تعليم

استراتيجيات التعلم المدمج

التعليم هو المحرك الرئيسي لتطور الأمم والدول، ولا يوجد دولة لم تول اهتماما بالتعليم لتحقيق التقدم. تجد الدول القوية والمتقدمة مهتمة بالتعليم والعلم، بينما تكون الدول الضعيفة والفقيرة ضعيفة بسبب ضعف التعليم فيها. لذلك، نجد أن ديننا الحنيف يحث على السعي للعلم واحترام العلماء. قال تعالى: `هل يتساوى الذين يعرفون والذين لا يعرفون؟ إنما يتذكر أولو الألباب` (سورة الزمر، الآية 9).

أثبتت العلم الحديث طرقا واستراتيجيات مختلفة لعمليات التعليم والتي تهدف إلى إدارة العملية التعليمية بين المعلم والمتعلم لتحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، ومن بين أهم تلك الاستراتيجيات: التعلم النشط، والتدريس المصغر، والتعلم المدمج.. وغيرها من الآليات.

التعليم المدمج

التعليم المدمج هو أحد الأساليب الحديثة في التعلم، حيث يجمع بين التعليم التقليدي الذي يتم في الفصل بين المعلم والطلاب والتعليم عن طريق الإنترنت أو باستخدام التكنولوجيا الحديثة. وبواسطة هذه الطريقة، يمكن للطالب أن يتحكم في وقت التعلم ومساره ومكانه وسرعته بشكل أفضل من الأساليب التقليدية للتعليم. ويقول المؤيدون لهذا الأسلوب من التعليم أنه لديه مزايا، حيث يسهل علينا جمع الكثير من البيانات حول الطالب وآلية تعليمه، وكذلك يمكننا تخصيص المواد والاختبارات التي تتناسب مع كل طالب وأسلوبه.

سبب التسمية

في عام 1999، قامت شركة إيبيك بتقديم مصطلح التعلم المدمج أو (blended learning) لوصف تجربتها الجديدة في استخدام الحاسوب في التعليم، خاصة بعد التقدم التكنولوجي وانتشار الإنترنت واعتماده في الصفوف الدراسية كأداة للتعلم. وهناك العديد من المصطلحات التي تعبر عن هذه الآلية مثل التعليم المزجي والتعليم المتكامل والتعليم الهجين والتعليم المختلط.

مميزات التعليم المدمج

هذا الأسلوب التعليمي لا يجعل المعلم يشعر بأن دوره قد سُلب منه أو أنه مهمَل إلى حدٍ ما.

يساعد هذا الجهاز على توفير الوقت للطلاب والمعلمين.

يساعد هذا الأمر في حل بعض المشكلات التي تنشأ بسبب عدم توافر بعض الموارد لدى الطلاب.

يناسب بعض المجتمعات التي لا تمتلك البيئة الإلكترونية الكاملة، مثل الدول النامية.

يتم تحديد وقت التعليم في مكان محدد وزمن محدد، وهذا هو الأمر المفضل حتى الآن لدى معظم الطلاب.

يتم التركيز على جميع الجوانب المهارية والمعرفية والوجدانية دون تأثير واحدة على الأخرى.

يحافظ التواصل بين المعلم والطالب على الروابط التي تقوم عليها أي عملية تعليمية.

منظومة التعليم المدمج

لإكمال هذه النظام، يجب توفر ثلاث متطلبات هي المتطلبات التقنية والمتطلبات البشرية والمنهج.

المتطلبات التقنية

– يجب تزويد الفصول بجهاز حاسوب على الأقل وجهاز عرض، ويتوجب على الفصل أن يكون متصلاً بالإنترنت.

يجب توفر المقرر الإلكتروني (E-Course) للطالب لكي يتمكن من دراسته.

يتم توفير نظام لإدارة المنظومة التعليمية (LMS) بشكل يتماشى مع الاحتياجات .

تعبر هذه الكلمة عن الفتاة التي تحب مساعدة الآخرين وتتميز بالعطاء والسخاء.

-تواجد برنامج للتقييم الإلكتروني E-Evaluate.

يتضمن الحل الواقعي توفير مواقع إلكترونية للحوار بين الطلبة والخبراء في المجال، وتسهيل التواصل بين الطلبة أنفسهم.

يتم توفير روابط للطلبة لمواقع وزارة التعليم للتواصل مع مستشاري المواد.

تُعقد اجتماعات أسبوعية بين مديري المواد والطلاب للمناقشة والحوار حول المناهج الدراسية والمقررات والاختبارات.

يتم توفير فصول افتراضية مع الفصول التقليدية للسماح للطلاب بإتمام بعضهم البعض.

المتطلبات البشرية

سواء كان الطالب أو المعلم، فلا يقل أهمية أحدهم عن الآخر في العملية التعليمية، فهما قطبي العملية التعليمية، وذلك في ظل التعليم المدمج، ولكل منهم دور

المعلم

يتمتع المعلم بالقدرة على القيام بدوره في التدريس التقليدي، ويمكنه استخدام الحاسوب والإنترنت لتطبيق ما شرحه لتسهيل عملية الشرح.

يمكن للمعلم في هذا النظام تطوير نفسه وتطوير آليات الشرح والوسائل التي تساعده في تعليم الطلاب، والبحث عن كل ما هو جديد على الإنترنت وتطوير المقررات الدراسية وتجديدها باستمرار.

يمكن للمعلم استخدام البرامج التي تصمم المناهج الدراسية الجاهزة، والتي قد تتطلب منه مهارات خاصة في التعامل معها.

يمكن للمعلم تصميم الاختبارات والامتحانات بطريقة جديدة وتحويلها من الطريقة التقليدية إلى طرق إلكترونية تناسب الطلاب ومستوياتهم ومتطلباتهم، وذلك باستخدام البرامج المناسبة لهذا الغرض.

يتم التفاعل مع الطلاب عبر البريد الإلكتروني وتبادل الرسائل بينهم لتسهيل التواصل بينهم.

الطالب

يجب على الطالب في هذا النظام أن يشعر بأن له دورًا هامًا في هذه العملية وأن يسعى للتفاعل مع زملائه في الصف ومع المعلمين، حتى يستطيع في النهاية تحقيق الهدف من هذه المنظومة التعليمية.
يجب على الطالب المشاركة في هذه العملية عن طريق استخدام الأدوات التعليمية الجديدة، ولا ينبغي أن يكون مجرد متلقٍ للمعرفة.

في النهاية، التطور والتكنولوجيا تمتد إلى جميع جوانب الحياة، لذلك يتعين علينا الاستفادة من هذه التطورات التي تحدث حولنا في أهم جوانب حياتنا وهو التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى