أنواع الوقفات في الإلقاء
دور الوقفات في الإلقاء
تعد الوقفات في الكلام هي الأداة الأكثر استخفافًا عندما يتعلق الأمر بالتحدث أمام الجمهور، يمكن أن تضيف الوقفات في حال استخدامها بشكل صحيح قدرًا كبيراً للعرض التقديمي أو الخطاب، حيث تسمح هذه الفترات البسيطة للجمهور باستيعاب كل ما يسمعه مع السماح للمتحدث بالاحتفاظ برباطة جأشه.
السكوت من ذهب
إحدى المهارات الرئيسية في الإلقاء الجيد هي عدم قول أي شيء على الإطلاق، ومع ذلك، يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في التوقف لبضع ثوان، وهناك العديد من الأسباب وراء ذلك، مثل
- الخوف من أن يعتقد الجمهور أنهم نسوا شيئا ما.
- رؤية كل شخص ينظر إليهم.
على الرغم من أن هذا الأمر مفهوم، خاصةً بالنسبة للمتحدثين المبتدئين، إلا أننا عندما نفكر في هذه المخاوف بشكل موضوعي نرى أنها غير دقيقة:
- التوقف المؤقت لبضع ثوان أمر طبيعي للجمهور، ولا داعي للقلق من أنك نسيت ما ستقوله.
- عندما تتحدث، سيلاحظ الجمهور تفاصيل صوتك ولغتك الجسدية.
فماذا يحدث عند استخدام التوقفات في الإلقاء؟
- يصبح الجمهور قادرًا على فهم ما يقوله المتحدث.
- يجب تقليل استخدام كلمات الحشو غير الضرورية مثل `أمم` أو `أه`.
- يبدو المتحدث واثق من نفسه.
أهمية الوقفات في الإلقاء
عدم التوقف أثناء الإلقاء ليست لحظة فارغة، بل هي أداة لبناء اتصال مع الجمهور سواء عاطفيا أو فكريا. عندما نتوقف في اللحظات المناسبة، نمنح مستمعينا الوقت لمعالجة ما نقوله، بالإضافة إلى جذب انتباههم إلى ما نقوله، وهذا يساعد على جعلهم متحمسين للنهاية.
التوقف مهم أيضا لتأكيد الأمور، في كثير من الأحيان يشعر الجمهور أننا نعيد قول نفس الشيء مرارا وتكرارا حتى عندما لا نقصد ذلك، وتساعد التوقفات المؤقتة في تحديد النقاط الرئيسية.
يتم اعتبار التوقف المؤقت أمرًا هامًا جدًا عندما نريد أن نعطي الجمهور الوقت الكافي للتفكير في الموضوع المطروح، ويحدث هذا بشكل خاص عندما يكون الموضوع معقدًا أو جديدًا، ويمكن للتوقف المؤقت أن يشير للجمهور إلى رغبتك في إعطائهم بعض الوقت للتفكير دون الحاجة إلى توجيههم بشكل مباشر.
في الواقع، تعتبر فترات التوقف من أهم جوانب الإلقاء، ويتوقف ذلك على الفرد وقدرته على معرفة متى يجب التوقف ليصبح متحدثًا ممتازًا.
أنواع الوقفات في الإلقاء
قد تكون الخطابات طويلة ومملة، وحتى الخطابات القصيرة يمكن أن تكون معقدة، لذلك يجب إعطاء الجمهور وقتًا كافيًا لاستعادة التركيز.
هناك عدة طرق فعالة للإستفادة من الوقفات المؤقتة خلال العروض التقديمية التي تساعد في تحقيق التأثير المطلوب عند الجمهور.
- فصل الأجزاء الرئيسية
يمكن للمستمعين فقط الاحتفاظ بمعلومات محددة في عقولهم قبل أن يشعروا بالتعب أو الإرهاق، لذلك يجب على المتحدث أن يتوقف في هذه اللحظات: بين المقدمة والعرض، وبين الأفكار الرئيسية، وبين العرض والخاتمة، وعندما يقوم بذلك، يعلم الجمهور بشكل غير مباشر بوجود شيء جديد، وهذا يتيح لهم الضغط على زر “إعادة التشغيل” في عقولهم.
- التركيز على النقاط المهمة
يؤدي الارتباك والقلق التي قد تصاحب التحدث أمام الجمهور إلى إطلاق الأدرينالين الذي يجعلنا نتحدث بشكل أسرع، ولذلك يمكن أن يتحدث المتحدث بسرعة مما يؤدي إلى فقد النقاط المهمة، لذا يعتبر القيام بوقفات قصيرة ضروريا لإعطاء الجمهور الفرصة لفهم وإدراك الأفكار المهمة المطروحة، وذلك ضمن مجموعة الأخطاء التي يجب تفاديها عند التحدث أمام الآخرين.
- الانتقال
دائمًا ما يمثل إنشاء انتقالات طبيعية ومفيدة بين الأجزاء الرئيسية في الحديث تحديًا مربكًا للمتحدث، وتذكر أنه بينما نعرف كيف تتوافق العناصر في عروضنا التقديمية وخطاباتنا، فإن الجمهور لا يعرف ذلك، وواجبنا توضيح ذلك، وبالإضافة إلى معرفة الكلمات والعبارات التي يجب تجنبها اثناء الإلقاء، يجب ابتكار انتقالات تساعد في الحفاظ على تركيز الجمهور، تساعد الوقفات هنا كثيرًا، فهي تساعد المستمعين على فهم أن كل ما قاله للشخص للتو على وشك الارتباط مع ما سيقوله فيما بعد.
- جذب انتباه المستمعين
فيما يتعلق بالحفاظ على المعلومات، تؤكد بحوث الدماغ أهمية التوقفات أثناء الحديث، بعد السؤال عن فائدة اللغة الصامتة على الناحية العصبية؟ وجد الباحثون أن المتحدثين الذين لا يتوقفون لفترات قصيرة يؤثرون بشكل سلبي على استيعاب المستمعين، حيث تستطيع الذاكرة القصيرة الأجل الاحتفاظ بعدد محدود من المعلومات لفترة قصيرة تصل إلى حوالي 30 ثانية فقط، ولذلك تعتبر التوقفات القصيرة ضرورية للحصول على تفاعل المستمعين.
- التقليل من كلمات الحشو
لا يوجد مشكلة في التلعثم أو استخدام بعض الكلمات المتكررة أثناء الإلقاء، شرط عدم استخدامها بكثرة. إذا كان هناك استخدام مفرط لكلمة معينة خلال الإلقاء (مثل “مثل”، “أو”، “لذلك”)، فيمكن أن تتوقف لفترة قصيرة وتفكر في هذه الكلمة قبل لفظها.
- التفكير في جواب سؤال ما
هناك صيغة محددة من أجل الإجابة عن الأسئلة المطروحة، وهي الاستماع والفهم (وهنا يجب التوقف) والإجابة، تسمح الوقفة القصيرة في هذه الحالة بسماع كامل السؤال وإعطاء الوقت من أجل التفكير في الجواب المناسب، وذلك من أجل تجنب مقاطعة السؤال وإعطاء جواب غير صحيح ووضع الشخص نفسه في موقف محرج للغاية.
- السماح للآخرين بالحديث
ينبغي التوقف مؤقتًا عن الإلقاء لإعطاء الجمهور فرصة لطرح الأسئلة حول الموضوع، وتساعد هذه الطريقة على معرفة اهتمامات الجمهور وبالتالي يصبح الإلقاء أفضل.
مدة الوقفات في الإلقاء
إذا تم استخدام الوقفات بشكل صحيح في الإلقاء، فلن يلاحظ المستمع توقفك المؤقت، بل سيتمكن من فهم أفكارك بشكل أكثر إقناعًا ووضوحًا. وإذا تم استخدام الوقفات بشكل خاطئ، فسيجد المستمع صعوبة في التركيز وستبدو الشخصية المتحدثة أقل موثوقية ومصداقية.
يجب التوقف بشكل عام لمدة تتراوح بين ثانية واحدة إلى ثلاث ثوانٍ في كل مرة، ويمكن أن تكون فترة التوقف في نهاية الفقرة حوالي ثلاث ثوانٍ، بينما تكون تقريبًا بين ثانية واحدة واثنتين في نهاية الجمل، ويمكن تحديد مدة التوقف بشكل تقديري.
يجب التوقف عند الحاجة إلى ذلك، ويجب تجنب التوقفات المتكررة بشكل عام. يمكن تسجيل الصوت أثناء إلقاء الخطاب مع فترات توقف مؤقتة محددة، ثم حساب الوقت المستغرق في الوقفات ومحاولة تجنب الأخطاء أثناء إلقاء الخطاب أمام الزملاء في حال وجودها.
في النهاية، يكون الشخص أكثر فعالية مع الجمهور عندما يكون هناك تواصل معهم. كما ذكرنا سابقا، يتسبب الأدرينالين في زيادة سرعة الكلام، وتساعد التوقفات في الحفاظ على ديناميكية المحادثة. ويمكن أن يعطي ذلك انطباعا أفضل عن الشخص المتحدث. يجب أن يظهر الشخص بثقة واسترخاء وأن يكون قادرا على إلقاء الكلام بشكل جيد مع توقفات قصيرة ولطيفة.