أين دفنت السيدة زينب
زينب هي حفيدة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي ابنة علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء ابنة الرسول الله، وهي أخت الحسن والحسين، سيدا شباب أهل الجنة. ولها مكانة عالية بين أهل السنة والشيعة، ويختلف الناس بشأن موقع دفنها.
نشأة السيدة زينب ومواقفها
ولدت في شبه الجزيرة العربية، تحديدا في المدينة المنورة، في اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى، بعد مرور ثلاث سنوات على الهجرة. تزوجت السيدة زينب من عبد الله بن جعفر، ابن عمها، ورزقت منه بطفلين هما محمد وعون. اشتهرت بعدة ألقاب، منها أم كلثوم وأم الحسن والطاهرة والغريبة والعالمة والحكيمة وزينب الكبرى.
للسيدة زينب العديد من المواقف البطولية التي تبين إيمانها، منها موقفها عندما علمت بوفاة أخيها الحسين في معركة الكربلاء، حيث تم قطع رأسه وفصله عن جسده، وبمجرد علمها بما حدث لأخيها، خرجت إلى موقع المعركة، وأحضرت جسد أخيها، ثم رفعته إلى السماء وقالت إنه قربان لله.
ولها موقف شجاع أخر أمام ابن زياد، فقد أخذت مع مجموعة من النساء كسبايا، وتم عرضهم على إبن زياد، وكان يريد إزلالها، فسأل عنها من تكون بالرغم من معرفته بها، ولكنها صونا لكرامتها لم تجبه، فكرر سؤاله مرة بعد مرة وفي كل مرة كان أسلوبه يزداد إستهزاء، فردت عليه وقالت له ” ثكلتك أمك يا إبن مرجانة” .
موقع دفن السيدة زينب
لا يوجد دليل مؤكد على مكان دفن زينب، حفيدة رسول الله. ومع ذلك، هناك ثلاثة أماكن يعتقد الناس أنها تحتوي على مرقد السيدة زينب. هذه الأماكن التي يزعم أنها موقع دفن حفيدة رسول الله هي:
هناك من يدعي أن فاطمة الزهراء عاشت آخر أيامها في المدينة المنورة حيث توفيت ودفنت هناك.
يقول البعض إن زوجها أخذها إلى مدينة دمشق في الشام بعد تعرض المدينة المنورة لمجاعة، حيث كان يمتلك مزرعة، وتوفيت ودفنت هناك.
– يزعم بعض الناس أنها وصلت إلى مصر في العام الأخير من حياتها ودُفِنت في القاهرة.
حقائق حول وفاة السيدة زينب
بسبب حرق العديد من الكتب والمجلدات القديمة، لا يوجد دليل دقيق على مكان دفنها، ولكن الرأي الأكثر احتمالا هو دفنها في المدينة المنورة. يقال إنها تم نقلها إلى المدينة مع باقي أفراد أسرة النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من معاوية بن أبي سفيان عندما تم احتجازهم كأسرى وعرضوا على ابن زياد في الشام. وتم إرسالهم مع شخص أمين، وهناك ماتت ودفنت.
من بين الأدلة التي تؤكد دفن السيدة زينب في المدينة المنورة وأن القبور الأخرى مزيفة، هو أن زوج حفيدة رسول الله لم يكن يمتلك مزرعة في الشام، ولو كان يمتلك مزرعة في الشام، لكان سيأخذ كل أهله معه لينقذهم من المجاعة، ولكن هذا لم يحدث. من المستحيل أن يعيدها إلى الشام مرة أخرى بعد أن دخلتها كأسيرة وتعرضت للإهانة. كما ذكر سابقا، أمر معاوية بن أبي سفيان بنقلها إلى المدينة، ولا يوجد دليل على سماحه لها بالعودة إلى الشام مرة أخرى.
بالنسبة للقبر الموجود في مصر، فهو مزيف أيضا، وليس هناك دليل على أنها دخلت مصر أصلا، والعديد من المؤرخين اتفقوا على أنها لم تزر مصر على الإطلاق، ومن بينهم نور الدين السخاوي وابن الميسر وابن ظهيرة المصري والحافظ السيوطي، والرأي السائد هو أن القبر الموجود في المدينة المنورة هو الصحيح، وأن قبرها الموجود في هذا المكان هو بدعة يستخدمها البعض لتحويل المسلمين عن دينهم.