تعليم

أنواع التقييم في التعليم

لا يستطيع أحد أن ينكر أن التقييم في العملية التعليمية هو وسيلة هامة وأساسية يجب الاعتماد عليها والرجوع إليها دائما لتقييم استيعاب الطالب ومتابعته بجهد وتركيز في العملية التعليمية، ومن وسائل التقييم المعترف بها تشمل الواجبات المدرسية والأنشطة الصفية والاختبارات القصيرة (الكويز) والاختبارات التي تجرى على مدار العام أيضا، وبناء على ذلك، أشار الخبراء إلى وجود مجموعة من فروع وجوانب التقييم التي يجب على المعلم تطبيقها لتقييم الطلاب .

أهمية التقييم في التعليم

يساعد هذا بشكل إيجابي في قياس مستوى تقدم الطالب وتعريفه بالعملية التعليمية ومعدل استيعابه وفهمه وتطبيقه لكل ما يتعلمه في المدرسة .

يساعد في اكتشاف أي عيوب أو انحرافات في عملية التعليم، وخاصة عندما تنتشر مشكلة معينة بين عدد كبير من الطلاب، وبالتالي، يعد ذلك دليلا قويا على أن الخلل في الأسلوب التعليمي وليس في الطالب نفسه .

يساعد التقييم على تبني أساليب تعليمية أفضل، مما يؤدي إلى تحسين العملية التعليمية والوصول إلى أفضل مستوى تعليمي داخل الصف والمدرسة بأكملها .

تساعد التقييمات المدرسية أيضا على التأكد من مدى جدوى تطبيق الاستراتيجيات التعليمية المختلفة على جميع مراحل التعليم، ومن ثم الاحتفاظ بالاستراتيجيات الناجحة والتوقف عن استخدام الاستراتيجيات التي لم تحقق فائدة ملموسة للعملية التعليمية، ويختلف ذلك من صف دراسي إلى آخر ومن مدرسة إلى أخرى أيضا .

أهم أنواع التقييم في التعليم

هناك بعض أنواع التقييمات الأساسية التي قد ذكرها خبراء التدريس والتربويين والباحثين في مجال تحسين العملية التعليمية ، ومن خلال الاعتماد على تلك الأسس التقييمية ؛ يُمكن التوصل بشكل فعال إلى أفضل السبل التي يُمكن اتباعها لتحقيق أقصى فائدة لأطراف العملية التعليمية جميعهم سواء الطالب أو المعلم ، وتشمل تلك التقييمات ، ما يلي :

التقييم الشخصي للطالب

يعد تقييم الأداء الشخصي أحد التقييمات الأساسية التي تساعد المعلم على تحديد المستوى التعليمي والإدراكي الفعلي لكل طالب على حدة، والتعرف على نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، وكذلك يساعد المعلم على تحديد الخبرات والمواهب والمعرفة العلمية والمهارات التي اكتسبها الطالب وتدريبه عليها بشكل جيد. ولذلك، فإن تقييم الأداء الشخصي هو الأنسب في هذه الحالة، حيث يساعد المعلم بشكل عملي ودقيق على تحديد مدى استيعاب الطالب للمواد العلمية التي قام بدراستها مسبقا أو التي سيقوم بدراستها لاحقا، وينقسم التقييم الشخصي إلى ثلاثة أنواع

-اختبارات أولية : تعتبر هذه واحدة من أفضل الطرق التقييمية للطلاب؛ حيث تساعد في تقييم مدى معرفة الطالب بموضوع محدد قبل دراسته .

-تقييم الطالب ذاتيًا : تحتاج الطريقة هذه وقتًا أطول؛ حيث يقوم المعلم بسؤال كل طالب على حدة عن مدى معرفته بموضوع محدد أيضًا .

-استخدام الخرائط الذهنية : هذه من الأساليب الرائعة لتقييم الطالب، حيث يكتب الطالب عنوان الموضوع في دائرة وسط الورقة، ثم يرسم السهام التي تشير إلى المعلومات والمهارات التي يعرفها الطالب وتتعلق بهذا الموضوع .

التقييم التكويني للطالب

أما التقييم التكويني ؛ فإن أهميته تكمن في التعرف على مستوى تحصيل وإلمام الطالب بالعملية التعليمية أثناء حصة الشرح ، ومن خلال هذا التقييم يتمكن الطالب من أن يُظهر مدى فهمه واستيعابه للشرح ، دون أن يكون خائفًا أو مضطربًا بشأن خسارة الدرجات إذا لم يتمكن من الإجابة على الأسئلة التي يطرحها المعلم بشكل صحيح .

يُعد التقييم التكويني من أهم المفاهيم التي نشأت وانتشرت عبر السنوات السابقة، نظرًا لتأثيرها العملي والإيجابي في تعزيز قدرة الطالب على فهم المعلومات التي يتم تقديمها له والتفكير فيها بشكل جيد وحلّها بدون خوف أو توتر وقلق .

يعد التقييم التكويني، الذي يستخدم في تقييم الطلاب في بعض المدارس، هو أحد أسهل أنواع التقييم التكويني، ويتم ذلك من خلال ملاحظة الطلاب وطرح الأسئلة الشفوية السريعة عليهم ومراقبة أدائهم في الأنشطة التي تتم داخل الصف وخلال الحصة الدراسية .

تشمل تقنية التقييم التكويني في المدارس أيضا تقييم سرعة إجابة الطلاب على الأسئلة السريعة والقصيرة التي يطرحها المعلم في نهاية الحصة. ومن خلال أداء الطلاب، يستطيع المعلم تحديد مستوى فهم كل طالب بدقة، وعند تسجيل هذه المعلومات يمكنه متابعة نشاط الطالب فيما بعد وملاحظة تحسنه أو حاجته إلى وسائل تعليمية أخرى لرفع مستواه التحصيلي .

تقييم الأداء للطالب

بالإضافة إلى ذلك ، أصبحت العديد من المدارس والجامعات تعتمد بشكل كبير على تقييم الطلاب من خلال العروض التقديمية. وهذا لا يعني أن المعلم يقوم بتقديم العرض وشرحه للطلاب، بل يعني أن يقوم الطالب بنفسه بإعداد عرض تقديمي يغطي فكرة أو مفهوما دراسيا لم يتم شرحه بواسطة المعلم، ويقوم بالبحث والتحليل والاستكشاف لفهم طبيعة هذا الموضوع .

ثم يقوم المعلم بتنظيمه في صور وشرائح تقديمية ويقدمها في أول 10 دقائق من الحصة. من خلال ذلك، يتمكن المعلم بشكل كبير من تقييم قدرة الطالب على البحث والاستكشاف والوصول إلى المعلومة الصحيحة بمفرده وبدون مساعدة. بعد ذلك، يشرح المعلم الدرس ويثني على النقاط الصحيحة التي ذكرها الطالب ويوضح الأخطاء التي ارتكبها الطالب أيضا .

ويمكن لأكثر من طالب أو مجموعة من الطلاب أن يتشاركوا في عرض تقديمي واحد، حيث يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات، وتتولى كل مجموعة إعداد عرض تقديمي وعرضه في أول 10 دقائق من الحصة الدراسية بشكل متوالي بين مجموعات الطلاب وهكذا .

ويُذكر أن العديد من الأبحاث والدراسات التعليمية قد أكدت على أن دفع الطلاب إلى إعداد وشرح العروض التقديمية بأنفسهم يُساهم بشكل فعال جدًا وإيجابي على تعزيز ثقة الطالب بنفسه وتعزيز قدرته أيضًا على طرح أفكاره وارائه دون خوف أو خجل ، فضلًا عن أنها تُدربه على البحث والاستكشاف بنفسه من أجل الوصول إلى المعاني والمعلومات الصحيحة .

التقييم الختامي للطالب

وعلى الرغم أن العديد من الاستراتيجيات الحديثة تُنادي بضرورة الإحجام عن إجراء الاختبارات التقليدية مثل التي يتم إجرائها في نهاية العام لأنها دائمًا ما تقيس معدل حفظ الطالب للدروس والمادة العلمية فقط ؛ إلا أن هناك اراء أخرى تُشير إلى أن التقييم الختامي بمختلف أشكاله من شأنه أن يُساعد في الوصول إلى تقييم شامل وكامل لكل طالب والتعرف على معدل أداء الطالب الدراسي والنشاطي على مدار العام بأكمله ، ومن ثم تحديد الطلاب المتميزين والطلاب الذين يحتاجون إلى رعاية تعليمية وتربوية أكبر وهكذا .

في هذا السياق، تطورت طريقة التقييم الختامي المعتمدة واعتمد الآن على معدل فهم الطالب وإدراكه بدلاً من معدل حفظه للمعلومات فقط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى