زد معلوماتكمعلومات

أهم مناطق الذاكرة العاملة في الدماغ

الذاكرة

الدماغ البشري هو جهاز تحكم مصنوع من مادة عضوية معقدة للغاية، وهو لغز بحد ذاته. يتميز بمسارات واتصالات عصبية معقدة وغير معروفة بعد، ويتم تشكيل الأنماط السلوكية واتخاذ القرارات وتشكيل الاعتقادات في الدماغ، ولكن كيفية ترميز المعلومات داخل المادة الكيميائية لا تزال غير مفهومة بشكل كامل 

تُعرَّف الذاكرة بأنها تشفير التجربة وتخزينها واسترجاعها، بمعنى أبسط إنها تذكر الماضي، تذكر رقمًا طويلًا بما يكفي للاتصال به والصورة الذهنية الكاملة ليوم الزفاف أو رحلة، تذكر المهام العادية للروتين اليومي والمهام المعقدة مثل تعلم لغة جديدة كلها قائمة على الذاكرة، بعبارات أوسع  الذاكرة هي الشيء الذي جعل الجنس البشري على رأس السلسلة التطورية.

مناطق الذاكرة العاملة في الدماغ

تخزَّن الذاكرة أنواعًا مختلفة من الذكريات في مناطق مختلفة ومترابطة من الدماغ، ولا يتم تخزينها في جزء واحد فقط، وتشمل الذكريات الصريحة التي تتعلق بالأحداث التي حدثت لك، ثلاث مناطق رئيسية في الدماغ وهي: الحصين والقشرة المخية الحديثة واللوزة.

الحُصين The Hippocampus

 تلعب منطقة الحصين دورا أساسيا في تشكيل ذكريات جديدة حول الأحداث التي تم اختبارها والذاكرة التقريرية. يعد الحصين أمرا بالغ الأهمية في تشكيل ذكريات الأحداث والحقائق. لا تتم تخزين المعلومات المتعلقة بحدث ما على الفور في الذاكرة الطويلة المدى، ولكن يتم استيعاب التفاصيل الحسية من الحدث ببطء في التخزين طويل الأجل بمرور الوقت من خلال عملية الدمج. ومع مرور فترة زمنية طويلة، يتوقف الحصين عن لعب دور حاسم في الاحتفاظ بالذاكرة

إذا تضرر الحصين في الدماغ، فقد يتعرض الفرد لصعوبات في تشكيل ذكريات جديدة، أو يمكن أن يحدث فقدان الذاكرة المتقدم، كما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الوصول إلى الذكريات التي تم إنشاؤها سابقًا،

اللوزة The Amygdala

تُعزِّز اللوزة الذاكرة بشكلٍ خاص عن طريق تعديل الدمج، ويُقصد بالتعديل القوة التي يتم بها دمج الذاكرة، ويمكن أن تؤثر الاستثارة العاطفية بعد حدوث حدثٍ ما على قوة الذاكرة اللاحقة، وزيادة الإثارة العاطفية بعد التعلم تُعزِّز احتفاظ الأشخاص بالحافز.

تشارك اللوزة في الوساطة بين تأثيرات الإثارة العاطفية وقوة ذاكرة الحدث. وحتى في حالة تلف اللوزة، لا يزال من الممكن تشفير الذكريات. تعد اللوزة الدماغية مفيدة للغاية في تعزيز ذكريات الأحداث المشحونة عاطفيًا، مثل تذكر جميع التفاصيل في يوم تعرض لحادث صادم.

المخيخ  The Cerebellum

يساهم المخيخ في تعلم الذاكرة الإجرائية (المهارات الروتينية الممارسة) والتعلم الحركي، مثل المهارات التي تحتاج إلى تنسيق وتحكم حركي دقيق، مثل العزف على آلة موسيقية وقيادة السيارة وركوب الدراجة. يشارك المخيخ بشكل عام في التعلم الحركي، ويعتبر تلفه سببا محتملا لمشاكل في الحركة، حيث ينسق توقيت الحركات ودقتها ويساعد في تعلم هذه المهارات على المدى الطويل

قد يظل الشخص المصاب بضرر في الحصين قادرًا على تذكر كيفية العزف على البيانو ولكن لا يتذكر حقائق عن حياته، في حين يواجه الشخص المصاب بأضرار في المخيخ مشكلة مع الذكريات التوضيحية، لكنه يتذكر الذكريات الإجرائية مثل العزف على البيانو.

الارتباطات العصبية لتخزين الذاكرة

ترتبط العديد من مناطق الدماغ بعمليات تخزين الذاكرة، وقد سمحت بعض الدراسات ودراسة حالات الأفراد المصابين بإصابات في الدماغ للعلماء بتحديد المناطق الدماغية الأكثر ارتباطا بأنواع الذاكرة، ولكن موقع التخزين الفعلي للذكريات غير معروف نسبيا، ويفترض أن الذكريات يتم تخزينها في شبكات عصبية في أجزاء مختلفة من الدماغ والتي ترتبط بأنواع مختلفة من الذاكرة، مثل الذاكرة القصيرة الأجل والذاكرة الحسية والذاكرة الطويلة الأجل، ولكن لا يكفي وصف الذاكرة بأنها تعتمد فقط على مناطق معينة في الدماغ، على الرغم من وجود مناطق ومسارات معروفة ترتبط بوظائف معينة

آثار الذاكرة

تعرف آثار الذاكرة بأنها تغييرات عصبية مادية مرتبطة بتخزين الذاكرة وقد اكتسب العلماء الكثير من المعرفة حول الرموز العصبية من خلال الدراسات التي أجريت حول المرونة العصبية وهي قدرة الدماغ على تغيير اتصالاته العصبية

تشمل ذاكرة العمل عملية تنشيط الخلايا العصبية الفردية الناتجة عن المدخلات الحسية، وتستمر هذه النبضات الكهربائية حتى بعد انقطاع الإحساس. كشفت الدراسات الحديثة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) عن إشارات ذاكرة عمل في الفص الصدغي الداخلي وقشرة الفص الجبهي، وترتبط هذه المناطق أيضا بالذاكرة الطويلة المدى، وهو مؤشر على وجود علاقة قوية بين الذاكرة العمل والذاكرة الطويلة المدى

مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة

أظهرت دراسات التصوير والأبحاث أن بعض مناطق الدماغ تكون أكثر تخصصاً في جمع ومعالجة وتشفير أنواع معينة من الذكريات، ولذلك تم ربط نشاط الفصوص المختلفة في القشرة الدماغية بتكوين الذكريات.

الذاكرة الحسية

يرتبط الفص الصدغي والقذالي بالإحساس وبالتالي يشاركان في الذاكرة الحسية، الذاكرة الحسية هي أقصر شكل من أشكال الذاكرة مع عدم وجود إمكانية للتخزين، فهي “خلية احتجاز” مؤقتة للمعلومات الحسية، قادرة على الاحتفاظ بالمعلومات لثوانٍ فقط على الأكثر قبل تمريرها إلى الذاكرة قصيرة المدى أو تركها تختفي.

الذاكرة قصيرة المدى

يتم دعم الذاكرة القصيرة المدى من خلال أنماط موجزة من الاتصال العصبي تعتمد على مناطق من قشرة الفص الجبهي والفص الجداري، ويعد الحصين ضروريا لنقل المعلومات من الذاكرة القصيرة المدى إلى الذاكرة الطويلة المدى، ومع ذلك، لا يبدو أنه يخزن المعلومات نفسها. يتلقى الحصين إشارات من أجزاء مختلفة من القشرة ويرسل إشاراته إلى مناطق مختلفة في الدماغ. قد يشارك الحصين في تغيير الوصلات العصبية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد معالجة المعلومات في البداية، ويعتقد أن هذه المنطقة مهمة للذاكرة المكانية، أي القائمة على الحقائق

لذلك، تعتبر الذاكرة القصيرة المدى فترة زمنية قصيرة تتراوح من ثوانٍ إلى بضع دقائق، حيث يتم تخزينها مؤقتًا ثم إما يتم الوصول إلى الذاكرة الطويلة المدى أو يتم التخلص منها،

مثال: لنفترض أن أحدهم أعطانا رقم الهاتف المحمول. نظرا لأن الرقم جديد، فإن ذاكرتنا ستحتفظ به على المدى القصير، لذلك سننسى هذا الرقم بعد لحظات قليلة.

الذاكرة طويلة المدى

تتم الحفاظ على الذاكرة طويلة المدى من خلال التغيرات المستمرة والمستدامة في الروابط العصبية المنتشرة في جميع أنحاء الدماغ. ترتبط عمليات دمج وتخزين الذكريات طويلة المدى بشكل خاص بقشرة الفص الجبهي والفص الدماغي الأمامي والفص الصدغي الداخلي. ومع ذلك، يبدو أن التخزين المستدام للذكريات طويلة المدى بعد الدمج والتشفير يعتمد على الروابط بين الخلايا العصبية، حيث تتمتع الذكريات الأكثر عمقا بروابط أقوى. 

تتكون الذاكرة الطويلة المدى من عدة ذكريات قصيرة المدى تم تنظيمها لتخزينها بشكل دائم وتشكل الذاكرة الطويلة بشكل متكرر اعتمًا على أساس أهميتها وعدد المرات التي تم استرجاعها.

مثال: يمكنك تذكر عيد ميلادك الثامن عشر، ولكن لا يمكنك تذكر ما أكلته يوم الاثنين قبل ثلاثة أسابيع؛ لأن الأحداث المتكررة في نفس التوقيت خلال 18 عاما تصبح غير مميزة، ولكن وجبة الطعام التي تناولتها قبل ثلاثة أسابيع لم تتكرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى