اسلاميات

احكام الإمامة في الصلاة وشروطها

شروط الإمامة عند الصلاة

من أركان وواجبات وشروط الصلاة :

  • يجب أن يكون الإمام مسلمًا ولا يجوز أن يكون كافرًا، وهذا ما اتفق عليه العلماء.
  • يجب على الإمام الابتعاد عن اتباع البدع.
  • عند إمامة الذكور، يجب أن يكون الإمام ذكرًا بإجماع أئمة المسلمين الأربعة.
  • يجب أن يكون الإمام طاهرًا، وقال الإمام النووي في كتاب المجموع أن الأمة اتفقت على تحريم الصلاة خلف المحدث.
  • من بين أهم شروط الإمامة وأحكامها، أن يكون الإمام عاقلاً، حيث لا يصح الصلاة وراء إنسان غير عاقل.
  • يجب على الإمام أن يكون عالمًا بأركان الصلاة وما تشتمل عليه من القيام والركوع والسجود.
  • يتعين على الإمام حفظ الفاتحة لأن الصلاة لا تصح بدونها.

شروط الإمامة في الصلاة عند المذهب الحنفي

يشترط المذهب الحنفيّ مجموعة من الشروط لضمان صحة الإمامة في الصلاة، وفيما يلي أحكام وشروط الإمامة في الصلاة:

شروط للإمام

  • ينص المذهب الحنفي على أن شرطًا من شروط الإمامة في الصلاة هو أن يكون الشخص مسلمًا، ولا يُعتبر شخصًا غير مسلم صالحًا للإمامة.
  • يجب أن يكون الإمام بالغًا وعاقلًا حتى تكون صلاة الصبي أو الغير عاقل غير صحيحة، وتعتبر صلاة الصبي نفلًا في المذهب الحنفي.
  • ينبغي أن يكون الإمام ذكرًا، فلا يجوز للمرأة أن تؤم الصلاة للذكور سواء كانت في الفرائض أو النوافل، وتجوز للمرأة أن تؤم صلاة النساء ولكن مع التكره في ذلك، ولا يجوز أيضًا للخنثي أن يؤم الصلاة.
  • يجب أن يكون الإمام ماهرًا في القراءة باتقان، ويجب أن لا تقل القراءة عن آية أو ثلاث آيات.
  • لا يحق للأمي أو الأخرس أن يؤدوا صلاة الإمامة، وبالمثل لا يحق لأي شخص يعاني من اضطراب في الكلام مثل احتباس حرف أن يؤدي صلاة الإمامة.
  • سلامة الإمام من الأعذار، مثل النزف المستمر، وتسرب الغازات، واضطراب التبول.
  • يجب توفير الشروط الضرورية لصحة الصلاة دون الإخلال بأي شرط من هذه الشروط، وتشمل جميع صلوات الإسلام، وفيما يلي هذه الشروط:
  • الطهارة.
  • وسَتر العورة.

شروط المأموم

  • في المذهب الحنفي، يُشترط وجود النية لدى المصلي عند الانضمام لصلاة الجماعة، ولا يجوز للمصلي المؤتمّ أن يُصلّي فريضةً أخرى غير التي يُصلّيها الإمام، حتى لو كان الإمام يُصلّي نفلاً، فلا يُقتدى به في الفريضة، ويجوز للمصلي المؤتمّ أن يُصلّي النافلة مع الإمام في صلاة الفريضة.
  • لا تُعتبر صلاة الشخص الذي يصلي أمام الإمام صحيحة، حيث يجب عليه الصلاة وراء الإمام أو بجواره.
  • يجب عدم التمييز بين الإمام والمأموم، سواء كانوا نساء أو رجالا، أو بين النهرين، ويجب أن تكون الصفوف متتابعة أثناء أداء الصلاة خارج المسجد. ويجوز التفريق بين الصفوف في داخل المسجد لأن المسجد يعتبر مكانا واحدا. ولا يسمح بتفصيل الصفوف بواسطة جدار كبير يسبب الشك واللبس في الصلاة، بحيث لا يعرف المأموم مكان الإمام، إلا إذا استطاع تمييز صوت الإمام عن الآخرين، أو رؤيته، كما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل في حجرته، وكان جدار الحجرة قصيرا، فرأى الناس شخص النبي صلى الله عليه وسلم، فقام أناس يصلون بصلاته).

مَن هو أحَق الناس بالإمامة

قال  رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلَّم : إذا كان الناس يقرؤون الكتاب الله بنفس المستوى، فعليك أن تعلمهم السنة، وإذا كانوا يعرفون السنة بنفس المستوى، فعليك أن تقود أولئك الذين هاجروا من البلدان الكافرة إلى بلاد الإسلام، وإذا كانوا في الهجرة سواء، فعليك أن تقود أولئك الذين أسلموا بعدا، ولا يؤمن الإنسان في مكان سلطته، بما في ذلك المنزل، إلا بإذنه، ولا يمكن للضيوف الجلوس في المنزل إلا بعد إذنه، وذلك حتى لا يكشفوا عورات المنزل.

يمكننا معرفة من هو الأحق بالإمامة وترتيبها من خلال حديث النبي وأحكام الإمامة في الصلاة وشروطها، ويكون ترتيب الأحق بالإمامة على النحو التالي

  • يقصد بـ”الأقرأ” هو الشخص الذي يحفظ القرآن أكثر من غيره، وذلك استنادًا إلى حديث عمرو بن سلمة رضي الله عنه: `لِيَؤمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا`.
  • إذا كان الأطفال يتساوون في الحفظ والقراءة، فإن أكثرهم علماً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هم الأكثر فهماً.
  • عندما يتساوى الأئمة في الفقه، يكون الأئمة الذين هاجروا من البلاد الكافرة إلى بلاد المسلمين هم الأكبر سنًا.
  • إذا تساوى الناس في ذلك، يكون الإمام الأسبق في الإسلام هو الأفضل من بينهم.
  • إذا تساووا في كل ما سبق الحديث عنه، يكون الأكبر سنًا هو الأحق بالإمامة.

ملاحظات عند الامامة

  • يطبق الترتيب السابق في حال عدم توفر إمامٌ راتب وثابت للمسجد (يعني إمام مُعَيَّن براتب شهري)، وإذا توافر إمام راتب للمسجد، فإنَّه لا يمكن أن يتقدَّم أحد عليه، حتى إذا كان أفقه وأقرأ من الإمام الراتب، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم في آخر الحديث: ((ولا يَؤمَّنَّ الرَّجلُ في سلطانه))، إلا لو أذِنَ له، لقوله في نهاية الحديث: (إلا بإذنه).
  • كما لا يمكن لأي شخص أن يتقدم للإمامة في المنزل، إلا إذا منحه الإذن صاحب المنزل، وذلك وفقًا للحديث السابق.
  • إذا تم تسوية جميع الأمور السابقة، يتم إجراء قرعة بينهم، ما لم يتنازل أحدهما لصالح الآخر. وبخصوص ما ذُكر في بعض كتب الفقه من اعتبارات أخرى، مثل قولهم “أشرفهم” أو “أجملهم” أو “أتقاهم” أو ما شابه ذلك، فلا يوجد دليل عليه.

مَن الذي تَجُوز إمامته

  • تجوز إمامة الصبي: ويعود ذلك إلى أنه تم تأكيد أن عمرو بن سلمة قاد الصلاة كإمام للناس لأنه كان أكثرهم حفظًا للقرآن، وكان يبلغ من العمر ستة أو سبع سنوات.
  • ويجوز أن بؤم المسافر المقيم، وكذلك المقيم للمسافر: وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في مكة وقت الفتح ثمانية عشرة ليلة، وكان يصلي ركعتين مع الناس، عدا عن صلاة المغرب. ثم يقول: `يا أهل مكة، قوموا فصلوا ركعتين إضافيتين`، يعني ألا يسلموا معه، بل أن يقوموا ويتموا صلاتهم، لأننا قوم سفر، أي نحن في رحلة. وهذا الحديث يشير إلى جواز أن يكون المقيم إماما للمسافر، بأن يصلي ركعتين معه، ثم يقوم ليكمل صلاته.
  • وعن موسى بن سلمة عن أحكام الإمامة في الصلاة وشروطها قال: كنا مع ابن عباس في مكة (أي أننا كنا في رحلة)، فقال موسى بن سلمة لابن عباس: إذا كنا معكم (أي في صلاة الجماعة معكم) نصلي أربع ركعات، وعندما نعود إلى مقاصدنا نصلي ركعتين؟ فأجاب ابن عباس: “هذا هو سنة أبي القاسم (صلى الله عليه وسلم)، فهذا الحديث يوضح أحكام الإمامة في الصلاة وشروطها، ويشير الحديث إلى جواز أن يؤم المقيم المسافر والعكس، بأن يكمل صلاته مع إمامه أربع ركعات ويقصرها إذا كان في مفرده أو كان يصلي جماعة مع رفقة سفر.
  • المتوضئ يمكنه أن يؤم المتيمم، والمتيمم يمكنه أن يؤم المتوضئ، وكذلك يصح الإمامة للأعمى.
  • ويصحُّ للمفترض إمامة المتنفِّل، و المتنفل للمفترض: يأتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “هي له تطوع، ولكم مكتوبة العشاء” بعد أن ثبت أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يعود إلى قومه ويصلي معهم هذه الصلاة. وكان معاذ ينوي الصلاة الأولى كتطوع، والثانية كفريضة، وكانت هذه الصلاة هي الفريضة بالنسبة لقومه، ويدل هذا الحديث على جواز الإمام لصلاة النافلة والمأموم يصلي وراءه بنية الفريضة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى