اسباب نزول سورة التغابن
سورة التغابن: يعتقد الأغلبية أن سورة (الصف) نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ولكن البعض يعتقد أنها سورة مكية، وفقا للضحاك، وأن جزءا منها نزل في مكة والجزء الآخر نزل في المدينة، وذكر النحاس عن ابن عباس أن سورة الصف نزلت في مكة، وسورة الجمعة والمنافقين نزلتا في المدينة، وسورة التغابن نزلت في مكة باستثناء آيات من آخرها التي نزلت في المدينة.
تتألف سورة التغابن من 18 آية، وتحتوي على 241 كلمة، وتحتوي على 1470 حرفا. وتأتي في المرتبة الستة والستين في القرآن، وتأتي بعد سورة التحريم في الجزء الثامن والعشرين. وتعرض التشريع وأصول العقيدة الإسلامية في هذه السورة، لذلك تعتبر سورة مكية.
سبب تسمية سورة التغابن بهذا الاسم:
سميت سورة التغابن بهذا الاسم بسبب ذكر لفظ التغابن فيها، ولم يرد ذكرها في أي سورة من سور القرآن، حيث قال الله تعالى (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )، وتم ذكرها في أحد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسم حيث قال (ما من مولود إلا وفي تشابيك مكتوب خمس آيات فاتحة سورة التغابن ).
اسباب نزول سورة التغابن:
– نزلت الآيات الأولى من سورة التغابن حتى تظهر قدرة الله تعالى، في خلق السماوات والارض وقدرته على خلق البشر، وليذكر الكفار أن لهم حساب أليم في الأخرة، ولكي يتأكد الكفار أن البعث حق و يوم القيامة حق.
– من أسباب نزول سورة التغابن هو أن كان هناك بعض من أسلم ، ودخل الإسلام ولكن هناك من أهلهم وأبنائهم من يحاولون أن يمنعوهم من الذهاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يعلن اسلامه، وكان قريش لا يتركوه يذهب إلا إذا ترك ماله وأهله وولده ووذهب إلى المدينة وحيدا، وكان منهم من يحن إلى أهله ولا يذهب، وقد قال ابن عباس: (كان الرجل يسلم فإذا أراد أن يهاجر منعه أهله وولده وقالوا: ننشدك الله أن تذهب فتدع أهلك وعشيرتك وتصير إلى المدينة بلا أهل ولا مال، فمنهم من يرق لهم ويقيم ولا يهاجر، فأنـزل الله هذه الآية).
وقد نزلت الآيات من الرابعة عشر حتى الثامنة عشر بسبب هذا الأمر، حيث قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ).
وفيما يتعلق بعطاء بن يسار قال إن سورة التغابن نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، الذي كان غنيا ولديه العديد من الأبناء. وعندما أراد الذهاب إلى الرسول والإعلان عن إسلامه، رفض أولاده ذلك وقالوا له `إلى من ستتركنا؟` فتأثر قلبه ولم يذهب إلى النبي.
قال سعيد بن جبير إن سبب نزول الآية الكريمة (فاتقوا الله ما استطعتم)، هو أن المسلمين حاولوا العمل بكل ما أوتوا من قوة لطاعة الله بعد أن نزلت الآية (اتقوا الله حق تقاته)، ولكنهم تعبوا ومرضوا وانتفخت أرجلهم وتورمت، فنزلت هذه الآية لتخفف عنهم.