السياحةالعالم

أنطاكيا أجمل المدن التركية

مدينة أنطاكيا… تعتبر مدينة أنطاكيا واحدة من أجمل المدن التركية، والتي كانت في السابق تنتمي إلى أراضي سوريا في فترة الحكم العثماني، كما تعد أنطاكيا عاصمة محافظة هاتاي، وتشتهر المدينة بتنوع ثقافاتها، حيث كانت في عام 64 قبل الميلاد عاصمة للإمبراطورية السلوقية، ثم انضمت بعدها إلى الدولة الرومانية وكانت ثالث أكبر مدينة في البلاد في ذلك الوقت، وتشتهر أنطاكيا بمأكولاتها المميزة وخاصة الحلويات.

موقع مدينة أنطاكيا هو في مقاطعة هاتاي التركية على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي تسعة عشر كيلومترا إلى الشمال الغربي من الحدود السورية بالقرب من مصب نهر العاصي، والذي يشكل مصدرا رئيسيا للمياه العذبة ويقسم المدينة إلى قسمين. تقع المدينة على ارتفاع حوالي 104 متر فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 218،550 نسمة.

يتميز مناخ مدينة أنطاكيا بالاعتدال، حيث يميل إلى الحرارة في بعض الأوقات خلال فصل الصيف، حيث وصلت درجة الحرارة في أغسطس إلى 27.8 درجة مئوية، بينما بلغ متوسط درجات الحرارة في فصل الشتاء 8.3 درجة مئوية تحديدا في شهر يناير. أما بالنسبة للأمطار، فتصل ذروتها في شهر يناير.

تعتبر مدينة أنطاكيا من المراكز الاقتصادية الرئيسية في محافظة هاتاي، حيث يعد ميناء الإسكندرون من أهم معالمها ويساعد في عملية التجارة. كما تضم المدينة العديد من المصانع في القطاعات المختلفة، ومن أهمها: صناعة الفولاذ، والأحذية، والأقمشة، والحرير، والجلود، والصابون. ويتميز سكان المدينة بزراعة المحاصيل المختلفة مثل القمح والعنب والأرز والزيتون والقطن والفواكه والخضروات بفضل خصوبة أراضيها وتوافر مصدر المياه العذبة من نهر العاصي.

نبذة صغيرة عن تاريخ مدينة أنطاكيا… يحمل تاريخ أنطاكيا العديد من الأحداث، حيث بدأ تاريخها قبل ثلاثة مئة عام قبل الميلاد عندما تأسست على يد سلوقس الأول، أحد جنود الإسكندر. لعب موقع المدينة دورا كبيرا في نموها السريع كمركز تجاري، حيث كانت موجودة على أهم طرق القوافل التجارية بين بلاد فارس والمناطق الآسيوية المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط. ولذا، كان هذا الموقع الاستراتيجي للمدينة هو سبب شهرتها عبر العصور، بدءا من العصر الهيلينستي وصولا إلى العصور الرومانية والبيزنطية

في الستينيات قبل الميلاد، أصبحت أنطاكية عاصمة الإمبراطورية السلوقية، وظلت عاصمة للإمبراطورية حتى انضمامها للإمبراطورية الرومانية التي جعلتها عاصمة مقاطعة سوريا، وظلت المدينة لفترة طويلة كحامية عسكرية للرومان ضد أي هجوم من الفرس.

في فترة القرن الرابع الميلادي، ارتفعت مكانة المدينة بشكل كبير بين المدن المجاورة. أصبحت المركز الرئيسي لإدارة الإمبراطورية الرومانية بأكملها، واستمرت في التطور والازدهار على مدار القرنين الرابع والخامس الميلاديين. ومع ذلك، تعرضت المدينة لكوارث طبيعية في القرن السادس، بدءا من حريق كبير في المدينة في عام 525 ميلادي، تلاها زلازل في عامي 526 و 528 ميلادي، وفي عام 637 ميلادي، سيطرت عليها الحكم العثماني. وتعرضت للعديد من الاحتلالات بعد ذلك، بدءا من الحكم البيزنطي في عام 969 ميلادي، ثم الدولة السلجوقية في عام 1084 ميلادي، والحملات الصليبية التي استولت عليها في عام 1098 ميلادي. وفي عام 1268 ميلادي، دمرت المدينة بالكامل بواسطة المماليك. استعادت الدولة العثمانية السيطرة عليها في عام 1517 ميلادي، ثم أصبحت جزءا من دولة سوريا من عام 1939 ميلادي، عندما صنفتها فرنسا كجزء من الدولة التركية.

تعتبر مدينة أنطاكيا واحدة من أهم المعالم السياحية نظرا لتاريخها الحافل وتعدد الحضارات التي مرت بها، فهي تحتوي على العديد من الأثار التاريخية والأماكن التاريخية والدينية التي جعلتها من بين المدن المتميزة في المنطقة بأثرها، ومن أهم معالمها

أولا: يقع ميناء الإسكندرونة على السواحل التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتم تسمية المنطقة بهذا الاسم نسبة إلى الإسكندر الذي كان سببا في تأسيسها كميناء بحري، وجعل المدينة ذات أهمية كبيرة في حركة التجارة العالمية.

ثانيا: قناة تيتوس هي إحدى القنوات التي تم بناؤها بشق صخرة، وتبلغ طولها 14 كيلومترا، وعلى الرغم من جفافها في الوقت الحالي، فإنها تحظى بأهمية كبيرة من قبل السياح نظرا لكونها تحفة هندسية في المقام الأول.

ثالثا: يعد جبل سيبليوس مكانا تاريخيا بامتياز، إذ يضم في قممه قلاعا لكل من الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية.

رابعا: تم إنشاء متحف أنطاكيا للآثار في عام 1948، ويضم العديد من الفسيفساء التي تعود إلى حقبة الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى