أنواع الابتلاء
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : إن الله إذا أحب شعبا، يبتليهم، فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فله سخطه .
نبذة عن الابتلاءات
إن الدنيا دار للاختبار والامتحان لمعرفة الصالح والمفسد، ومن يصبر على الابتلاءات فله من الله أجر حسن، وقد ذكر الابتلاء في القرآن الكريم، قال تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) سورة العنكبوت .
الابتلاء ضرورة لامتحان صبر الناس و ثباتهم، وإذا تجاوزوا الابتلاء بنجاح، فإن قيمتهم ترتفع في الدنيا والآخرة، وكلما ازدادت منزلة الإنسان عند الله تعالى، ازداد ابتلاؤه. ولذلك، فإننا نرى أن الأنبياء والرسل – عليهم السلام – هم أكثر الناس ابتلاء، ومنزلتهم هي الأعلى بين الناس .
تصنيف الابتلاءات
قد يعتقد البعض أن الابتلاء يأتي فقط في الأمور السيئة، ولكن في الواقع، يمكن أن يأتي الابتلاء في السراء والضراء، وليس مقتصرًا على الأمور السيئة .
الابتلاء بالضراء
يعتقد معظم الناس أن الابتلاءات هي الأمور الصعبة التي يتعرض لها الإنسان، مثل فقدان الأحباب أو الإصابة بمرض معين أو فقدان المال أو احتراق الممتلكات الخاصة أو الاتهام بالتهمة الزائفة والعديد من الأمور الأخرى التي لا ترضي الإنسان، ويكون الهدف من الابتلاءات هو اختبار المؤمن، فإن صبر على ما أصابه يرفعه الله إلى أعلى المراتب .
الابتلاء بالسراء
يمكن أن يتعرض الإنسان لاختبار بما يحب، وذلك عندما يتلقى من الله ما يرغب فيه من مال وأولاد ومناصب وما إلى ذلك، ويفرح بهذلك وينسى أن الله سيسأله عن مصدر هذه الأشياء يوم القيامة، وعن كيفية إنفاقها. لذلك، عليه أن يتذكر أن الله هو المالك الحقيقي لكل شيء وأنه يجب عليه أن يكون شاكرًا ومسؤولًا في استخدام هذه النعم .
يمكن أن يكون ابتلاء الله لعبده بما يسره بعض الأحيان أخطر عليه من ابتلائه بما يكرهه، وذلك لأن بعض الناس يتحملون المصاعب بشكل كبير ويقبلون بما قسمه الله لهم، ولكن عندما ينالون الخير ينسون الله ويطمحون للمزيد، وهذا هو الخسارة المبينة .
طرق التعامل مع الابتلاءات
يتعامل الشخص مع التحديات من خلال الصبر وشكر الله على كل حالة، حيث يجب على الفرد أن يخضع لإرادة الله تعالى في جميع الأوقات، ويجب أن يكون راضيا من الداخل، ولا يكتفي بإظهار الشكر والثناء ظاهريا وهو في داخله يشعر بالغضب من قضاء الله، فالله هو الأعلم بما في النفوس .
عندما يتعرض الإنسان لابتلاء بما لا يحبه ولا يرضاه، يجب عليه أن لا يكتفي بالحمد والشكر فقط، بل يتعين عليه بذل قصارى جهده لتغيير الوضع إلى الأفضل، فإن الله تعالى يحب العبد الذي يعمل بكل قوته لتحقيق هدف خلقه .
الحكمة من الابتلاءات
يذكر في العديد من الأحاديث أن الابتلاء يحذف الذنوب ويكفر الخطايا، حتى الجرح الصغير الذي يصيب الإنسان يمكن أن يغفر للمصاب، ولكن يجب على المصاب أن يحمد الله ويقبل ما أصابه برضا، وتساعد الابتلاء في رفع درجات المؤمنين، فالأنبياء كانوا يتعرضون للاختبارات لتتضاعف أجورهم عند الله .
تساهم التجارب الصعبة في تميز المؤمنين عن المنافقين وقد قال تعالى: `أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين` (العنكبوت: 2-3)، ويمكن أن يكون التجربة الصعبة عقابا للمؤمن على بعض خطاياه .