أنواع الفنون القتالية
توجد مدارس وأساليب مختلفة لكل الفنون، وتتميز الفنون القتالية بالتدريب على البعد الروحي والأخلاقي والهدوء النفسي للسيطرة على الذات والتحكم في النفس دون استخدام أسلحة، وذلك لتفادي القتال إذا أمكن ذلك والتعامل في الحالة بطريقة مثلى ومؤثرة. وعادة ما يستخدم مصطلح “الفنون القتالية” لوصف الخلق القتالي الآسيوي في الحياة اليومية، بما في ذلك فنون الدفاع الأكثر شعبية في اليابان والصين وكوريا وأوروبا وأمريكا وفيتنام، وهدف فنون الدفاع عن النفس هو التنمية الشاملة للفرد، بما في ذلك الصحة والفكر والأخلاق والروح المعنوية.
ظهور الفنون القتالية
ظهرت فنون القتال في الشرق الأقصى، تحت تصنيف أساليب القتال الفردية وكان ظهورها مقترنًا في أساسها بتعلم تقنيات الدفاع عن النفس، وتضمنت عمليات دفاع شخصية بدون أسلحة وفي فترة ما أصبحت فنون الدفاع عن النفس أنشطة رياضية قد يقوم بها الصغار والكبار لأنها بدون حمل أسلحه نهائيا، وتهدف إلى تنمية قدرة الجسم والعقل، مما يجعل الأندية الرياضية تهتم بها بشكل واسع و يمكن استخدام التقنيات المستفادة كرياضة في نطاق الدفاع عن النفس، في الأزمات أو الاعتداءات من الآخرين لذلك من المهم اختيار الفنّ القتالي المناسب لكل شخص، حسب قوته الجسدية أو قدرته العقلية في ضبط النفس وتحكمه في أعصابه سواء بهدف تعلّم الدفاع عن النفس في الشارع أو اكتساب لياقة بدنية أو ربح بطولة.
أنواع الفنون القتالية
في البداية، هناك فروق بين ألعاب القتال، فمنها ألعاب تعتمد على الوقوف مثل الكاراتيه والكونغ فو والتايكواندو والملاكمة وغيرها
التايكواندو
تم إدراج التايكواندو كفن دفاع عن النفس في الألعاب الأولمبية بداية بشكل غير رسمي في دورة الألعاب الأولمبية في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، عام 1988، ومن ثم تم إدراجه رسميا في قائمة الألعاب الأولمبية في أولمبياد سيدني.
كل بلدة معروفة بنوع فني خاص في فنون القتال، وأحد أهم ما يميزها هو لعبة التايكواندو، وهي رياضة وطنية في كوريا الجنوبية، وهي أقوى وأكثر الفنون القتالية شعبية في العالم، يمارسها أكثر من 80 مليون شخص في أكثر من 200 دولة حول العالم، وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص يمارسونها، إلا أنها لا تزال خاصة بكوريا الجنوبية، ويعتبر حمل الحزام الأسود تميزا وإتقانا لهذه الرياضة.
بسبب الاهتمام الشديد بتفسير معنى اللعبة التي اجتاحت 200 دولة وأصبحت رائدة في فنون القتال، بحث المهتمون عن معنى كلمة تايكواندو وتنقسم إلى 3 أقسام: “تاي” تعني القدم، “كوان” تعني اليد بما في ذلك الأصابع والمرافق والقبضات والمعصمين، و”دو” تعني الفن أو الطريقة. تشير الكلمة إلى أنها أكثر من مجرد تدريب للجسم على الدفاع والركلات، بل تستخدم أيضا لتطوير الجسد والعقل.
الكاراتيه
يحب الجميع تعليم فنون لعبة الكاراتيه لأبنائهم، وهي لعبة تعتمد على الركلات واللكمات والضرب باليدين، وهي نشأت في الأصل في اليابان وتأثرت بالفن القتالي الصيني، وتتضمن الكاراتيه مستويات مختلفة تعتمد على خبرة اللاعب، حيث يحصل اللاعب على أحزمة مختلفة بناء على درجته وخبرته، ويعتبر الحزام الأسود أعلى المستويات في الكاراتيه.
الكونغ فو
هو في البداية كلعبة يعد أسلوبًا قتاليًا “صينيًا” ، لكنه رغم اندراج اللعبة تحت الفنون القتالية إلا أنه يعتبر تمرين الجسد على المهارات القتالية العالية، بالإضافة إلى تمرين النفس على الانضباط الداخليّ والتحكم في الأعصاب ، والتركيز العالي ، كما يُعنى تطوير الشخص ليكون جاهزاً، ومتأنياً للتحكم في عواطفه، وعقله بالشكل المناسب.
الجيوجيتسو
تعتبر هذه اللعبة القتالية على الأرض رياضة دفاعية أكثر منها هجومية، وتشبه الجودو بشكل كبير، حيث تقوم معظم حركاتها بإلقاء الخصم على الأرض وتثبيته، وبعض الحركات يمكن أن تكون خطيرة وتعتمد على كسر عظام المهاجم وعدم إطلاقه حتى يتم التأكد من كسرها.
الملاكمة
على الرغم من براءة وطفولة الأطفال الصغار، إلا أنه عند تعرض أحدهم للضرب، يفكر أولا في الملاكمة كوسيلة للرد، حيث تعتبر الملاكمة واحدة من أقدم أساليب القتال في العالم، وتعود تاريخها إلى فترة قبل الألعاب الأولمبية الأصلية. تتمارس الملاكمة بطريقة بسيطة وغير مكلفة تماما، حيث تجرى في حلبة صغيرة على شكل مربع وتعتمد على اللكم والضرب بالأيدي. يرتدي لاعبو الملاكمة قفازات سميكة لتجنب إلحاق الأذى بالخصم، وتتميز الملاكمة بعدم استخدام القدمين أو الضرب أسفل الحزام. عادة ما يحتاج الملاكمون إلى تقوية الجزء العلوي من الجسم، حيث يعتبر ذلك الجزء الأساسي للفوز في الملاكمة.
المصارعة اليابانية
في هذه اللعبة، يكون القتال عن طريق لصق جسد اللاعب بجسد الخصم، ويمكن أن يعتمد هذا النوع من القتال على إسقاط الخصم على الأرض وتقييد حركته بشدة حتى يستسلم. كما يتطلب هذا النوع من القتال ثني المهاجم لمفاصل جسم الخصم مثل المفاصل في اليد أو الكوع أو الركبة بأكبر قدر ممكن مما يتحمله، وهذا يساعد على تقييد حركته. الأيكيدو هي لعبة قتالية تهدف في الأساس إلى الدفاع وليست هجومية بشكل كبير، وتعتمد على استغلال نقاط ضعف الخصم واستغلال زخمه ضدك. نشأت هذه الرياضة في الأصل في اليابان، وتعتمد على الذكاء والسرعة البديهة وصفاء الذهن.
الوينغ تشون
في هذه اللعبة، يستخدم اللاعب قدميه ورأسه في المعركة، ويستخدم قدميه في ضرب الخصم في المسافة الأولى، ثم يستخدم يديه للضرب في المسافة الثانية، وبعد ذلك يستخدم رأسه ومرفقه وركبته وأكتافه في المسافة الثالثة. وتعود أصول هذه اللعبة إلى الصين ومنها انتقلت إلى المصارعة والرمي في المسافة الرابعة، ثم التدريب على القتال على الأرض والإخضاع في المسافة الخامسة. السامبو هي لعبة مشهورة في روسيا وتدرب على نطاق واسع في الجيش الروسي، حيث تم تطويرها عام 1920 لتعزيز قدرات الجنود في المواجهات القريبة بدون سلاح. تجمع هذه اللعبة بين لعبتي الجودو اليابانية والمصارعة الحرة، وتعني السامبو الدفاع عن النفس بدون سلاح.
الجودو
أنشأ الدكتور جيغورو كانو في عام 1882م رياضة الجودو في اليابان. إنها مصارعة يابانية تقليدية تطورت في الثمانينات من القرن التاسع عشر الميلادي. يجدر بالذكر أن كلمة جودو في اللغة اليابانية تعني `الطريق` أو `الأسلوب اللين`. وقد انتشرت هذه الرياضة عالميا عندما أضيفت إلى قائمة الألعاب الأولمبية. على مر التاريخ، استخدم الفلبينيون فن القتال كالي للدفاع عن أنفسهم. يعرف ممارسو الكالي بحركات اليدين السريعة ومهارتهم في تحريك القدمين أثناء استخدام الأسلحة. بعض الأسلحة المستخدمة في كالي تشمل العصا المزدوجة والعصا المفردة والخنجر والسيف. يعتمد هذا النوع من القتال على توجيه ضربات قاضية للخصم باستخدام اليدين العاريتين أو الأسلحة بسرعة عالية.
الكين جيتسو والكين دو
هاتان اللعبتان هما أسلوبان قتاليان، ولكن هنا يختلفان عن الألعاب الأخرى، حيث يمكن للاعب هنا أن يستخدم سيف الساموراي، الكاتانا، الياباني، لأنهما فنانان قتاليان عسكريان منبثقان من تقاليد عسكرية يابانية، وأيضا هما يتعلمان تقنيات القتال بالسيف بشكل تقني واحترافي بالغ، حيث يركزان على الفعالية وعلى اكتساب العسكري القدرة على تحويل السيف إلى أداة قاتلة بيده بسرعة كبيرة، والدفاع عن نفسه في كل الوضعيات ومن كل الزوايا، كما يتعلمان تسديد الضربات على جسم الخصم لقتله مباشرة.
القتال بالسيف
في العصور الوسطى، استخدمت هذه اللعبة في الجيوش الأوروبية، ولكن مع ظهور الأسلحة النارية، تلاشى هذا الفن، وتم إحياءه مرة أخرى في القرن العشرين من قبل بعض المتحمسين للسيف كلعبة تراثية تميز الدول عن بعضها البعض، وأما المبارزة التي نشاهدها في الألعاب الأولمبية والتي يرتدي فيها المبارزون زيا أبيض وقناعا لحماية الوجه، فهي مستمدة من هذه التقاليد، لكنها لا تشبه القتال الحقيقي بالسيوف.