اسباب نزول سورة طه
سورة طه: إنها سورة مكية عظيمة أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، باستثناء الآيتين رقم 130 و 131 التي نزلت في المدينة المنورة. تم النزول بعد سورة مريم، وهي السورة رقم 20 في التسلسل القرآني. تتكون السورة من مائة وخمسة وثلاثين آية، وتحتوي على ألف وثلاثمائة وواحدة وأربعين كلمة، وخمسة آلاف ومائتان واثنان وأربعون حرفا. تركز السورة ككل السور المكية على تعليم أصول الدين وجزاء الكافرين والجنة والنار. تعرض السورة جزءا من قصة سيدنا موسى عليه السلام.
فضل قراءة سورة طه:
وتعتبر سورة طه من السور ذات الفضل العظيم، وهي من السور التي يدعو الرسول عليه الصلاة والسلام لقراءتها، حيث قال صلى الله عليه وسلم: `أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة.` وعن أبي إمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: `كل قرآن يوضع على أهل الجنة، فلا يقرؤون منه شيئا إلا طه ويس، فإنهم يقرؤون بهما في الجنة` .
سبب تسمية سورة طه بهذا الاسم:
سُمِّيت سورة طه بهذا الاسم بسبب كلمة “طه” في بدايتها، وهناك من يقول أن “طه” هو اسم من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام، وهناك من يقول أنها من الأسماء المتقطعة ط وهـ، حيث نزلت في بعض السور، ويقول البعض أن معنى كلمة “طه” هو اسلوب نداء تعني “يا رجل
ويقول البعض أن معنى كلمة `طه` هو `قسم`، إذ أقسم الله بها ليؤكد أنه سبحانه وتعالى لم ينزل القرآن عليه ليتعبه أو يشقيه، على عكس ما يقوله الكفار بسبب تعب الرسول من قيام الليل كل يوم حتى الفجر. وقد قال الله تعالى: `طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى`. وقد قال الضحاك: عندما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، قام هو وأصحابه وصلوا. فقال الكفار من قريش: إن الله تعالى لم ينزل هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم إلا ليتعبه ويشقيه. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
تم تسمية السورة الكريمة بأسماء مختلفة، ومنها سورة الكليم، نظراً لذكر قصة سيدنا موسى عليه السلام وهو مخاطب من الله بالكلام مباشرةً.
أسباب نزول سورة طه:
– يعتبر السبب الرئيسي في نزول سورة طه أن الكفار كانوا يسخرون من النبي عليه الصلاة والسلام، بسبب قيام النبي بالصلاة وقيام الليل حتى طلوع الفجر، ويشق على نفسه ويستمر في الصلاة حتى تتورم قدميه ويتعب ولكنه يستمر، وكان منهم الوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث، وعقبة ابن أبي معيط، وقالوا عندما شاهدوا النبي وهو يصلي (لقد شقيت من ترك دين آبائك، فقال لهم إنّما أنا رحمة للعالمين، فأنزل الله سبحانه هذه السّورة الكريمة تسلية للنّبي عليه الصّلاة والسّلام وتثبيتًا له)
يقال إن هذه الآية نزلت بعد أن قال مقاتلان، وهما أبو جهل والنضر بن الحرث، للنبي: إنك لتشقى بترك ديننا؛ وذلك لأنهما رأيا من النبي طول عبادته واجتهاده. وبسبب هذه القصة، نزلت هذه السورة الكريمة ليتحدث الله تعالى إلى الرسول ويؤكد له أن القرآن لم ينزل عليه ليتعبه ويشقيه.
ويقال إن قوله تعالى “ولا تَعْجَلْ بِالقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا” نزل بسبب امرأة جاءت إلى النبي ﷺ ليحكم بينها وبين زوجها، حيث لُطمت رجلها، فجاءت إلى النبي ﷺ وكانوا يتنازعون على القصاص، فأنزل الله تعالى هذه الآية.