رسم الخرائط
يتم جمع البيانات الجغرافية المتعلقة بسطح الأرض وتمثيلها على الخريطة باستخدام رموز الخريطة في عملية رسم الخرائط. وتنقسم البيانات الجغرافية المستخدمة في رسم الخرائط إلى نوعين: البيانات النوعية والبيانات الكمية، وتُشكَّل رموز الخريطة المناسبة لفئة البيانات المعينة.
وفقا للمعطيات النوعية المستخدمة في رسم الخرائط، تشير إلى البيانات الاسمية التي تحدد السمات المجمعة مثل خريطة استخدام الأراضي التي توفر تصنيف استخدام الأراضي استنادا إلى معيار التصنيف الأرضي، والبيانات الكمية هي نوع من البيانات التي يتم معالجتها بواسطة عملية تصنيف تعتمد على معايير تصنيف مختلفة استنادا إلى أهداف الاستخدام ومدى تطابق مقياس الخريطة. إنها بيانات ترتيبية تتمتع بسمات كمية مثل كمية الأمطار والسكان وكثافة السكان وما إلى ذلك.
بعد اختيار البيانات الجغرافية لخدمة أهداف خريطة العالم، يتم تصنيفها تحليليا كبيانات نوعية وكمية، ثم يتم استخدام رموز الخريطة بشكل صحيح لترمز إلى البيانات الجغرافية على الخريطة، وتصنيف رموز الخريطة إلى ثلاث فئات: رمز النقطة ورمز الخط ورمز المنطقة.
مفتاح الخريطة ورموزها
الرموز هي عنصر مهم في الخريطة، فهي تمثل ميزات مختلفة على الخريطة في صور صغيرة، وغالبا ما يتم رسم الرموز بحيث يشبهون ما يمثلون، على سبيل المثال، يستخدم شكل الهرم غالبا للإشارة إلى الجبال، وتظهر الصحراء غالبا من خلال مجموعة من النقاط التي تشبه الرمال قليلا، ويمكن أن تحتوي الغابة على أشكال صغيرة تشبه الأشجار، ويمكن رسم خط السكة الحديدية بشكل خط يحمل رسم قضبان تمثل المسار الذي يمر به القطار
غالبًا ما يتم جمع جميع رموز الخريطة معًا في مفتاح الخريطة MAP KEY كمرجع، وفي بعض الأحيان يكون MAP KEY عبارة عن مربع يتم فيه ترتيب الرموز، وفي بعض الأحيان يتم عرض الرموز بطريقة أكثر حرية دون وجود مربع حولها.
هناك بعض الخصائص أو السمات التي يمكن من خلالها تقسيم الرموز، وهي كما يلي
- الأشكال: تستخدم الأشكال للتعبير عن بعض المعلومات، ومن بين هذه الأشكال المثلث والدائرة، حيث يستخدم الشكل الثلاثي عادة لتمثيل الجبل، ويتم التفريق بين الأشكال بناء على الحجم والهيكل الداخلي والتعبئة والاتجاهات، وذلك للتعبير عن الاتجاهات مثل اتجاه الرياح.
- الألوان: غالبا ما تستخدم الألوان للتعبير عن المناطق، فإذا استخدم اللون الأزرق يرمز إلى البحر، واللون الأصفر يرمز إما إلى الجبال أو الرمال، ولذلك يتم استخدام درجات مختلفة من الألوان في تصميم الخرائط لتمييز الجبال والرمال والأحمر يستخدم لتحديد المعالم الثقافية مثل المناطق المأهولة والطرق الرئيسية والحدود في الخرائط القديمة.
- الخطوط: هناك العديد من أنواع الخطوط المستخدمة في الخريطة، إما بسيطة أو تتخذ أشكالا متقطعة ومختلفة عن بعضها، فهي تختلف من حيث السماكة واللون والاتجاه.
أنواع الرموز المستخدمة في الخرائط
عند تصميم الخريطة، يواجه رسامو الخرائط (صانعو الخرائط) صعوبة في كتابة كافة المعلومات على الخريطة وجعلها مرتبة، لذا يلجأون إلى استخدام رموز الخريطة التي تكون سريعة وبسيطة، وتسمى هذه الرموز “عناصر الخريطة الطبوغرافية“، وتستخدم لتبديل المعلومات المكتوبة على الخريطة، وتوجد عدة أنواع لرموز الخريطة المستخدمة وهي كالتالي
- الرموز الخطية symbols line: – تشمل الطرق البرية والأنهار والبحيرات وحدود الدول توزيعها.
- الرموز النقطية (رموز الموضع) symbols point: تمثل القرى والمدن والعواصم.
- الرموز المساحية symbols area: تمثل الجبال أو الهضاب أو السهول أو الأقاليم المناخية.
- الرسوم: على سبيل المثال، المجالات النفطية أو المطارات أو المناطق الصناعية.
يقوم مفتاح الخريطة بتوضيح معاني الرموز المستخدمة في الخريطة، على سبيل المثال
- النقطة السوداء الصغيرة تعني بلدة أو قرية.
- تعني الدائرة المفتوحة (∘) مدينة يبلغ عدد سكانها 75000 نسمة أو أكثر.
- الدائرة المفتوحة الكبيرة (⊙) تعني عاصمة الولاية.
- يمكن أن يدلك مفتاح الخريطة على أن النجمة تشير عادة إلى عاصمة الدولة.
تستخدم كل خريطة رموزا مختلفة وفقا لرغبة رسام الخرائط في عرض المعلومات، ويمكن أن تتضمن مفاتيح الخريطة رموزا للموارد الطبيعية والمراكز السكانية والمسطحات المائية وأنواع الصناعة وغيرها، على سبيل المثال، يمكن ملاحظة دلالات الألوان في خرائط Google حيث تعكس الألوان فئات مختلفة، فالأخضر يمثل الأماكن الخضراء في الهواء الطلق والبرتقالي يدل على الأماكن التي يمكن فيها تناول الطعام والمشروبات وغيرها.
مدلولات الرموز في الخرائط
بسبب أن الخريطة تمثل تمثيلا منخفضا للعالم الحقيقي، يتم استخدام رموز الخريطة لتمثيل كائنات حقيقية، وبدون الرموز، لن يكون لدينا خرائط، فهي من أساسيات الخريطة.
يمكن استخدام تصاميم وألوان مختلفة للرموز على الخرائط، فقد تعني الدائرة الصغيرة نقطة اهتمام، وتعني الدائرة البنية الاستجمام، وتعني الدائرة الحمراء الخدمات، وتعني الدائرة الخضراء توقف الراحة. وقد تغطي الألوان مساحات أكبر على الخريطة، مثل اللون الأخضر الذي يمثل الأراضي واللون الأزرق الذي يمثل الممرات المائية. وللتأكد من قدرة الشخص على قراءة الخريطة بشكل صحيح، فإن وسيلة إيضاح الخريطة هي مفتاح يوضح معاني جميع الرموز المستخدمة على الخريطة، وهو يشبه القاموس لمساعدة الشخص على فهم ما يمثله الرمز.
فيما يلي بعض مدلولات الرموز الشائعة في الخرائط:
أقسام الظاهرات التي تمثلها الرموز
الخريطة هي تمثيل ثلاثي الأبعاد مبسط للفضاء، وذلك لأنها تمثل بشكل محدود ومنخفض. ونظرا لهذا التقييد، فمن غير الممكن نقل جميع النسب والميزات الموجودة في المنطقة المصورة بدقة. وللتغلب على هذه القيود، تحتوي الخرائط على نظام من الرموز التوضيحية التي تشرح الأشياء والميزات والمسافات والخصائص. تمكن رموز الخريطة الأشخاص من فهم الخريطة واستخدام المعلومات لتلبية احتياجاتهم. ويمكن تقسيم الظواهر التي تمثلها الرموز على النحو التالي
- ظاهرة بشرية: أي الظواهر التي خلقها الإنسان من طرق ومدن وقنوات.
- المسطحات المائية: وتشمل ذلك الأنهار والمستنقعات والبحار والبحيرات والمحيطات.
- ظاهرات السطح: أي الجبال والهضاب والحركات البركانية.
- الطرق: تم استخدام الخطوط المزدوجة في السابق لتمثيل الطرق، أما الآن فترسم على هيئة خط واحد.
- الحدود السياسية: عادة، تكون الشرنقة عبارة عن مجموعة من الشرائط الصغيرة المتقاطعة مع وجود نقاط بينها بتناوب. تختلف تفسيراتها وفقا للألوان.
أهمية استخدام الرموز في الخرائط
الخرائط التي تفتقر إلى الرموز هي غير فعالة، حيث توفر الرموز معلومات مهمة حول المسافات والجغرافيا والمواقع. وعلى الرغم من أن الخرائط قد تكون محدودة فيما يمكن تمثيله، إلا أن الرموز ضرورية لنقل المعلوماتالمتاحة على الخريطة.
ستستمر الخرائط في النمو والتغيير جنبا إلى جنب مع ثقافتنا، ومع تحسن التكنولوجيا، ستتحسن أيضا قدرتنا على رسم الخرائط. وفي يوم من الأيام، قد نتمكن من تصوير حجم ونطاق بيئتنا بدقة على الخريطة. حتى ذلك الحين، نحتاج إلى رموز الخريطة لمساعدتنا في إيجاد طريقنا.
تختلف خصائص ورموز الخريطة إلى حد ما حسب نوع الخريطة، وتشمل كل خريطة وسيلة للتوضيح توفر مفتاحا للرموز، وتشير رموز الخريطة القياسية إلى ثلاث خصائص رئيسية على الخرائط وهي المناطق والخطوط والنقاط. تعود أول الخرائط إلى عام 1500 قبل الميلاد، حيث تم رسم الخرائط المبكرة على جدران الكهوف واستخدمتها المجتمعات الزراعية المبكرة لحماية وإدارة حدود محاصيلهم الخاصة، واستخدمت خرائط الكهوف سلسلة من الرموز للإشارة إلى حدود المزرعة وإظهار موقع الماشية.
مع ارتفاع إمبراطورية بابل في 600 قبل الميلاد، كانت الخرائط أكثر تعقيدا، وكان من الضروري عليها في ذلك الوقت أن تعرض المزارع وتشمل المدن والجسور التي تم بناؤها على الأرض، وتم إضافة رموز جديدة على الخرائط للإشارة إلى المنشآت التي صنعها الإنسان.
مع تعقيدات الخرائط المتزايدة، أصبحت الرموز أكثر تعقيدا، ولذلك أدرك البابليون أهمية وجود طريقة لتحديد جميع رموز الخريطة الجديدة، وقاموا بإنشاء أساطير الخرائط ووضعها على ظهر كل خريطة، وشرحوا وسائل إيضاح الخرائط التي تحمل رموز الخريطة بشكل مكتوب، مما جعلها مفهومة لأي شخص يقرأ الخريطة، وحاليا يمكن العثور على وسائل إيضاح الخرائط في بداية أي خريطة.