أهمية التغذية السليمة

يتوقف تطور جسم الإنسان منذ الولادة على تناوله لنظام غذائي سليم لبناء جسم صحي، حيث يأخذ الجسم الطاقة اللازمة لأداء المهام اليومية من الأطعمة الصحية. لذلك، يجب على الأفراد الانتباه إلى ما يتناولونه من عناصر غذائية لتجنب الإصابة بالأمراض الناتجة عن سوء التغذية ونقص المناعة. وكما يقول المثل الشهير: (الوقاية خير من العلاج)، وتأتي الوقاية من الغذاء السليم. وقراءة التعليمات الطبية أو استشارة خبير التغذية يمكن أن يساعد الأفراد على معرفة ما إذا كانت تغذيتهم سليمة، حيث يحتاج كل مرحلة من مراحل النمو إلى العناصر الغذائية المناسبة.

أهمية التغذية السليمة

تتجلى فوائد الغذاء الصحي في الحفاظ على صحة الجسم والنفس والقلب، وذلك عند تناول العناصر الغذائية اللازمة يوميا، ويشمل ذلك تناول جميع الأطعمة الضرورية لتقوية الجسم وتوفير الطاقة اللازمة للحفاظ على وظائف الجسم وأنشطته بشكل جيد، وتوضح أهمية التغذية السليمة فيما يلي:

• تقوية العظام والأسنان: تضمن وجود الكالسيوم في النظام الغذائي تعزيز قوة وصحة الأسنان والحفاظ عليها، ومنع تساقطها، ويحمي أيضا من الإصابة بمرض هشاشة العظام والكسور.
• الحفاظ على صحة القلب: عادة ما تنتج أمراض القلب نتيجة الدهون المتزايدة في الطعام، ولذلك يمكن الحد من هذه المشاكل من خلال اتباع نظام غذائي منخفض الدهون والصوديوم.
• زيادة الطاقة: عندما يتم تناول غذاء صحي ومتوازن، يلاحظ فورا زيادة في طاقة الجسم ونشاطه. فالامتناع عن تناول الدهون والكربوهيدرات، وأيضا الأطعمة الغنية بالسكر، يساهم في منع التقلبات في نسبة السكر في الدم.
• الحفاظ على صحة الدماغ: يؤدي النظام الصحي إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يحمي الخلايا الموجودة فيه، ويقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
• المحافظة على الوزن: تؤدي النظام الغذائي الصحي المتوازن إلى زيادة السيطرة على الوزن والحد من السمنة، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على سعرات حرارية منخفضة ويحافظ على تناول العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، وبذلك يتم حماية الشخص من الإصابة بالأمراض المرتبطة بزيادة الوزن مثل مرض السكري من النوع الثاني واضطرابات الغدة الدرقية وتصلب الشرايين.

أهمية التغذية السليمة المفيدة لنمو الجسم

يشير البحث حول الغذاء والتغذية الصحية لنمو الجسم وخاصة لدى الأطفال إلى أن الطعام الصحي يؤثر بشكل كبير على النمو وتقوية المناعة، ولذلك يجب أن يتضمن النظام الغذائي جميع العناصر التي تفيد في عملية النمو وتطور جسم الأطفال، مثل البروتين والكربوهيدرات والدهون والكالسيوم والفيتامينات والألياف، ولكل من هذه العناصر أهميتها الخاصة

• البروتين: يُعمل في الجسم على تعزيز بناء الخلايا وتحويل الأطعمة المتناولة إلى طاقة، بالإضافة إلى مقاومته للإصابة بالأمراض.
• الكربوهيدرات: تعتبر الكربوهيدرات من أهم العناصر الغذائية اللازمة لتزويد الجسم بالطاقة، حيث تستخدم لاستغلال البروتينات والدهون في الجسم وبناء أنسجته وعلاج تلفها.
• الدهون: تعد الدهون مصدرا أساسيا لإنتاج الطاقة، ويستطيع جسم الأطفال تخزينها بسهولة، ولها أهمية في مساعدة الجسم على استخدام العناصر الغذائية الأخرى بصورة صحيحة.
• الكالسيوم: هذا العنصر يساعد في بناء العظام والأسنان لدى الأطفال، بالإضافة إلى تقوية العظام والأسنان، وكذلك الحماية من تجلط الدم وتعزيز وظائف القلب والأعصاب.
• الحديد: يعمل على تكوين دم صحي وسليم للطفل، وهذا أمر ضروري لنقل الأكسجين إلى الخلايا في جميع أجزاء الجسم .
• فيتامين ب: يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء في الجسم، كما يزيد من معدلات الأيض، أي يحول الطعام إلى طاقة ويستخدمها عند الحاجة.
• فيتامين سي: يعمل هذا الشيء على محاربة نزلات البرد، كما يساهم في بناء وإصلاح خلايا الدم الحمراء، فضلا عن العظام والأنسجة، ويساعد على الحفاظ على صحة اللثة عند الأطفال وتقوية الأوعية الدموية. ويعمل على تخفيف الكدمات الناتجة عن السقوط والخدوش، ويساعد على عملية التئام الجروح وتقوية جهاز المناعة، كما يمنع العدوى
• الألياف: أمعاء الطفل تنظم الهضم وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان على مدار الحياة.

التغذية السليمة للوقاية من الامراض

يجب أن ندرك أن جميع خياراتنا الغذائية تؤثر على صحة الجسم، سواء كانت إيجابية أو سلبية. فهي إما خيارات صحية جيدة تحمينا من الأمراض، أو خيارات سيئة تكون سببا في الإصابة بالأمراض. ويجب أن نذكر أن ما نتناوله اليوم سيؤثر على حياتنا المستقبلية، إما بالطريقة الإيجابية أو السلبية. لذا، يكمن أهمية تناول طعام صحي في الوقاية من العديد من الأمراض مثل السمنة وأمراض القلب وداء السكري وهشاشة العظام والسرطان، ويمكن توضيح ذلك فيما يلي

السمنة

لقد صارت السمنة مرض منتشر بدرجة كبيرة بين المراهقين، ويرجع السبب إلى أن العادات الغذائية التي يتم اكتسابها في مرحلة الطفولة تقوم بالانتقال غالبًا إلى مرحلة البلوغ، ولهذا يجب التأكيد على اتباع الأنظمة الغذائية والتغذية السليمة في الشباب حاليًا، كما أن تناول الأطفال القدر المناسب من العناصر الغذائية الأساسية أمرًا ضروريًا في الوقاية من السمنة.

أمراض القلب

التحكم في مستوى الكوليسترول، ضغط الدم والوزن من الأسباب الرئيسية في الحد من أمراض القلب، كما أن أساليب الأكل السليمة ما هي إلا طريقة للمحفاظة على هذه النسب متوازنة، فعند احتواء النظام الغذائي على العناصر مثل (الحبوب الكاملة، الفاكهة، الخضروات، البروتينات)، بالإضافة إلى التقليل من تناول الصوديوم والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية من الخطوات الحسنة لمواجة أمراض القلب.

داء السكري

من أفضل أساليب الحماية من مرض السكري من النوع الثاني هو اتباع التغذية السليمة وتناول الأطعمة قليلة الدسم، إذ تنص التعليمات الخاصة بالنظام الغذائي على تقليل الحصول على الدهون بنسبة ثلاثين في المائة من السعرات الحرارية، والتأكيد على جعل الدهون المشبعة تصل إلى أقل من 10 في المائة من السعرات الحرارية، كما تُعتبر إضافة الأطعمة التي تحتوي على الألياف إلى نظام الغذاء أمرًا ضروريًا لمنع هذا المرض مدى الحياة.

السرطان

زيادة الوزن المفرطة تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان. هناك العديد من الأطعمة التي تساهم في الوقاية منه، مثل الخضراوات الورقية وغير الورقية، التوت، الحبوب الكاملة، بالإضافة إلى الشاي الأخضر والأسود. من الجدير بالذكر أنه لا يمكن تأكيد فعالية طعام معين في الوقاية من السرطان، ولكن تناول الكميات المناسبة من الفيتامينات والمعادن، واتباع نظام غذائي متوازن وصحي، يمكن أن يوفر حماية جيدة للجسم.

هشاشة العظام

عند افتقار النظام الغذائي إلى فيتامين (د) والكالسيوم فقد يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، ولذا فمن أجل العناية بصحة العظام وقوتها، يجب اتباع نظام غذائي يضم أنواع محددة من الأطعمة ومنها الوجبات قليلة الدسم المحتوية على كمية كبيرة من عنصر الكالسيوم، وأيضًا تلك التي تحتوي على فيتامين (د)، ومن المأكولات المليئة بالكالسيوم (عصير البرتقال، الحبوب)، كما أن الأطعمة التي تحتوي على فول الصويا من أفضل طرق الحصول على الكالسيوم في النظام الغذائي.