أمثلة على علاقة تبادل منفعة بين مخلوقين
العلاقات بين الكائنات الحية
ترتبط جميع الكائنات الحية على سطح الأرض ببعضها البعض من أجل الحصول على الغذاء والحماية والبيئة المناسبة للعيش، ويتم تمثيل هذه العلاقات على شكل شبكة غذائية، وتعرف العلاقات التكافلية بالعلاقات التي تربط هذه الكائنات الحية ببعضها البعض. وهناك ثلاثة أنواع من العلاقات بين الكائنات الحية في النظام البيئي، وهي التطفل وتبادل المنفعة والتعايش.
التطفل
التطفل يشير إلى حصول كائن حي على المواد الغذائية أو البيئة المناسبة التي يحتاجها، وفي المقابل، يتأثر الكائن الآخر بالتطفل. من الأمثلة المعروفة على التطفل، حشرة قراد الغزلان الطفيلية، حيث تمتص هذه الحشرة دم الحيوان الذي ترتفع عليه وتحصل على المواد الغذائية التي تحتاجها
تحمل هذا الحشرة مرضا يسبب مشاكل في الكلى ومضاعفات في القلب وتلفا في المفاصل، ويسمى هذا المرض مرض لايم، وعندما تمتص حشرة القراد الدم من كائن حي ما، فإنها تحصل على المواد الغذائية اللازمة لها وتسبب إصابة الكائن الحي الآخر بمرض لايم.
التعايش
يشير أسلوب التعايش إلى العلاقة التي يستفيد منها طرف واحد من الكائنات الحية دون أن يتأثر الطرف الآخر، والمثال الشائع لذلك هو سمك الريمورا الذي يمتلك زعانف ظهرية تستخدم للشفط
تقوم هذه الأسماك بالتصاقها على سطح الحيتان والقروش وغيرها من الكائنات البحرية الكبيرة لتتغذى على بقايا الطعام الموجودة عليها، وبذلك تحصل الأسماك على المواد الغذائية التي تحتاج إليها، ولا تسبب أي ضرر للحيتان.
تبادل المنفعة
تعني عملية تبادل المنفعة الاستفادة المتبادلة بين الكائنات الحية للحصول على الموارد التي يحتاجون إليها. ومن الأمثلة المشهورة على هذا التفاعل هي العلاقة بين الزقاق المصري والتمساح، حيث يستغل الزقاق فترة نوم التمساح ويدخل إلى فمه للتغذية على بقايا اللحوم العالقة في أسنانه، وينظف التمساح أسنانه، فيما يحصل الزقاق على الطعام.
ما المقصود بتبادل المنفعة
تبادل المنفعة أو ما يعرف أيضا بالتنافع، والتكافل التبادلي، هو أحد أشكال العلاقات بين كائنات حية مختلفة الأنواع، وهو من العلاقات التكافلية التي يتفاعل فيها كائنان مختلفان، حيث يعتمد كل طرف على الآخر من أجل البقاء على قيد الحياة
بخلاف العلاقات الأخرى مثل الاستغلال والتعايش، التي تستفيد منها إحدى الأطراف وتتضرر الأخرى، فإن العلاقة المتبادلة المفيدة أمر مهم لتوفير المأوى والحماية والتغذية والتكاثر، وهناك العديد من الأمثلة على هذا النوع من العلاقات، مثل العلاقة بين سمكة المهرج وشقائق النعمان البحرية.
تتعلق علاقة قرش الليمون بسمكة الريمورا، وعلاقة نبات الحزاز بالطحالب والفطر، وعلاقة البكتيريا والبقوليات المثبتة للنيتروجين، وعلاقة الإنسان بالبكتيريا.
أمثلة على علاقة تبادل منفعة بين مخلوقين
سمكة المهرج وشقائق النعمان البحرية
تعد علاقة سمكة المهرج البحري مع شقائق النعمان البحرية من أهم العلاقات التي تبادل المنفعة في البيئة البحرية. فكلا المخلوقين يستفيدان من بعضهما البعض، حيث يعيش سمك المهرج داخل مخالب شقائق النعمان بشكل دائم لحمايتها من الكائنات الأخرى في البحر، وتحصل مخالب شقائق النعمان بدورها على التنظيف والحماية
حيث تكون شقائق النعمان ملتصقة بالصخور، ثم تبدأ باصطياد فريستها من خلال صعق الكائنات بمخالبها السامة، تكون أسماك المهرج محصنة ضد هذه السموم، وتقوم بتنظيفها، وفي المقابل تحمي مخالب شقائق النعمان أسماك المهرج من الطفيليات، بالإضافة إلى ذلك تستخدم أسماك المهرج شقائق النعمان كأداة لإغراء المخلوقات البحرية الأخرى.
القرش وسمكة ريموارا
علاقة قرش الليمون مع سمكة ريموارا تعتبر أحد علاقات تبادل المنفعة الشائعة في البيئة البحرية، سمكة ريموارا هي سمكة بحرية صغيرة جداً تلتصق بطبيعتها على الكائنات البحرية العملاقة مثل القروش والحيتان، ومن خلال التصاقها على القروش وبالأخص القرش الضخم توفر سمكة ريموارا العناية والحماية لبشرة القرش من الطفيليات
القروش الضخمة تسمح لسمكة ريمورا بدخول فمها لتنظيفها من البكتيريا والجراثيم التي تسبب الأمراض، بينما تحصل سمكة ريمورا على الطعام اللازم للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي تحصل القروش والكائنات البحرية على العناية والحماية من سمكة الريمورا، وتحصل سمكة الريمورا على المواد الغذائية التي تحتاجها.
البكتيريا والطحالب أو الفطر
: يتم الحصول على فوائد متبادلة بين البكتيريا والطحالب أو الفطريات خلال عملية تكوين الأشنات، وتتم هذه العملية عن طريق التعاون بين الفطريات والطحالب أو البكتيريا الزرقاء والفطريات، حيث تحصل الفطريات على العناصر الغذائية التي تحتاجها من خلال عملية البناء الضوئي التي يتم فيها إنتاج الطاقة من قبل الطحالب أو البكتيريا
على الرغم من أن الفطريات توفر المأوى والحماية للبكتيريا والطحالب، إلا أنه في المقابل، تحصل الفطريات على المواد الغذائية التي تحتاجها من البكتيريا والطحالب، ويحصل البكتيريا والطحالب على المأوى والحماية والاستقرار من الفطريات في النهاية
توجد الأشنات التي تنتجها هذه المخلوقات في مناطق حيوية مختلفة مثل الصحاري والصخور والتربة المكشوفة والأشجار.
البكتيريا المثبتة للنتروجين والبقوليات
تتواجد البكتيريا المثبتة للنتروجين في جذور معظم النباتات البقولية، وخلال تواجدها في هذه المنطقة تقوم بتحويل النتروجين إلى أمونيا، يطلق على عملية تحول غاز النتروجين إلى أمونيا عملية تثبيت النتروجين، تستخدم نباتات البقوليات الأمونيا الناتجة للنمو والتطور، حيث تقوم بامتصاصها من أجل أنتاج الأحماض النووية
والأحماض الأمينية، والبروتينات والعناصر الغذائية الأخرى المهمة للنمو والتطور، في حين أن البكتيريا تحصل على المأوى والمواد الغذائية التي تحتاجها خلال فترة تواجدها في جذور النباتات البقولية، ومن الجدير بالذكر بأن علاقة تبادل المنفعة التي تحصل مع البكتيريا المثبتة للنتروجين وبعض نباتات البقوليات مثل العدس، والفول، والبازلاء
هي علاقة بين كائنات تعيش داخل بعضها البعض، والنتروجين الذي ينتجه البكتيريا ضروري للحفاظ على غلاف جوي صحي، ويستخدمه النباتات والحيوانات أيضا.
النباتات والحيوانات الملقحة
بعض الحيوانات وتحديداً الحشرات لها دور مهم جداً في عملية التلقيح للنباتات المزهرة حيث تأخذ تلك للحشرة الرحيق من الزهرة وبينما تجمعه من زهرة إلى أخرى تلقح الزهور، والزهور تقوم بإغراء الحشرات والنحل عن طريق إفراز رائحتها المميزة حتى تتجمع لتأخذ الرحيق وتملئها بحبوب اللقاح ثم توزعها على باقي الأزهار حين أخذ رحيقها
كذلك، تتبادل الثدييات والطيور الفاكهة وتوزع بذورها مرة أخرى لتنمو من جديد.
النمل وحشرات المن
تربية بعض أنواع النمل حشرات المن للحصول على إمدادات وتغذية ثابتة منها، وفي المقابل يحمي النمل حشرات المن من الحيوانات الأخرى التي تشكل خطرا عليهم. بالإضافة إلى ذلك، ينقل النمل حشرات المن إلى أماكن يمكنهم الحصول منها على النسغ
بعد ذلك، يقوم النمل بتنشيط حشرات المن لإنتاج ندى العسل عن طريق ضربها بأجنحته الهوائية، وفي هذه العلاقة التكافلية يضمن النمل وجود مصدر ثابت للغذاء، بينما تضمن حشرات المن مأوى آمنا وحماية مستمرة، وهذه هي واحدة من أفضل العلاقات التكافلية بين الكائنات الحية
البكتيريا والإنسان
توجد البكتيريا في الأمعاء وعلى الجلد والجسم البشري، وحتى على الثدييات الأخرى. تحصل البكتيريا على مأوى ومغذيات من الإنسان، في حين يحصل الإنسان على حماية من الميكروبات والبكتيريا الضارة الأخرى. تعيش مليارات البكتيريا على الجلد البشري
وتحمي البشرة من البكتيريا الضارة والميكروبات المسببة للأمراض، وتمنعها من الاستيطان على الجلد، بينما يوفر جسم الإنسان عناصر غذائية ومأوى آمنا لها