صحة

اختبار ” الخزعة السائلة ” للكشف عن ثمان أنواع من السرطان

يُعَدُّ السرطان واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا التي يُواجهها العالم في الوقت الحالي، ودائمًا ما يُبذَلُ العلماء جهودًا كبيرة للبحث عن وسائل فعالة ومتعددة لتشخيص وعلاج هذا المرض .

الكشف عن السرطان باستخدام الخزعة السائلة :
قامت مجلة Science الأمريكية في مطلع عام 2018م بنشر نتائج الدراسة التي أتمها الباحثون في جامعة جون هوبكنز ؛ فقد توصلوا إلى اختبار قادر على الكشف عن ثمان أنواع من السرطان من خلال عينة من الدم ، و أطلقوا عليها اسم Guardant360 “الخزعة السائلة” ، و قد أكد البحثون على أنه كلما كان الكشف عن السرطان مبكرًا ؛ كانت النتائج العلاجية أفضل و فرص الشفاء أكبر ، فقد تركز اهتمام الباحثين على إيجاد اختبارات التحري (اختبارات مسحية) Screening Tests ، للكشف عن وجود السرطان قبل ظهور أعراضه على نحو كامل ، و كان بعض هذه الاختبارات سهل وبسيط ، و بعضها معقد ، و تختلف دقة اختبار عن اختبار آخر أيضاً في حساسيته و نوعيته .

اختبار الخزعة السائلة :
يعتمد هذا الاختبار على تحليل مستويات ثمانية بروتينات و قطع من المادة الوراثية DNA الطافرة التي تنتجها الخلايا السرطانية و الجائلة في الدم المحيطي ، و قد تم تصميم هذا الاختبار للكشف عن سرطانات الكبد و المبيض و المعدة و البنكرياس و المريء ، و سرطانات القولون و المستقيم و الرئة و الثدي ، و حتى تاريخ اكتشاف هذا الاختبار ؛ لم يتمكن الباحثون من الكشف عن أول خمسة أنواع من السرطان باستخدام الاختبارات المسحية ، و لذلك يعد هذا الاكتشاف سابقة فريدة من نوعها .

تم إجراء اختبار على حوالي 1005 من المرضى المصابين بمراحل مبكرة من السرطان، وتتراوح حالتهم الصحية ما بين المرحلتين الأولى والثالثة، وقد تراوحت قدرة الاختبار على اكتشاف السرطان بين 33% في سرطان الثدي و98% في سرطان المبيض مع معدل حساسية وسطي لكشف الورم يبلغ قرابة 70%، وعندما تم إجراء الاختبار على 812 شخصا سليما لم يظهر نتائج إيجابية كاذبة، ومع ذلك لم يتبين حتى الآن ما إذا كان هذا الاختبار سيعطي نتائج إيجابية كاذبة في حالة وجود التهابات أو حالات مرضية غير سرطانية مسببة للأذى النسيجي .

التحديات التي واجهت اختبار الخزعة السائلة :
من أهم التحديات التي واجهها هذا الاختبار في البداية هو عدم قدرته على تحديد مصدر السرطان بعد الكشف عن وجوده ، و لكن تمكن الباحثون من تجاوز هذه العقبة من خلال استعمال تقنيات برمجية خاصة من نمط  “تعليم الآلة” ، و التي من خلالها يستطيع الحاسوب تقليص الخيارات إلى اثنين فقط في أغلب الحالات .

اقتصاديا، فإن هذا الاختبار يعتبر رخيصا نسبيا، حيث من المتوقع ألا تتجاوز التكلفة 500 دولار أمريكي. وفي الوقت الحالي، يعمل الباحثون على تصميم دراسة فريدة تشمل أكثر من 10000 شخص، الذين لم يصابوا بالسرطان سابقا، وسيتم إجراء الاختبار عليهم. وذلك ليتمكن الباحثون من دراسة هذا الاختبار بشكل شامل لمعرفة حساسيته وجودته في الكشف عن السرطان. إذا نجح هذا الاختبار في إثبات حساسيته وجودته الجيدة في الكشف عن السرطان، فإن ذلك سيمثل تقدما كبيرا في مجال الكشف المبكر عن السرطان، مما يعزز الأمل في التغلب على هذا المرض .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى