اسباب تعرض الغواصين للإصابة بنوبة قلبية تحت الماء
يشير بحث حديث إلى أن الشيخوخة وزيادة الوزن من بين العوامل الرئيسية التي تزيد من احتمالية تعرض الغواصين لنوبة قلبية تحت الماء .
تشمل أسباب عرضة الغواصين للإصابة بنوبة قلبية تحت الماء
يحث بحث جديد كبار الغواصين الذين يعانون من زيادة في الوزن، على ضرورة التخلص من الوزن الزائد، لتفادي الإصابة بنوبة قلبية تحت الماء، وهذه هي النصيحة من دراسة كبيرة نشرت يوم السادس والعشرين من يوليو الجاري، في المجلة الأوروبية للطب الوقائي، وهي مجلة تابعة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب ( ESC ) .
وقال الدكتور بيتر بوتزاكوت من جامعة ويسترن أستراليا في كراولي بأستراليا : ” إن مشكلات القلب أصبحت الآن عاملا رئيسيا في وفيات الغوص، فالغواصون الذين تعلموا الغوص منذ سنوات والذين هم الآن من كبار السن ويعانون من السمنة، مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول، هم أكثر عرضة للوفاة ” .
هناك تقديرات حول أعداد الغواصين في أمريكا وأوروبا
تشير التقديرات إلى أن حوالي 3.3 مليون أمريكي و 2.8 مليون أوروبي يغوصون هذا العام، في حين أن حالات الغطس الترفيهي نادرة ( 181 في جميع أنحاء العالم في عام 2015، بما في ذلك 35 في أوروبا )، فإن العدد الذي يتضمن مشاكل في القلب يتصاعد، ومن عام 1989 إلى عام 2015، ازدادت نسبة الوفيات في الغطس التي شملت 50 – 59 عاما، بشكل ثابت من 15 % إلى 35%، في حين ارتفعت نسبة الوفيات في فترة الستين من العمر من 5 % إلى 20 % بسبب نوبات القلب، وهي الآن السبب الرئيسي الثاني وراء الموت غرقا .
المهارات التي يجب تعلمها قبل الغطس
يجب على الأفراد الراغبين في الغوص أن يتعلموا المهارات والمفاهيم النظرية، وأن يتم فحص لياقتهم البدنية. ولكن بعد الفحص الأولي، تبقى شهادة الغوص سارية مدى الحياة. وهنا يزداد خطر الغوص، ليس بسبب المبتدئين الذين تم فحصهم مؤخرا، بل بسبب الغواصين ذوي السن المتقدمة الذين لا يهتمون بصحتهم .
ما قام به الباحثون
حتى الآن لم تكن هناك صورة واضحة لكيفية وجود عوامل الخطر القلبية الوعائية الشائعة بين الغواصين النشطين، واقتصر البحث السابق على استطلاعات لأعضاء نادي الغوص أو الغواصين المؤمن عليهم، وكانت هذه أول دراسة أجريت بين الغواصين في عموم السكان، وقد استخدم الباحثون بيانات من نظام مراقبة عامل الخطر السلوكي ( BRFSS )، وهو مسح عبر الهاتف أجرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ( CDC )، وفي استطلاعات 2011 و 2013 و 2015 تمثل المسوحات الثلاثة ما يقرب من 736 مليون شخص، منهم حوالي 498 مليون ( 68 % ) كانوا نشطين في الشهر السابق، وبالنسبة إلى 113.892 شخصا ( 0.02 % )، كان نشاطهم الرئيسي هو الغوص .
وقد قارن هذا التحليل بين 113.892 غواصا في مجموعة من 338.933 شخصا نشطا، متطابقا مع العمر والجنس ودولة الإقامة التي لم يكن نشاطها الرئيسي الغوص، وتشير البيانات إلى أن ثلث الغواصين يبلغ عمرهم 50 عاما أو أكثر، وغالبا ما يكونون متعلمين جيدا، وأكثر من نصفهم يكسبون 75000 دولار أمريكي على الأقل سنويا، ومعظمهم متزوج ولديه أطفال، وكانت نسبة أكبر من الغواصين ( 54 % ) قد دخنوا السجائر في وقت ما، مقارنة مع غير الغواصين ( 46 % )، ولكن الغواصين الذين تركوا التدخين كانوا ( 40 % مقابل 26 % )، وكان الغواصون يعانون من زيادة في الوزن بشكل متكرر ( 48 % مقابل 43 % )، ولكن كان لديهم مؤشر كتلة جسم أقل من الآخرين ( 26 مقابل 27 كجم / متر مربع )، وتم تشخيص ثلث الغواصين ( 33 % ) بارتفاع ضغط الدم، و 30 % لديهم مستويات عالية من الكوليسترول .
تصريحات الباحثون
قال الدكتور بوزاكوت : لقد تركت التدخين بسبب الغوص، ونصيحتي الشخصية لجميع المدخنين هي التخلي عن التدخين وممارسة الغوص، وذلك ليس فقط لأنه الأفضل، ولكن أيضا لأنه أكثر متعة وأرخص من التدخين. نصح الدكتور بوزاكوت جميع الغواصين بإجراء تقييمات روتينية للياقتهم مع أطبائهم ومعالجة عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى حدوث أزمة قلبية قاتلة أثناء الغوص. وأشار إلى أنه لم يحدث من قبل في التاريخ أن كشف العديد من الأشخاص عن هذه الضغوط البيئية غير العادية، وللمرة الأولى على الإطلاق، لدينا الآن عدد كبير من الأشخاص الذين قضوا حياتهم بانتظام في الغوص .
وقال : لم يكن أحد منا صغيراً كما كنا في الماضي، ولذلك يجب أن نحافظ على رشاقتنا للغوص، فالغواص جاك كوستو يغوص حتى سن 90 عامًا، وهو أقدم غطاسٍ في العالم حالياً ويبدو في حالةٍ جيدة، وهو نموذجٌ مثاليٌ لنا جميعاً إذا أردنا مواصلة الغوص في سنواتناالمتقدمة .
المصدر : ساينس ديلي