيات أو أي جزء آخر من الدرس في أي من المواد الدراسية الخاصة بالطالب، ويمنح الطلاب مهلة زمنية محددة لتقديم الحلول .

من شروط هذه الاستراتيجية أن يكون الطلاب لا يتحدثون أثناء فترة اقتراح الحلول المختلفة للتمارين، ولكن يُسمح لهم فقط بتبادل الإشارات حتى يفهم كل منهم مقصود الآخر بالإشارات فقط .

وبعد انتهاء الوقت المحدد من قبل المعلم، يُسمح للطلاب الذين ينتمون إلى نفس المجموعة بالتحدث والمناقشة فيما بينهم ومناقشة الحلول والاقتراحات التي قد توصلوا إليها، حتى يتمكن كل طالب من التحقق من إجابته دون الرجوع إلى الكتاب .

ثم يقوم قائد المجموعة أو المتحدث باسم المجموعة بعرض الإجابات التي توصلت إليها المجموعة على المعلم؛ حيث يقوم المدرس بتقديم الثناء على الطلاب الذين وصلوا إلى الإجابات الصحيحة، وتصحيح الأخطاء في حال فشل الطلاب في الوصول إلى الحل الصحيح .

في النهاية، يطلب المعلم من كل طالب بشكل فردي تخطيط وتظليل المعلومات المتعلقة بالتمرين في الكتاب المدرسي أو أي مصدر آخر للمعلومات الدراسية .

أهمية وأهداف استراتيجية تركيب المعلومات

تتضمن نظرية تركيب المعلومات مجموعة من الأهداف الهامة التي يمكن تحقيقها، مثل:

تقوم هذه النظرية على تحليل المعلومات من قبل الطالب بمفرده، من أجل الوصول إلى الحلول المقترحة للنظرية .

يساعد الطالب على تطوير مهارة استخدام لغة الجسد body language، وبالتالي يصبح قادرا على التعبير عن نفسه بدقة وفعالية .

يساعد إقامة نقاش بين الطلاب وزملائهم للوصول إلى الحلول الصحيحة على تنمية الجانب التعاوني وروح العمل الجماعي لدى الطلاب .

-كما أن عامل الإحباط ليس متوفر في هذه الاستراتيجية ؛ حيث انه لا يوجد مجموعة فائزة وأخرى خاسرة ، وإنما يتم مناقشة كل الاراء التي توصلت إليها مجموعات الطلاب بشكل يُساعد كل طالب على فهم التمرين أو الدرس ؛لأن الهدف الأساسي لهذه الاستراتيجية التعليمية هو الوصول تحقيق المعرفة العلمية والتعاونية بينه وبين زملائه .

يُنمي استخدام هذه الاستراتيجية لدى الطالب أهمية الرجوع دائمًا وأبدًا إلى المصدر الصحيح للمعلومة، وذلك عن طريق توجيه المعلم لكل طالب لتخطيط المراجع والمصادر المستخدمة في الكتب المدرسية أوالمصادر الأخرى الموثوقة للمعلومات .

ساعد تطبيق نظرية تركيب المعلومات في إنشاء بيئة تفاعلية وتعاونية ممتعة ومثيرة للمنافسة الصحية بين الطلاب للوصول إلى الحلول الصحيحة .

إرشادات استراتيجية تركيب المعلومات

هناك بعض الإرشادات التي يجب على المعلم أن ينتبه لها عند تطبيق استراتيجية تركيب المعلومات، وهي كالتالي

يمكن تطبيق هذا الاستراتيجية في المواد الدراسية التي تتضمن التجارب والتمارين التي يتعين حلها، والمسائل والمواد التي تتضمن عددًا من المفاهيم والتعريفات، مثل مادة العلوم ومادة الدراسات الاجتماعية .

يمكن الاعتماد على هذه الاستراتيجية في بعض المواد الدراسية الأخرى التي تحتوي على قواعد ومصطلحات ومفردات، مثل اللغة الإنجليزية واللغة العربية وبعض المواد الأخرى .

ويشمل ذلك المواد التي تحتوي على بعض الاستشهادات من القرآن والسنة، مثل مواد الفقه والشريعة الإسلامية، وكذلك في مادة الرياضيات .

يجب على المعلم أن يتمتع بطابع هادئ ومتزن عند تطبيق هذه الاستراتيجية، وعدم التعنيف عندما يخرق الطلاب شروط هذه الاستراتيجية، بل يجب ابتكار طريقة مناسبة للعقاب عند الحاجة لذلك .

– يجب عدم استخفاف أو استهزاء بأي مقترحات أو حلول يطرحها الطلاب، بل يجب دحض المعلومات وتوضيح الأخطاء بشكل تربوي سليم دون إلحاق الضرر النفسي بالطالب .

ينبغي أن نشيد بجهود الطلاب عندما يقدمون إجابات صحيحة ونكافئهم قدر الإمكان، ويجب عدم تهديدهم بخسارة الدرجات في حال عدم النجاح في الإجابة على الأسئلة أو التمارين المطروحة .

عيوب نظرية تركيب المعلومات

من ناحية أخرى، هناك بعض الانتقادات التي تم توجيهها إلى استراتيجية ترتيب المعلومات على النحو التالي:

-عند تطبيق هذه الاستراتيجية قد لا يتمكن المعلم من اكتشاف الطلاب أصحاب التحصيل الدراسي المنخفض ولا سيما أن مجموعة الطلاب تقوم بمناقشة الإجابات مع بعضها البعض قبل عرضها على المعلم ، وبالتالي ؛ فإن المعلم هنا يتعامل مع مجموعات ولذلك ؛ لا يكون قادر على تحديد مستوى كل طالب على حدا .

تطبيق هذه الاستراتيجية يمكن أن يؤدي إلى ترسيخ بعض المفاهيم الخاطئة في ذهن الطالب إذا لم يتم عرض المعلومات التي يمكن أن يصل إليها بشكل واضح وشامل على المعلم. ولذلك، يظل ذهن الطالب مشغولًا بما توصل إليه من معلومات وليس بالمعلومات الصحيحة التي يقدمها المعلم في النهاية .

بالإضافة إلى ذلك، استخدام استراتيجية تجميع المعلومات داخل الفصل يؤدي إلى إضاعة جزء كبير جدا من وقت الحصة، وبالتالي، قد لا يتمكن المعلم من توصيل المعلومات الصحيحة بشكل كامل وشامل للطلاب في نهاية الحصة الدراسية. وللتغلب على هذه المشكلة، يخصص المعلم وقتا قصيرا للطلاب لاقتراح الحلول ومناقشتها، وهذا أيضا يؤثر على قدرة الطالب على التفكير العميق في حل التمارين الدراسية وما إلى ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى