أين عاش قوم عاد وثمود ؟.. وكم كان يبلغ طول أجسامهم
أين عاش قوم ثمود
قوم ثمود هم القوم الذين ذكرهم الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، وسكنوا قوم ثمود في شبه الجزيرة العربية، ويذكر أنهم عاشوا في منطقة الحجاز في الجهة الغربية من المملكة العربية السعودية
يطلق على هذه المنطقة اسم “مدائن صالح”، ويقال أنهم سكنوا مدينة الحجر التي تقع بين الحجاز والشام، وذكر في الآية التي يتم الإشارة إليها ((وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون)) في سورة فصلت
وفي قوله -سبحانه وتعالى- ((كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر
دعوا صاحبهم، فاتخذ فعقر (29)، فكيف كان عذابي ونذر (30)؟ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة، فصاروا كالقش المبتل (31). ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من متذكر؟” – سورة القمر
فأخرج الله -سبحانه وتعالى- ناقة بديعة وعظيمة الخلق من الصخر، فاستجابوا قوم ثمود إلى دعوة نبي الله صالح، ولكن قسماً منهم ارتدوا عن عبادة الله -سبحانه وتعالى- وتحدوا نبي الله صالح بأن يأتيهم بالعذاب، وقام تسعة أشخاص بنصب فخ لنبي الله صالح، فعذبهم الله -سبحانه وتعالى- ونجى الصالحين منهم
وفي سورة النمل ذكر أنه تم إرسال النبي صالح كرسول إلى قوم ثمود لدعوتهم إلى عبادة الله، ولكنهم تخاصموا فيما بينهم ولم يستجيبوا له، كما ورد في الآيات 45-48
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتنه وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادَقُونَا (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لِآيَة لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ))
كم يبلغ طول قوم ثمود
طول قوم ثمود طبيعي ومشابه لبقية البشر على الأرض، ولكن الاختلاف يكمن في قوتهم الجسدية الغير عادية، فكانوا يحتفلون بقوتهم بنحت الجبال الشاهقة لبناء منازلهم وقصورهم الفاخرة التي تعيش فيها القبائل الكبيرة
أهلك الله قوم ثمود لمعصيتهم أمر الله سبحانه وتعالى، حيث أرسل لهم نبيه صالح ليدعوهم لعبادة الله سبحانه وتعالى، وهذا ما ورد في القرآن الكريم
قال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، قد جاءتكم بينة من ربكم، هذه ناقة الله لكم آية، فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء، فإنه يأخذكم عذاب أليم
– بعدما أخرج الله – سبحانه وتعالى – الناقة كآية ليؤمنوا، بعض الناس آمنوا وآخرون كفروا، وأمروا بعقر صاحب الناقة وعقروها، فعاقبهم الله – سبحانه وتعالى – جميعًا ما عدا الأشخاص الذين آمنوا، وذلك مذكور في العديد من الآيات في القرآن الكريم.
أين عاش قوم عاد
قوم عاد” هم إحدى القبائل القديمة، ويعود نسبهم إلى عاد بن إرم بن سام بن نوح، وكانوا يعيشون في منطقة شبه الجزيرة العربية، وحتى الآن لم يتم تحديد موقع سكنهم بالضبط، ولكن من الأدلة الأثرية يرجح أنهم سكنوا في الجهة الشمالية
من منطقة شبه الجزيرة العربية بالقرب من صحراء النفود الكبير حتى دلتا النيل، كما قيل عن بعض المؤرخين والعلماء بن ارم ليست نسبهم بل هي المدينة التي سكنوا فيها، ولكنهم اختلفوا في تحديد مكان هذه المدينة، حيث يقال إنها في مصر، والبعض الآخر من العلماء يرى أنها في دمشق وتم بنائها من قبل سعد بن عاد وكذلك يقال بأنهم سكونوا بالأحقاف الواقعة بين عمان وحضر موت وعمان
ولكن بالعودة إلى الآية الكريمة في قوله -سبحانه وتعالى- ((وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَبَيَّنَ لَكُم مِنْ مَسَاكِنهمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ))، فإن المكان الذي سكنوا فيه قوم عاد موجود ونستطيع أن نراه، وبقوله -سبحانه وتعالى- ((وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ))
وفسر قتادة هذه الآية الكريمة بأن الناس سكنوا في مساكن قوم نوح وعاد وثمود، وفي العصور الكثيرة التي تلت ذلك من الأمم التي هلكت. ويجب الإشارة إلى أن الله – سبحانه وتعالى – أرسل نبيًا اسمه هود من قوم عاد لدعوتهم لعبادة الله،
ويتجنبون عبادة الأصنام، ولكنهم كفروا بما جاءهم به الله. فأرسل الله – سبحانه وتعالى – عاصفة شديدة البرودة، ولم يسمح لأحد سوى نبيه هود وبعض الناس القليل الذين آمنوا به أن ينجوا. وجاء الله بالعديد من الآيات القرآنية ليدحض ما قدمه هؤلاء القوم. من بين تلك الآيات: ((كذبت عاد المرسلين (123) إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون (124) إني لكم رسول أمين (125) فاتقوا الله وأطيعون (126)
وَمَا أسألكم عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرَى إِلَّا عَلَى رَبِّ اَلْعَلَمَيْنِ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع آية تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُم تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُواْ الَّذِى أَمَدَّكُم بمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَم وَبَنِينَ (133) وَجَنَّت وَعُيُون (134) إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْم عَظِيم))
وفي قوله -سبحانه وتعالى- ((كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)).
كم يبلغ طول قوم عاد
تُعَدُّ قوم عاد من بين أطول القبائل التي عاشت على وجه الأرض، وتتشابه صفات أفرادها مع صفات النبي آدم، حيث يُقَالُ إن كل فرد منهم يستطيع حمل صخرة ضخمة ورميها على منطقة ما لتدميرها بالكامل، ويذكر المؤرخون أن طولهم بلغ خمسمائة ذراع
إذا كان طول الشخص أقل من ذلك، فإن طوله يكون حوالي 300 ذراع، ويقال أن قتادة قال (إن طول الرجل منهم 12 ذراعا)، وأيضا يقال أن ابن عباس قال (إن طول الرجل منهم 70 ذراعا)، ومن المهم أن نذكر أن صفات قوم عاد ذكرت في القرآن الكريم بقوله تعالى
وأما قوم عاد فقد تكبروا في الأرض بغير حق، وقالوا: من هو أقوى منا؟ ألم يروا أن الله الذي خلقهم هو أقوى منهم؟ وكانوا يجحدون آياتنا. فأرسلنا عليهم ريحا صرصرت في أيام نحسة، لنذقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا، وعذاب الآخرة أشد خزيا. وهم لا ينصرون
وفي الآية الكريمة: أتعجبون أن يأتيكم ذكرٌ من ربكم على رجلٍ منكم لينذركم، وتذكروا إذ جعلكم خلفاء بعد قوم نوح وزادكم بسطة في الخلق، فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون.