اسلاميات

أمثلة على أعمال الجوارح

ماهي أعمال الجوارح

في الماضي، كان مصطلح `أعمال الجوارح` يطلق عادة للإشارة إلى مفهوم الإيمان الأولي، ويكون ذلك عندما يستخدم مصطلح الإيمان بمفرده دون إشارة إلى أعمال محددة من أعمال الإيمان. المقصود هنا هو أنه عندما يتم ذكر المصطلح في الكتاب والسنة أو يذكر بشكل عام، تدخل الأعمال الإيمانية تلقائيا في الحديث. هناك آراء مختلفة حول هذا الموضوع وليس هناك اتفاق واحد بشأنه. يقول الإمام الشافعي في كتابه `الأم` في فصل النية في الصلاة: `كان هناك اتفاق من الصحابة والتابعين بعدهم على ذلك`.

يقولون: الإيمان قول وعمل ونية، ولا يمكن قبول أي واحدة من هذه الثلاثة إلا مع الأخرى، ويقول أبو عمر بن عبد البر في التمهيد: (وقد أتفق أهل الفقه والحديث على أن الإيمان هو القول والعمل، ولا يمكن أن يكون هناك عمل بدون نية، وفي رؤيتهم، يزداد الإيمان بالطاعة ويقل بالمعصية، وجميع الأعمال الصالحة عندهم هي إيمان، أما باقي أهل الفقه والرأي والآثار في الحجاز والعراق والشام ومصر، مثل (مالك بن أنس)، (الليث بن سعد)، (سفيان الثوري)، (الشافعي)، (أحمد بن حنبل)، (إسحاق بن راهويه)، (أبو عبيد القاسم بن سلام)، (داود بن علي)، وأولئك الذين سلكوا طريقهم، قالوا: (الإيمان هو القول والعمل، القول باللسان وهو الاعتراف، والاعتقاد بالقلب، والعمل بالأعضاء، بصدق النية، وقالوا أيضا: كل ما يتم بالطاعة لله العزيز الجليل، سواء كان فرضا أو نافلة، فإنه جزء من الإيمان، والإيمان يزداد بالطاعات ويقل بالمعاصي).

هنا نرى أن جميع جماهير السلف والأئمة وأهل السنة والجماعة قد أدخلوا أعمال الجوارح في مفهوم الإيمان من البداية. يعتبر ذلك واحدا من العناصر التي يتألف منها الإيمان إلى جانب اعتقاد القلب وإقرار اللسان. يشمل الإيمان جميعها عندما يتم الإشارة إليه أو تجريده. ومع ذلك، تختلف تعبيرات السلف والأئمة عن هذه الحقائق نفسها من إمام إلى آخر. يتوقف ذلك على السياق الذي يتحدث فيه كل منهم، أو حالة الشخص الذي يسأل، أو ظروف الفتوى، أو فهم المستمع لهذه الحقائق بأكملها أو جزء منها.

أشهر أمثلة على أعمال الجوارح

  • الأول: وهو قول القلب، تصديقه وإيقانه والإيمان
  • الثاني: هو قول اللسان الذي يعني النطق بالشهادتين، أي الشهادة على أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والإقرار بهما والعمل عليهما.
  • الثالث: يتضمن ذلك عمل القلب، والنية والإخلاص والمحبة والاقتراب من الله عز وجل، والتوكل عليه.
  • الرابع: يتمثل عمل اللسان والجوارح في قراءة القرآن وسائر الأذكار مثل التسبيح والتهليل والتكبير والدعاء والاستغفار.

وعبادة الجوارح هي تقديم العبادة التي لا يمكن القيام بها إلا بها، مثل القيام والركوع والسجود والمشي في مرضاة الله، وذلك بالذهاب للمسجد والحج، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال الإمام محمد بن نصر المروزي: الإيمان هو أن تؤمن بالله وحده وتصدق به بالقلب واللسان، وتخضع له وتطيع أمره بتحمل المسؤولية لتنفيذ ما أمر بالقيام به، وتجنب الاستنكاف والاستكبار والمعاندة، وإذا فعلت ذلك، ستجد نفسك تحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجنب مساخطته، وإيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم وقبوله واتباعه لما جاء به، وإذا اتبعت ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فستكون قد أديت الفرائض، وأصبح الحلال حلالا والحرام حراما، وتجنبت الشبهات، وسعيت في الخيرات، وأصبحت تعرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما.

أمثلة :

  • التوكل على الله عز وجل.
  • قراءة القرآن الكريم.
  • الصلاة وهي عماد الدين والأساس.
  • صيام رمضان .
  • الإستغفار والتسبيح.
  • الورد اليومي.
  • الاعتمار.
  • حج بيت الله الحرام.
  • ترك المحرمات والمعاصي.

أعمال القلوب

يتوجب على المسلم معرفة أعمال القلوب وتقويتها بالإيمان، والابتعاد عن الأعمال التي تفسد القلوب أو تكون قاسية بسبب الهوى والنفس الأمارة بالسوء وخطوات الشيطان، والحفاظ على نقائها وصفائها بكثرة الدعاء، إذ أن كل عبادة من العبادات لها ظاهرها وباطنها، فالظاهر هو قول اللسان وعمل الجوارح، وأما الباطن فهو عمل القلب ونيته وقوله.

ومن المعروف أن القلب يتقلب ويتغير بسرعة، وقد حكى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء”، ثم دعا الله قائلاً “اللهم مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك

وصف النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وقسم بمقلب القلوب:

وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بأن القلوب تنقسم إلى أربعة أنواع، وقال صلى الله عليه وسلم: `القلوب أربعة: قلب فارغ يشبه السراج المنير، وقلب مغلق محكم بغلافه، وقلب متخاذل، وقلب مؤمن ونافق، فأما القلب الفارغ فهو قلب المؤمن الذي يضيء فيه نوره، وأما القلب المغلق فهو قلب الكافر، وأما القلب المتخاذل فهو قلب المنافق الذي يعرف الحق ثم ينكره، وأما القلب المؤمن والنافق ففيه إيمان ونفاق، فالإيمان فيه كالبقلة التي يرويها الماء النقي، والنفاق فيه كالقرحة التي يرويها القيح والدم، فأيهما يتفوق على الآخر يسود عليه

أهمية أعمال القلوب

  • من بين أهم الفضائل والأعمال المستحبة هي الأعمال القلبية، فمن قام بها فإن له أجر وثواب عند الله، ومن لم يقم بها أو قصر فيها فلا يكون عليه أي تبعات، وهذا يوضح لنا السبب وراء تقصير الكثير من الناس في القيام بها. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن الأعمال القلبية (إن العبد في كثير من الأحيان يترك واجبات لا يعلم بها ولا يعلم أنه ملزم بها، فيكون غافلا عن العلم، وكثيرا ما يتركها بعد أن يعلم بها وبوجودها، سواء كان ذلك بسبب الكسل أو التهاون، أو لأنه يعتقد أنه مشغول بما هو أكثر أهمية منها، أو لأسباب أخرى).
  •  يكون قيام العبد بأعمال القلوب بتوفيق من الله سببًا للثواب، ويمكن أن يكون التقصير والإهمال في هذه الأعمال سببًا للعقاب في الدنيا والآخرة، تمامًا كما هو الحال في أعمال الجوارح.
  •  العبادات القلبية هي الأساس والعبادات البدنية مجرد تكملة لها، وهنا يتبيّن أنّ العبادات القلبية هي روح العبادات البدنية.
  • أفضل الأعمال التي يقوم بها العبد عند الله عز وجل هي الأعمال التي تنبع من قلوبهم، فقد يقوم شخصان بعمل واحد، ولكن الفرق بينهما عند الله مثل الفرق بين السماء والأرض، وذلك بسبب الأعمال التي تنبع من قلوبهما.
  • يقول الشيخ الإسلامي ابن تيمية (رحمه الله): `فإن الأعمال تتفاوت بتفاوت ما في القلوب من الإيمان والإخلاص، وإن الرجلين يمكن أن تكون مواقفهما في الصف واحدة، وبين صلاتهما كما بين السماء والأرض.
  • ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: إن الثواب المترتب على الإنفاق يتفاوت بحسب حال وإيمان وإخلاص المنفق، وكذلك بحسب نفع نفقته وقدرها ومكانها، فإنه يضاعف بحسب الإيمان والإخلاص والتثبت عند النفقة.

يأتي مفهوم أعمال القلوب من العبادة والطمأنينة والانسجام، ولا يمكن تحقيق راحة النفس وانشراح الصدر إلا من خلال تحقيق أعمال القلوب أثناء القيام بالعبادة، لأن أعمال القلوب هي الروح التي تحرك أعمال الجوارح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى