أهم المهن القديمة في دولة الإمارات
لا يمكن للدولة التي لا تعرف ماضيها أن تدير الحاضر وتشكل المستقبل. هذه الفكرة التي اعتمدها الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وأكد حكام الإمارات عليها، حيث يمتد تاريخ الإمارات العريق إلى ما يقرب من 7000 عام، ويتضح ذلك من خلال النقوش والآثار التي اكتشفتها البعثات الدولية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
ابرز المهن في دولة الامارات قديمًا
في الماضي، حاول الإنسان الحصول على رزقه من البيئة المحيطة، نظرا لعدم تطور الظروف بما يكفي للقيام بأعمال مثل التي نقوم بها الآن في الوقت الحاضر. لذلك، حاول الإنسان العربي الاستفادة من الموارد المتاحة أمامه، واعتمد بشكل كبير على النخيل والبحر والطين لتأمين احتياجاته في صناعاته ومهنته. ومن بين الحرف التي اشتهر بها الإنسان العربي في دولة الإمارات في الماضي، كانت صيد السمك وبناء العريش والغوص وصناعة السفن، بالإضافة إلى صناعة الفخار التي كانت جزءا كبيرا من التراث القديم في الإمارات. ولم تكن المرأة غير فاعلة، بل قامت بمساندة الرجل يدا بيد من أجل تحقيق النجاح وبناء الحضارة وتشكيلها، ولتصل إلى ما وصلت إليه اليوم. ومن بين المهن والصناعات التقليدية الهامة في الإمارات، نذكر
الغوص
تعتبر مهنة الغوص من أقدم المهن في الإمارات وتم اعتمادها كمهنة أساسية لكسب الرزق. ومع ذلك، فإنها تعد من المهام الصعبة للغاية التي تتطلب جهدًا واسعًا وكبيرًا. وعادةً ما يتم موسم الغوص في الصيف ويستمر حتى أوائل الخريف، وتسمى العودة القفال.
صناعة السفن
يعتبر صناعة القلافة، المعروفة باسم صناعة السفن، واحدة من أهم الصناعات التراثية في الإمارات، وكانت تعتبر من أهم الحرف في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط، وذلك نظرا لأهمية السفن في عملية صيد السمك واستخراج اللؤلؤ من أعماق البحار والتجارة. كانت السفن تصنع من جذوع النخيل والخشب المستورد، والحبال المصنوعة من الليف، وكانت تغلق باستخدام القطن الذي يملأ الفراغات بين الخشب.
كانت هناك أنواع متعددة من السفن الإماراتية بأحجامها وأشكالها وأغراضها المختلفة. كل نوع يستخدم لغرض محدد. كانت السفن الشراعية الأكثر شعبية في الإمارات وكانت تعرف باسم البوم. كان التجار يستخدمونها بشكل كبير. كانت سفينة السفار مستخدمة للرحلات البعيدة، بينما سفينة القطاع تستخدم في الرحلات التجارية القصيرة. أما سفن الجالبوت والبقارة والسنبوك، فكانت تستخدم في صيد اللؤلؤ وأيضا لنقل المسافرين. كانت السفن التي تحمل حوالي 3 إلى 4 أشخاص تعرف باسم الهوري، بينما كانت السفن التي تتسع لأكثر من 15 شخصا تعرف باسم الشاحو
قبل اكتشاف النفط كان الاماراتيون يقومون بالتنقل إلى اماكن عديدة فوصلوا عبر السفن الى المحيط الهندي واماكن اخرى بعيدة، وكان يقصدون مومباي من اجل بيع اللؤلؤ المستخرج من البحار، لان الهند انذاك كانت تملك اكبر اسواق لبيع اللؤلؤ، مثل موتي بازار، وكان يباع هناك ايضًا العديد من الحلي المختلفة.
تميزت السفن بشكلها الفريد الذي كان يتضمن العديد من النقوش الرائعة على جوانبها، حيث كان يقوم صانعو السفن بكتابة رموز معينة تحمل كتابات وصور تجسد الحيوانات الموجودة في المنطقة مثل الصخور والإبل
صيد اللؤلؤ
كان صيد اللؤلؤ هو مصدر رزق لدولة الإمارات في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وعلى الرغم من أن هذه الحرفة ليست من أقدم الحرف الحرفية، إلا أنها كانت جزءا كبيرا من ثقافة الإمارات واقتصادها في ذلك الوقت، وكانت صعبة للغاية وليست سهلة على الإطلاق، حيث استغرقت رحلة البحث عن اللؤلؤ أربعة أشهر في الصيف، وكانت مياه الخليج العربي الضحلة والقليلة العمق تشكل مكانا مثاليا لاستخراج اللؤلؤ قبل صناعة معدات الغوص الحديثة التي نراها في الوقت الحالي
على الرغم من أن الغواص يلعب دورا رئيسيا في عملية صيد اللؤلؤ، إلا أن هذه العملية تتطلب فريقا كاملا من العمال لدعم العملية وإعداد الطعام للبحارة خلال فترة الغوص
الصيد بالصقور
تعتبر عملية الصيد بالصقور، أو ما يعرف بالصقارة، من أقدم الممارسات التي قام بها العرب منذ 4000 سنة. ولكن دور الصقارة تغير في الوقت الحالي، إذ أصبحت من الرياضات التي تحرص عليها دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي الأزمنة القديمة، كان البدو يمارسون الصقارة في مناطق شحيحة بالموارد المالية في شبه الجزيرة العربية والإمارات العربية المتحدة. وتتميز هذه الحرفة بالعديد من القيم النبيلة مثل الشجاعة والفخر والحفاظ على الطبيعة
تم إضافة رياضة الصيد بالصقور إلى القائمة التمثيلية في التراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو. يعتبر طائر الحبارى من الطرائد التقليدية للصقارة في شبه الجزيرة العربية خلال فصل الشتاء. تقوم عملية الصقارة على ترويض الصقر وتدريبه على اصطياد فريسته، حيث يتعلم الطائر، بفضل التدريب المكثف، أهمية تكرار المحاولة لتحقيق الهدف. عندما يصبح الصقر جاهزا لهذه المهمة، يتم إطلاقه، ولكن هذه العملية تتطلب صبرا طويلا لتحقيقها.
اليازرة
تعتبر اليازرة وسيلة الري الأولية التي اخترعها الناس في الإمارات، وساعدتهم اليازرة أو مضخة الثور في زراعة النخيل ومحاصيل أخرى، مما ساعدهم على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية والحصول على بعض الدخل المالي.
تم اختفاء اليازرة اليوم بسبب انتشار أنظمة الري الحديثة، وأصبحت تعتبر معالم أثرية تفتخر بها الشعب الإماراتي، حيث تذكرهم بجهود أجدادهم وآبائهم في بناء الوطن وتطوير موارده، والحفاظ على الأرض من خلال جهودهم والموارد المتاحة لديهم في ذلك الوقت.
نظرًا لصعوبة عمل اليازرة، فإنه يتطلب صوةً وصلابةً جسمانيةً شديدة، ويتم اختيار العامل بناءً على قوته في التحمل ليستطيع سحب الدلو الممتلئ بالمياه عبر ممر ينحدّر نحو الأسفل لمسافةٍ محددةٍ بدقّة، وهي كافيةٌ لسحب الدلو من البئر وإعادته صعودًا حتى حافة البئر.
العريش
كان العريش يُعَدُّ المسكن الذي يقضي فيه الناس فصل الصيف في الإمارات، وكان يتم بناء العريش من جريد النخل، وتُحفر في الأرض حفر خاصة يتم وضع دعامات العريش داخلها، ويتم ربطها بجريد النخل الذي يشكل جدران المنزل.