اسلامياتالتاريخ الاسلامي

اسباب غزوة بدر

وقعت معركة بدر في شهر رمضان المبارك، وهي المعركة الأولى في تاريخ الغزوات الإسلامية. وقد حدثت في العام الثاني من الهجرة بين جيش المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وجيش كفار قريش بقيادة أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي. ورغم أن العدد كان قليلا، فقد انتصر المسلمون وتمكنوا من هزيمة الكفار الذين هربوا من جيش المسلمين. ولذلك، فإن غزوة بدر تعد من الدروس المهمة في تاريخ الإسلام.

جدول المحتويات

السبب الأساسي لغزوة بدر

معركة بدر هي واحدة من المعارك الإسلامية الحاسمة التي فصل الله عز وجل بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر، ووجه هذا الاسم للموقع الذي وقعت فيه المعركة، ولكل معركة أسباب ومقدمات، ومن أهم تلك الأسباب والمقدمات هي وجود الصراع والمواجهة للحق وإزهاق الباطل.

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصول قافلة تقودها كفار قريش من الشام، ويقودها أبو سفيان. وكانت القافلة تحمل بضائعا ونقودا. وقال ابن إسحاق: `ثم علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم أبي سفيان بن حرب من الشام في قافلة كبيرة لقريش، تحمل ثروات قريش وتجارة من تجارتهم، وفيها ثلاثون رجلا من قريش، أو ربما أربعون، من بينهم: مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، عمرو بن العاص بن وائل.

وبعد ذلك، طلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتم استبدال القافلة التي اختطفها كفار قريش من المسلمين خلال هجرتهم من مكة إلى المدينة، وكان السبب الآخر في طلبه وجود أموال المسلمين الذين هاجروا إلى المدينة المنورة وتركوا أموالهم في مكة. لذلك، طلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتم استبدال تلك الأموال.

والسبب الآخر في استيلاء الكفار على بيوت المسلمين هو هجرة بني البكير وبني جحش بن رئاب وبني مظعون من بني جمع، وتم بيع دار بني جحش من قبل أبا سفيان لعمرو بن علقمة، وأصبحت أموال وديار المسلمين المهاجرين من الأشياء المسروقة والمباحة لدى الكفار.

وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف الاقتصاد لدى الكفار عن طريق استرداد أموال المسلمين، ونظرًا لأن وجوده وأصحابه في المكان الذي تمر عليه قوافل قريش إلى الشام يشكل تهديدًا وخطرًا على حياة وتجارة الكفار، فإنه كان من السهل رصدهم ومراقبتهم، مما أثار حذرهم.

عندما سمع أبو سفيان، وهو يقترب من الحجاز، بأن مجموعة من المسلمين تعتزم مهاجمة القافلة، قام فورا بإرسال رجل يدعى ضمضم الغافري إلى مكة لينبه أهل قريش الكفار بأن القافلة قادمة وأن محمد وجنوده سيستولون عليها. وبالفعل، وصل أبو سفيان بالقافلة إلى مكة وتمكن من حمايتها، وأبلغ الكفار أنه لا يوجد سبب يستدعي القتال مع المسلمين، لكن الأغلبية رفضت ذلك وأصرت على الحرب معهم.

أحداث غزوة بدر

جهز الكفار جيشا يتألف من 1000 مقاتل، بينما كان جيش المسلمين يتألف من 314 رجل. بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في استشارة المسلمين حول خوض المعركة، وأجابوه بالموافقة على ذلك. قام الجيش المسلم بالتجهيز بالقرب من الماء، ونظم الرسول الصفوف. ثم أرسل الرسول الكريم عدي بن الزغباء وبسبس بن الجهلي لاستكشاف منطقة بدر ومعرفة حركات جيش قريش. ذهب سعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا إلى ماء بدر، وتمكنوا من أسر شابين من قريش اللذين كانا يعملان كجواسيس لجيش قريش. سأل الرسول الله عن عددهم، فأفادا بأن العدد كان كبيرا جدا، واستطاع الرسول تخمين عدد جيش قريش بين 900 و1000 مقاتل.

انتصار المسلمين في غزوة بدر

عندما وصل جيش الكفار إلى بدر، توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى ودعاه للفوز على الكفار. ثم تقدم الوليد بن شيبة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة من جيش قريش وطالبوا بالمبارزة مع أبناء عمهم. وبالفعل، خرج عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهم، وبدأت المعركة. تم قتل عتبة وشيبة، وانتصر المسلمون على الكفار وأسروا العديد منهم. وكان هذا الانتصار رفعا لمعنويات المسلمين لأنهم حققوا انتصارا عظيما.

نتائج غزوة بدر

من أهم نتائج غزوة بدر هو انتصار المسلمين على جيش الكفار، وترتب على ذلك خسارة قريش، وهذه كانت الخسارة الكبرى بالنسبة لهم، وخسارة هيبتهم أمام القبائل الأخرى، وخاصة بسبب مقتل سادة قريش ورموزهم في المعركة، مثل أمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وأبو جهل عمرو بن هشام، وأسر المسلمون عددا كبيرا من الأسرى، حيث علم بعضهم القراءة والكتابة، ودفع البعض الآخر الأموال لفداء أنفسهم.

تم العفو عن الجزء الثالث من الفقراء لعدم وجود فائدة لهم، وانكسار جيش الكفار وانسحابهم إلى مكة المكرمة مهزومين، وعاد المسلمون إلى ديارهم منتصرين، واستشهد منهم أربعة عشر رجلا، ونالوا الكثير من الغنائم الباقية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى