اسباب انهيار الحضارة الهندية

تعتبر الهند واحدة من أقدم الحضارات في العالم، ولها تأثير كبير على تطور الدولة في وقت لاحق. كما أثرت على نمط الحياة في شرق آسيا بشكل عام. تم العثور على أقدم القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري في نيودلهي.

انهيار الحضارة الهندية

تم الكشف عن أن تغيرات المناخ كانت السبب وراء اختفاء الحضارة الأسطورية في وادي السند، والتي كانت الأولى في العالم، من خلال نتائج عمليات الحفر في قاع المحيط الهندي التي قام بها علماء الآثار.

تعد حضارة الهندوس واحدة من أقدم ثلاث حضارات في العالم، إلى جانب حضارتي سومر ومصر الفرعونية، وقد ظهرت هذه الحضارة قبل حوالي خمسة آلاف سنة على حدود الهند المعاصرة وباكستان في وادي السند، ووصلت إلى ذروة ازدهارها في الفترة ما بين 2200-1900 قبل الميلاد.

ظهرت خلال هذه الفترة نظام التجارة بين الدول والمدن، وبدأت عمليات تخطيط بناء المرافق الصحية وبناء المدن، وأصبحت المقاييس الموحدة والأوزان شائعة. وتأثرت كل شبه القارة بتأثير هذه الحضارة.

حدث انهيار حضارة في هذه المنطقة بدءا من عام 1900 قبل الميلاد، واختفت كليا بعد بضعة قرون، وأصبحت مدنها الكبيرة مهجورة، وانتقل سكانها إلى العيش في قرى وبلدات صغيرة قريبة من جبال الهيمالايا. وكانت هذه التغيرات المناخية هي السبب الرئيسي، إذ أصبحت المنطقة أكثر برودة بسبب ضعف الرياح الموسمية. وتشير البيانات إلى وجود تغيرات مناخية في هذه المنطقة خلال العشرة آلاف سنة الماضية، وأن سكانها لم يضطروا لتركها.

لا يزال هناك جدل بين العلماء حول تأثير الكوارث المناخية وجفاف الأنهار على انهيار تلك الحضارة.

علاقة جفاف الانهار والكوارث المناخية بانهيار الحضارة

حدث نزاع وجدل بين العلماء حول تأثير الكوارث المناخية وجفاف الأنهار على انهيار الحضارة.

حيث حاول جوسان وفريقه العلمي تسوية هذا الخلاف والجدل المستمر من خلال حفريات على السواحل الباكستانية وقاع المحيط الهندي، ولم تشمل الحفريات مواقع مثل موهينجو-دارو وراخيغاري وغيرها من مراكز هذه الحضارة الأسطورية.

باستخدام هذه المعلومات وجزئيات الحمض النووي للعوالق، تمكن العلماء من تتبع كمية المياه العذبة التي تساقطت على المنطقة الساحلية للمحيط وترسباتها، وكيف تغيرت مستوياتها خلال فصل الصيف والشتاء.

أظهرت النتائج المتابعة أن نهاية الحضارة الأسطورية كانت مرتبطة فعلاً بتغير جذري في هطول الأمطار والجفاف والرياح الموسمية، وتضاؤل هطول الأمطار الصيفية تدريجياً، مما جعل وادي السند غير صالح لسكن مجموعات كبيرة من البشر.

الحضارة الهنديّة قبل الميلاد

  تُعتبر الهند مصدرًا لأولى الحضارات في العالم، وأن حضارتها التي نشأتقبل الميلاد كان لها تأثيرًا كبيرًا في تطور الدول فيما بعد، بالإضافة إلى تأثيرها العام على طريقة حياة سكان شرق آسيا .

عثر على أقدم القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري في نيودلهي، وتتمثل في أدوات حجرية، كما شهد هذا العصر تطورا كبيرا في قطاع الصيد والزراعة والرعي، وظهرت فيها أول حضارة هندية أطلق عليها اسم “حضارة هارابا.

ظهرت في فترة ما قبل الميلاد اثنتان من الثقافات التابعة لحضارة العصر الحجري، وهي الثقافة الأولى التي نشأت في وادي السند وباكستان، وأُطلق عليها اسم (ثقافة صوان)، والثقافة الثانية التي نشأت في المنطقة الجنوبية وأُطلق عليها اسم (ثقافة مدراس).

 بعد حضارة الهارابان، جاءت الفترة الفيدية واستمرت حتى القرن الخامس قبل الميلاد. كانت تتميز بوجود منحوتات للساري، وهو الزي الهندي. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك منحوتات تصور أشخاصا يجمعون يديهم على شكل الصليب، وهو الرمز الذي اشتهرت به الفترة الفيدية، حيث يرمز هذا الرمز إلى التفاني في تلك الفترة. في هذه الفترة، تم تدوين الملاحم السنسكريتية مثل مهابهاراتا، والتي تعتبر أطول قصيدة في العالم، ورامايانا والنصوص الهندوسية.

معلومات  عن تاريخ الهند

 تم اكتشاف آثار بشرية في منطقة ماديا براديش، مما يدل على أن الإنسان كان يعيش في هذه المنطقة خلال العصر الحجري، وظهرت المستوطنات البشرية المستقرة قبل تسعة آلاف عام في واديالسند، وتلاها ظهور العصر الفيدي وتأسيس الهندوسية وغيرها من الجوانب الثقافية الأخرى.

في العام 550 قبل الميلاد، تأسست عدة جمهوريات وممالك مستقلة، وأطلقت عليها اسم ماهاجاناباداس، وذلك بعد نهاية العصر الفيدي في عام 500 قبل الميلاد.

في القرن الثالث قبل الميلاد، اندمجت أراضي الهند مع إمبراطورية موريا تحت حكم شاندراغوبتا، وشهدت فترة ازدهار كبيرة خلال حكم أشوكا الأكبر.

في القرن الثالث للميلاد، حكمتها سلالة جوبتا، وعرفت الهند في هذا الوقت بالعصر الذهبي. وفتحالمسلمون أراضيها ما بين القرن العاشر والقرن الثاني عشر للميلاد، وبعد ذلك حكمها المغول.

في عام 1856م، سيطرت الاحتلال البريطاني على هذه المنطقة، وحصلت الهند على استقلالها في القرن العشرين في الخامس من أغسطس عام 1947م.