أكبر عمليات الإنتحار الجماعي في التاريخ
الانتحار… الانتحار هو أبشع قرار يتخذه الإنسان لقتل نفسه بنفسه في ظل تعرضه لظروف نفسية أو مشاكل كبيرة تجعله يفكر في أن يفارق الحياة التي وهبها الله عز وجل لنا ومنحنا معها الرحمة الإلهية التي امتدت لتشمل الأرض ومن عليها. وتعتبر هذه الفعلة في الدين الإسلامي خروجا عن مسار الدين بسبب حالة المنتحر التي تدل على عدم الإيمان بوجود الله عز وجل، القادر على تغيير الأحوال في أي وقت يشاء. وبدلا من أن يلجأ إلى الله ويطلب منه رفع البلاء، يفكر في إنهاء حياته هربا من القدر الذي وضعه الله له. ولكن إلى أين يذهب؟ إنه سيمضي إلى الله الواحد القهار، الذي لم يخلق شيئا ولا يقدر لنا شيئا إلا بحكمته التي يعلمها وحده. لا إله إلا هو، وهو على كل شيء قادر. وكما ورد في حديث سيد الخلق، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ألقى نفسه من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يلقى فيها النفس بلا نهاية. ومن شرب سما ثم قتل نفسه، فإن سمه في يده وسيشربه في نار جهنم وسيبقى فيها إلى الأبد. ومن قتل نفسه بواسطة حديدة، فإن حديدته في يده وسيضرب بها بطنه في نار جهنم وسيبقى فيها إلى الأبد” [رواه البخاري (5442) ومسلم (109)]. أما بالنسبة لموضوع مقالتنا المتعلق بأكبر عمليات الانتحار الجماعي وأماكن وقوعها، فسنقدم لكم الآن نبذة عن بعضها مع إحضار إحصائيات حالات الانتحار بين البشر. ولم يتمكن المتخصصون في هذا المجال من تحديد كيفية تنفيذ تلك العمليات بسبب تأثير شخص واحد على أعداد كبيرة من البشر، مقتنعا إياهم بالانتحار.
أولا: (طائفة بوابة السماء) … وقعت تلك الحادثة من الانتحار الجماعي في مارس 1997 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وحدثت بسبب تأثير شخص يدعى (مارشال هوايت) مؤسس طائفة بوابة السماء، الذي يزعم أنه من سلالة النبي عيسى عليه السلام، ويجب عليه وعلى أتباعه الانتحار ليتمكنوا من الوصول إلى الجنة على متن سفينة فضائية تخترق السماء. شارك في هذا الانتحار 39 شخصا يتراوح أعمارهم بين ستة عشر واثنتين وسبعين سنة، حيث انتحروا بتناول حبوب الفينوباربيتال وتغطية رؤوسهم بأكياس بلاستيكية لتسهيل عملية الموت.
ثانيا: (أخوية معبد الشمس) … هي إحدى الطوائف التي كانت تعتقد أن الأرض ستواجه كارثة في عام 1990 ميلاديا. تأسست هذه الطائفة في عام 1984 ميلاديا على يد (جوزيف دي مامبورو)، وكانت تنتمي إلى دولتي سويسرا وكندا. قامت الطائفة بأعمال انتحار جماعي بين عامي 1994 و1997 ميلاديا، بسبب اعتقادهم أن الموت هو هروب من الظلم والنفاق الذي انتشر في العالم. كانت طرق انتحارهم متنوعة، حيث بعضهم أطلق النار على نفسه، وبعضهم شنق نفسه، وبعضهم تناول السم. قام حوالي 74 شخصا بتلك الأعمال.
ثالثا: جماعة الوصايا العشر هي طائفة دينية تنتمي إلى أوغندا، وقد قام حوالي ثمانمئة شخص من هذه الجماعة بالانتحار في شهر مارس من عام 2000 ميلاديا. تبعد هذه الطائفة عن الكنيسة الكاثوليكية، حيث إنهم يؤمنون بأنه يمكن استعادة الوصايا العشر من الله. وقد حدثت هذه الفعلة الشنيعة في العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث أضرموا النار في الكنيسة واحترقوا داخلها، وقد توفي العديد جراء ذلك وصعب على السلطات الأوغندية التعرف على هوياتهم بسبب تفحم جثثهم.
رابعا: (بلدة دمين) … كانت هذه المأساة الجماعية حدثا كبيرا في تاريخ البشرية وخاصة في ألمانيا، إذ أقدمت الأمهات على قتل أطفالهن قبل الانتحار، وأطلق العديد من الرجال النار على بعضهم البعض، وبعضهم قطع شرايينه، وتناول البعض الآخر من السموم، وكل ذلك بسبب خوفهم من قدوم قوات الاتحاد السوفيتي عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وقامت الحكومة الألمانية بدفن المتوفين في مقابر جماعية، وأصدرت قانونا يحظر الانتحار.
الخامس: إنتحار مزارعي القطن … في عام 2009 ميلاديا، حدث الإنتحار الجماعي لقرابة 1500 مزارع في ولاية شهاتيسغار بسبب نقص الأمطار الذي أدى إلى نقص كبير في محصول القطن، مما جعل المزارعين غير قادرين على تسديد قروضهم المتراكمة عليهم. بعض المصادر أشارت إلى أن هذا الإنتحار الجماعي أدى إلى سوء الأحوال الإقتصادية في البلاد. وكانت الطريقة المستخدمة في الإنتحار تناول المزارعين للمبيدات الحشرية.
أخيرا… نسأل الله أن يعفو عنا وعنكم عن تلك الأفعال التي تؤدي إلى غضب الله عز وجل علينا، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، ورضاه في الدنيا والآخرة، ولن نحظى برضا الله إلا إذا رضينا بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.