أهمية الكالسيوم في الوقاية من أمراض القلب
يتم إنتاج كمية كبيرة من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات الأساسية التي تحافظ على صحة الإنسان في جسمه عند ولادته، ولكنه مع مرور الوقت والتقدم في العمر يفقد الكثيرون منا العديد من هذه العناصر الغذائية الأساسية، وبالتالي يحتاج الإنسان إلى تعويض هذه العناصر التي يفقدها جسمه وإمداده بالكثير منها مرة أخرى، ولا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق تناول الأطعمة الصحية المفيدة، والتي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية، أو من خلال تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هذه العناصر الغذائية الأساسية .
المكملات الغذائية هي أقراص وحبوب طبية تحتوي على العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات الهامة التي يحتاجها الجسم. يلجأ الأطباء إليها إذا كان هناك شخص يعاني من نقص في أحد العناصر الغذائية الهامة لجسمه، ومازالت المكملات الغذائية تفاجئنا دائما. فبمرور الوقت، تكشف الدراسات الحديثة عن أهمية المكملات الغذائية في وقاية بعض أعضاء الجسم من الأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى دورها في الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام. ومن أهم أنواع المكملات الغذائية الكالسيوم .
الكالسيوم : يشتهر معدن الكالسيوم بأهميته في تقوية العظام والحفاظ على صحة جسم الإنسان، ويساهم في الوقاية من الأمراض التي تؤثر سلبا على صحة العظام بشكل كبير، إلا أنه يعرف بشكل أساسي بدوره في تقوية وحماية العظام .
الكالسيوم والقلب : وما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن الكالسيوم يعد من العناصر الهامة التي يحتاجها القلب بشكل كبير، وفي الوقت نفسه، هناك آراء أخرى تؤكد أن الإفراط في تناول مكملات الكالسيوم يسبب ضررا صحيا لمرضى القلب، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب. وفيما يلي، سنتحدث عن أهمية الكالسيوم في الوقاية من أمراض القلب وما إذا كان يشكل خطرا على عضلة القلب أم لا .
العلاقة بين الكالسيوم والقلب : أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون أمريكيون في كلية طب بالولايات المتحدة الأمريكية بأن تناول مكملات الكالسيوم الغذائية يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة ضعف مقارنة بالأشخاص العاديين، وكشفت الدراسة نتائج غريبة حيث أظهرت أن تناول الأطعمة والأغذية الطبيعية التي تحتوي على الكالسيوم يخفض من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 30%، وأثار هذا الاكتشاف استغراب وحيرة الكثيرين، وطرح العلماء عدة تساؤلات حول الفرق بين الكالسيوم الموجود في الأطعمة والمكملات الغذائية .
وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مشابهة، حيث أوضح الباحثون سبب زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب نتيجة تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم. فقد أشار الباحثون إلى أن المكملات الغذائية تحتوي على كميات كبيرة جدا من الكالسيوم، في حين توفر الأطعمة الطبيعية التي تعتبر مصدرا جيدا للكالسيوم كميات معتدلة لا تسبب ضررا على الجسم، وتلبي احتياجات الجسم لهذا العنصر .
قد تؤدي النسبة الزائدة من الكالسيوم إلى الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات القلبية، وزيادة احتمالية الإصابة بنوبات قلبية .
كمية الكالسيوم التي يحتاجها الجسم : أكدت الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية ضرورة اتباع جرعات محددة عند تناول مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم، ومن الأهمية بمكان تحذير المرضى من الإفراط في تناولها، حيث يشكل زيادة نسبة الكالسيوم خطرا كبيرا على الصحة. للبالغين، يجب ألا تتجاوز نسبة الكالسيوم ١٢٠٠ ملغم، وبالنسبة للأطفال، يجب ألا تتجاوز ٥٠٠ ملغم. ينبغي على الطبيب المعالج تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض .
مصادر طبيعية للكالسيوم : تستطيع تناول منتجات الألبان بشكل عام للحصول على الكالسيوم، فالحليب، والرائب، وأنواع الأجبان المختلفة، والبيض، كلها مواد تمد الجسم بما يكفيه من الكالسيوم، خاصة مع الاستمرار في تناول هذه الأطعمة بانتظام .