اسلامياتالتاريخ الاسلامي

أنواع العلوم واعلامها في العصر العباسي

العصر العباسي هو العصر الذهبي الاسلامي

يطلق على الفترة العباسية أيضا العصر الذهبي الإسلامي، ويرجع تاريخها إلى القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر الميلادي. بدأت هذه الفترة في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد. كان للعلم والعلماء مكانة عظيمة، حيث تم تكليف العلماء من جميع أنحاء العالم بجمع وترجمة المعرفة العالمية إلى اللغة العربية، وذلك بعد افتتاح بيت الحكمة في بغداد.

العصر الذهبي الإسلامي كان حقبة تحكم فيها العديد من الخلفاء والعلماء في العالم الإسلامي، كما ازدهرت التنمية الاقتصادية والثقافية. وكانت القاهرة وبغداد وقرطبة، العواصم الإسلامية، تعتبر المراكز الفكرية الرئيسية لمختلف العلوم والطب والفلسفة والتعليم.

كما كانت الحكومة تعتني بالعلماء والمترجمين بشكل كبير، فإن حنين بن إسحاق يعتبر شخصية بارزة في العلماء خلال العصر العباسي

اعلام العصر العباسي في مختلف العلوم

كان العصر العباسي زاخرا بالعلم والعلوم المختلفة، مثل الأدب والفلسفة والعلوم والرياضيات والطب والفن، ولم يأت التطور الثقافي والعلمي من فراغ، وفيما يلي سنوضح العلوم وكذلك علماء العصر العباسي بالتفصيل

الأدب والفلسفة في العصر العباسي

في القرن الثامن الميلادي، انتشر استخدام الورق من الصين إلى البلدان الإسلامية، حيث أصبحت الكتابة وبيع الكتب طريقة لكسب العيش.

كان تصنيع الورق أسهل من صناعة المخطوطات، وأقل عرضة للتلف من ورق البردي، كما أنه يمكنه امتصاص الحبر، وهذا هو السبب الذي يجعله مثاليًا لحفظ السجلات.

ابتكر صناع الورق الإسلاميون أساليب خاصة بخط التجميع لنسخ المخطوطات يدوياً، وذلك لتحويل نسخ بكميات أكبر من أي طبعات متوفرة في أوروبا لعدة قرون.

كتاب ألف ليلة وليلة كان واحدًا من أبرز روايات العالم الإسلامي، وظهر في القرن العاشر وانتهى بحلول القرن الرابع عشر، ويتضمن مجموعة متنونوعية من الحكايات.

يجب الإشارة إلى أن العلماء المسيحيين قد ساهموا في الحضارة العربية الإسلامية خلال العصور الأموية والعباسية من خلال ترجمة أعمال الفلاسفة اليونانيين إلى السريانية ثم إلى العربية.

لقد اقتبس علماء الإسلام بعض الأفكار من الصين والهند، كما ساهمت الأدب الفلسفي العربي في تطوير الفلسفة الأوروبية الحديثة.

يعد ابن رشد واحدا من أبرز الفلاسفة المسلمين، ويعد موسوعة علمية، إذ كان أستاذا في الفلسفة الأرسطية والفلسفة الإسلامية واللاهوت الإسلامي والقانون المالكي والمنطق والفقه والسياسة وعلم النفس والرياضيات والجغرافيا ونظرية الموسيقى الكلاسيكية الأندلسية، وكان أيضا أستاذا في الطب وعلم الفلك والرياضيات والميكانيكا السماوية، ويعد أحد أبرز علماء العصر العباسي في الفيزياء.

العلوم والرياضيات في العصر العباسي

لقد استطاع العرب استيعاب الحضارات التي قاموا بغزوها ، بما في ذلك الحضارات اليونانية ، والفارسية ، والرومانية ، والهندية ، والصينية ، والمصرية ، وكذلك الحضارة الفينيقية القديمة ، كما استطاعوا استعادت المعرفة السكندرية الرياضية ، والهندسية ، والفلكية الخاصة ، بإقليدس ، وبطليموس

قام العالم الفارسي محمد بن موسى الخوارزمي بتطوير علم الجبر بشكل كبير في كتابه التاريخي “الجبر والمقابلة”، كما كان مسؤولًا عن إدخال الأرقام العربية ونظام الترقيم الهندوسي-العربي خارج شبه القارة الهندية.

في فرع الرياضيات الخاص بالتفاضل والتكامل، اكتشف العالم الهازن صيغة الجمع للقوة الرابعة، باستخدام طريقة قابلة للتعميم بسهولة لتحديد مجموع أي قوة متكاملة.

الطب في العصر العباسي

الطب هو دعامة رئيسية في الثقافة الإسلامية في العصور الوسطى، حيث قام الأطباء والعلماء المسلمون بتطوير مؤلفات طبية كبيرة ومعقدة لاستكشاف وتجميع نظريات الطب وممارسته.

تم بناء الطب الإسلامي على التقاليد الإسلامية، وترأسه المعرفة النظرية، بالإضافة إلى المعرفة العملية التي تم تطويرها في بلاد الهند، واليونان، وبلاد فارس، وروما.

قام العلماء المسلمون بترجمة كتاباتهم من اللغات السريانية واليونانية والسنسكريتية إلى اللغة العربية، ومن ثم قاموا بإنتاج معرفة طبية جديدة استنادًا إلى هذه النصوص.

الفنون في العصر العباسي

لم تكن العصر العباسي مزدهرًا فقط في العلوم الطبية والرياضية والآداب، بل شهد ازدهارًا في الأعمال الثقافية والفنية، حيث تطورت صناعة الخزف والمنسوجات والزجاج والمعادن والمخطوطات المضيئة والأعمال الخشبية خلال العصر الذهبي الإسلامي.

أصبحت زخرفة المخطوطات من الفنون الهامة والتي تحظى بالاحترام الكبير في بلاد فارس، حيث ازدهرت المنمنمات الشخصية وتطور الخط العربي، والذي يعد جزءًا أساسيًا من اللغة العربية المكتوبة الموجودة في المخطوطات والزخارف المعمارية.

ويعتبر الأرابيسك واحدا من الفنون التي عادة ما تصور بها الفن الإسلامي، من خلال الأنماط الطبيعية والخط العربي بدلا من الأشكال، حيث يخشى المسلمون تصوير الشكل البشري الذي قد يكون عبادة وثنية. فعادة ما يستخدم الأرابيسك الزخارف الهندسية والنباتية في الفن الإسلامي، والتي ترمز إلى طبيعة الله المتعالية وعدم تجزئتها.

فن الخط كان دائمًا واحدًا من أساليب الفنون الإسلامية، حيث يتم استخدام الخط الإسلامي في العديد من وسائل الزخرفة مثل البلاط والأواني والزجاج والسجاد والنقوش.

كانت العملات المعدنية داعمًا لفن الخط، حيث قامت الخلافة الإسلامية، ابتداءً من عام 692 ميلادية، بتغيير العملات المعدنية في الشرق الأوسط، واستبدال التصوير المرئي بالكلمات.

العمارة في العصر العباسي

عصر العباسيين كان مليئًا بالفنون في جميع المجالات بما في ذلك مجال العمارة، حيث شهد العديد من التطورات في بناء المقابر وتصميم الحصون والمساجد، وكانت هذه التطورات مستوحاة من العمارة الفارسية والبيزنطية.

وقد توقع فن الفسيفساء الإسلامي مبادئ الهندسة شبه البلورية ، والتي لم تُكتشف لمدة 500 عام أخرى ، ولقد استخدم فن الفسيفساء أشكالًا متعددة الأضلاع ، ومتناظرة من أجل إنشاء أنماط يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى دون تكرار ، كما أن هذه الأنماط قامت بمساعدة العلماء المعاصرين على فهم أشباه البلورات على المستويات الذرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى