استراتيجية القفل والمفتاح
لقرون عديدة كان المفتاح رمزاً للأمن والسلطة والقوة ، كما ترسخ في الأساطير وفي أيدي أصحاب القدرة ، وذلك لأنه به تزداد قدرتهم وتتعزز ، فتبنَى الملوك والأباطرة ورجال الدولة والفرسان والنبلاء المفتاح رمزاً جلياً في راياتهم وفي شعارات النبالة ، التي تعكس هويتهم وإنجازاتهم الذي يعتزون به وفي أختامهم الرسمية.
نشأة نظام القفل والمفتاح
كان تسليم مفاتيح قلعة أو حصن أو مدينة في الأزمنة القديمة يعتبر حدثا احتفاليا، وقد برز لنا عبر مصفاة التاريخ من خلال احتفالية تسمى مفتاح المدينة، التي تقام فيها اليوم احتفاليات في عدة مدن عالمية، وذلك لتكرم فيها الشخصيات التي تتمتع بعطاءات إنسانية واجتماعية وثقافية أو تقديم خدمات، ويقال إن مصدر هذه العادة يعود إلى العصور الوسطى .
يمكن تتبع أول نظام للقفل والمفتاح، بالمفهوم التقليدي الذي شكّل الأساس لتطور نظام الأقفال والمفاتيح الحديث، حتى قبل نحو أربعة آلاف عام. ووفقًا للموسوعة الأمريكية والموسوعة العربية الشاملة، فإن أقدم قفل في العالم طوَره المصريون في العام 2000 قبل الميلاد .
يشير الموسوعة البريطانية إلى أن أقدم نظام للقفل عثر عليه في أطلال قصر خور ساباد في مدينة نينوى العراقية، ويعود إلى ما قبل نحو أربعة آلاف عام، ولأنه تم استخدامه على نطاق واسع في مصر في نفس الفترة، فأصبح معروفا باسم القفل المصري، وظل هذا اللقب هو المرجع لتطوير آلية عمل الأقفال والمفاتيح لعدة قرون لاحقة.
يعرف هذا النوع من الأقفال بالوتد أو الريشة، ومنه تطور نظام القفل الحديث الذي يستخدم على نطاق واسع في القرن التاسع عشر، حيث لا يزال يشكل الأساس النظري لآلية عمل الأقفال بشكل عام .
مكونات القفل المصري
يتكون القفل المصري أو الآشوري من مزلاج خشبي كبير يؤمن الباب ، تتخلله عدة ثقوب على سطحه الخارجي ، ثمة قطعة مثبتة على الباب تحتوي على العديد من الخوابير الخشبية مصمّمة في وضعية بحيث تنزلق في هذه الثقوب بفعل الجاذبية الأرضية وتُثبت المزلاج ، فتمنعه من التحرك وبالتالي لا يمكن فتح الباب .
أما المفتاح، فيتكون من قضيب خشبي كبير يشبه فرشاة الأسنان، ويحتوي على أوتاد بأطوال مختلفة متموضعة بشكل عمودي تطابق الثقوب والخوابير. وعند وضع المفتاح في ثقب المفتاح الكبير الموجود تحت الخوابير العمودية، يرفع الخوابير ببساطة، مما يسمح للمزلاج والمفتاح بالانزلاق ثانية. كما عثر على نماذج مشابهة لهذا النوع من الأقفال في حضارات قديمة في شمال أوروبا والهند والصين واليابان .
تصنيع الأقفال والمفاتيح عبر التاريخ
ولم يكتف النبلاء وسادة الأقوام باقتناء الأقفال والمفاتيح ، بل بلغ الشغف بها حد تورط الملك لويس السادس عشر بصنعها ، فالملك الفرنسي الشاب ، الذي أطاحت به الثورة الفرنسية في العام 1792م ، لم ينشغل بأمور الحكم كثيراً ، وكانت أحب الأوقات إليه عندما يخلو إلى ورشته في القصر يصنع الأقفال المعدنية ، وهو الذي تعلَّم المهارة على يد فرنسي يدعى جامين .
كان لويس فخورًا بخزنته الحديدية السرية التي احتفظ بها فيها بأوراقه الشخصية ومقتنياته الثمينة جدًا، وكان يخبئها في إحدى جدران قصره، ولكن الثوار بمساعدة غامين استطاعوا معرفة موقع الخزنة .
استراتيجية القفل والمفتاح
يعمل المدرس على إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد لمجموعة من الأقفال والمفاتيح وتغليفها بشكل حراري، ويحضر مجموعة من الأسئلة والإجابات التي ترتبط بالأقفال والمفاتيح، ويقوم بتثبيت الأسئلة على الأقفال والإجابات على المفاتيح، ويثبت الأقفال على اللوح أو السبورة، بينما يقوم بتبعيث المفاتيح تراكبيا في طاولة المدرس بطريقة ترتيبية، أو يختار طالب من كل مجموعة. يقوم الطالب بإختيار أحد الأقفال ثم يبحث عن الإجابة المناسبة بالمفاتيح المبعثرة، وإذا نجح في هذه المهمة، يأخذ المفتاح ويضعه في ميدالية المجموعة، ويتم عد المفاتيح في ميدالية كل مجموعة في نهاية الدرس لتحديد المجموعة الفائزة. تحتوي الأقفال الكبيرة على أسئلة تهدف إلى تطوير القدرات الفردية وتستخدم للمنافسة بين المجموعات.
يمكن أيضًا استخدام استراتيجية القفل والمفتاح كوسيلة تحفيز، حيث يختار المعلم قفلًا ذو لون محدد ومميز للطالب ذو المستوى المتوسطوالمتدني .
اهداف استراتيجية القفل والمفتاح
تهدف تجربة استراتيجية القفل والمفتاح إلى عدة أهداف استراتيجية، بما في ذلك:
تنويع استراتيجيات التدريس .
الرقي بالمستوى التحصيلي للطلاب .
وهو وسيلة لتعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب .
يتيح للطلاب الفرصة لمتابعة وتقييم مستواهم خلال العام الدراسي .