اسباب ذهاب اجدادنا العرب إلى الصين واسيا
اسباب ذهاب العرب قديما إلى الصين واسيا
ذهب العرب إلى الصين وآسيا للتجارة، وكانت الرحلات التجارية إلى تلك البلدان تصل عبر المحيط الهندي.
على مر العصور، كان الناس يهتمون بالكشف عن العالم المحيط بهم والتنقل من مكان إلى آخر، وكان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام يسافرون إلى عدد من البلدان المجاورة والبعيدة بهدف التجارة، مثل الشام واليمن، ووصلت البعثات القديمة حتى بلاد الهند. ومع ذلك، لم يكن العرب مهتمين كثيرا بالذهاب إلى الصين قبل العصور الوسطى، على الرغم من وجود تجارة بين الدولة الرومانية والصين عبر طريق الحرير منذ القدم. وكان بداية تعرف العرب على الثقافة الصينية بشكل أعمق عبر أدب الرحلات وخاصة بعد رحلة ابن بطوطة إلى الصين في القرن الثالث عشر الميلادي.
في العام 13 للهجرة، بدأت فتوحات الإسلام وامتدت الدولة الإسلامية حتى وصلت إلى آسيا الوسطى. ومع ذلك، لم تتوسع الفتوحات بعد هذه المناطق. بالمقابل، وصل التجار المسلمون إلى مناطق شرق آسيا، وأعجب سكان تلك المناطق بأخلاق المسلمين واعتنقوا الإسلام.
ساهم طريق الحرير، الذي كان في ذروة ازدهاره خلال الفترة من 618 إلى 907 ميلادية، في انتشار الإسلام في العديد من المناطق التي تمتد على طول الطريق، والتي تشمل آسيا والبحر الأبيض المتوسط، وتمتد من الصين والهند وبلاد فارس والجزيرة العربية واليونان وإيطاليا.
الإسلام في جنوب شرق آسيا
جنوب شرق آسيا هي المناطق التي تقع بين شبه الجزيرة الهندية وجنوب الصين، وتضم دولًا في جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وفيتنام وكمبوديا ولاوس وبورما والصين وتايلاند وبروناي وتركستان الشرقية
تحتوي تلك المناطق على عدد كبير من السكان، وتضم أيضًا عددًا كبيرًا من المسلمين، حيث يعتنق الإسلام في تلك المناطق أكبر عدد من السكان، ويصل عدد المسلمين في تلك المناطق إلى أكثر من 242 مليون نسمة.
يشكل المسلمون الأغلبية في إندونيسيا وماليزيا وبروناي، وهناك عدد كبير من المسلمين في الهند يصل إلى حوالي 195 مليون مسلم، لكنهم لا يشكلون الأغلبية.
دور التجارة والتجار في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا
الإسلام هو منهج حياة ووضع الله ورسوله أسس التعامل في جميع جوانب الحياة ، ونظرا لأن التجارة هي وظيفة أساسية في حياة الإنسان ، فقد وضع الإسلام العديد من التوجيهات التي تحث المسلمين على اتباعها عند ممارسة التجارة ، ومن بين هذه التوجيهات :
مراعاة الفقير أثناء التجارة، فالتاجر سوف يتعامل مع الكثير من الفقراء، وقد كان المسلمين رحماء مع الفقراء فكانوا يحسنون إليهم بعدة طرق منها على سبيل المثال أنه كان يبيع للفقير ويترك السداد لحين ميسرة، وقد كان التجار المسلمين قديمًا يحتفظون بدفترين أحدهما يحمل حسابات التجار والآخر كان فيه أسماء الفقراء والضعفاء.
كان التاجر المسلم يترك الثناء والكذب ويحرص على ذكر عيوب سلعته.
كان التجار المسلمون يتميزون بالتسامح وتجنب التجارة الحرام والابتعاد عن الربا، ويتميزون بالصدق والأمانة في المعاملات، وهذا ما جعل الناس يفضلون التعامل معهم.
توسعت التجارة مع توسع حدود الدولة الإسلامية وتجاوزت السفن والقوافل كل بحار العالم القديم في مختلف أنحاءه، ولم يتعامل التجار المسلمون بالربا، ولم يحركهم الطمع في ثروات الشعوب ونهب مواردهم كما فعلت القوى الاستعمارية، بل نقل المسلمون معارفهم وأسباب الحضارة والتقدم إلى الدول التي يصلونها دون سلبها في المقابل.
كانت أفعال وأخلاق التجار المسلمين تعكس نفس أخلاق الإسلام وتظهر التزاما بأحكام القرآن الكريم، ولذلك كانت دعوة لتلك الشعوب لدخول الإسلام. وكان من اللافت للنظر في هؤلاء التجار الذين استقروا في دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا أيضا، أن هدفهم لم يكن كسب المال فقط، بل كانت الآخرة تشغل جزءا كبيرا من تفكيرهم، وانعكس هذا على سلوكياتهم ومعاملاتهم.
كانت العلاقات التجارية بين التجار المسلمين والهند لها دور كبير في نشر الإسلام في الهند، وخاصة على السواحل الجنوبية التي استقر فيها عدد كبير من التجار المسلمين، ونقلوا الثقافة الإسلامية بين دول المحيط الهندي.
يعد التجار المسلمون هم أول وجوه رأها سكان الصين من بلدان المسلمين، وقد ساهم هؤلاء التجار بطريقة مباشرة وغير مباشرة في نشر الإسلام ودمجه مع ثقافات مناطق المحيط الهندي.
استقر عدد من التجار المسلمين في مناطق جنوب الصين ونشروا الإسلام هناك، ولا سيما في مدينة كانتون الصينية التي أصبحت مركزًا للتجارة مع الصين، ومن هنا توغل التجار والملاحون العرب شمالًا، ويعتقد بعض المؤرخين أنهم وصلوا إلى كوريا وجزر اليابان.
انتشر الإسلام في سريلانكا أيضا بسبب التجارة مع الجاليات العربية، وفي منطقة التبت انتشر الإسلام بسبب الزواج بين التجار المسلمين الذين وصلوا إلى هناك وسيدات التبت الذين اعتنقوا الدين الإسلامي.
في نيبال، انتشر الإسلام بعدما قام التجار العرب بنشره، واستوطن عدد منهم في مناطق متعددة من نيبال وأيضًا في بورما وجزر المالديف، وتكرر ذلك في الفلبين.
تم تكرار الأمر في إندونيسيا وبروناي وسنغافورة وكمبوديا، حيث أثرت أخلاق التجار والدين الإسلامي السمح وسهولة قبوله على جذبقلوب سكان تلك المناطق، ووجد سكانها أن الإسلام دين وأسلوب حياة لا يتناقضان مع بعضهما البعض كما في الديانات الأخرى.
كان الإسلام يدعو أيضًا للإخاء بين جميع المسلمين، حيث لا يوجد تمييز بينهم بسبب اللون أو العرق، وهذا يعكس نظام الطبقات البغيض الذي كان منتشرًا بين معتنقي معظم الديانات الأخرى، وكان هذا هو أحد أسباب جذب سكان آسيا وأفريقيا للإسلام أيضًا.