أقدم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية واهميتها التاريخية وكيف تم اكتشافها

نبذة عن المواقع الآثرية في المملكة العربية السعودية

اتفق كتاب التاريخ القديم على أن الجزيرة العربية هي موطن الحضارة الإنسانية والرسل السماويين. وكانت موطنا للعديد من الأحداث والغزوات المذكورة في القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ويعود أول تاريخ لهجرة الإنسان إلى هذه المملكة قبل 17 ألف سنة، حيث هاجر الإنسان من هذه الأرض بسبب الجفاف وعاد إلى أرضه بعد ازدهارها.

تعاقبت الحضارات على شبه الجزيرة، وتركت العديد من الآثار الشاهدة على هذه الحضارات، مثل المباني والكتابات والعملات والمقابر والرسومات والنقوش والآبار والسدود والأسوار وغير ذلك.

يرغب السائحون الذين يزورون السعودية في اكتشاف العديد من المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية. وبفضل شهرة السياحة في المملكة العربية، أصبحت المواقع التاريخية مثل قرية أشيقر وواحة الإحساء أماكن جاهزة للاستكشاف ولمحبي المغامرة. حتى إذا لم تكن الرحلات الاستكشافية في الطرق الوعرة واستكشاف الكهول والمشي لمسافات طويلة، سيجد السائحون الكثير من الأماكن التي تعيدهم للماضي، كما في العاصمة الرياض.

أقدم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية وأهميتها

العلا

تقع إحدى المعالم التاريخية الأكثر شهرة في المملكة العربية السعودية شمال غرب المدينة المنورة، وهي من أكثر الأماكن جذبا للسياح، وتشهد الآن العديد من التغيرات للاستعداد لاستقبال السياح.

تقع القرية القديمة في وسط وادي الصحراء في منطقة المدينة، وتقع على طول درب البخور القديم، وهو طريق تجاري قديم كان يستخدم لتعزيز التجارة بين الهند والشرق الأوسط.

مدينة العلاج تحتفظ بسحرها التاريخي، وخاصة في قرية العلا التراثية، حيث يمكن للسياح مشاهدة أفضل البيوت القديمة المبنية من الطوب والحجر، ويعتقد العلماء أن 800 منزل في هذه القرية عمرهم 2000 عام على الأقل، وبالإضافة إلى قرية العلا التراثية، يخطط الزوار لزيارة متحف العلا، الذي يقدم نظرة شاملة على تاريخ هذه المنطقة وثقافة الإسلام، وعلى النباتات التي تم زراعتها في شمال غرب المملكة العربية السعودية.

مدائن صالح

تقع مدائن صالح في مدينة العلا التابعة للمدينة المنورة، وهي مدينة حجرية تحتوي على العديد من النقوش والرسومات العمرانية التي تعود إلى سنة 1700 قبل الميلاد، وقد تم إدراجها في قائمة التراث العالمي في عام 2008م، وقد تم تسجيلها كأول موقع سعودي في القائمة العالمية، نظرا لأهمية الموقع التراثية وشهرته التاريخية، وتم تسميتها باسم النبي صالح عليه السلام وقومه ثمود، وذكرت في القرآن الكريم باسم “الحجر”، حيث وصفت على أنها مدينة الجبال والصخور.

تضم مدائن صالح أكثر من 851 موقعًا ثقافيًا وطبيعيًا، وقد تم إدراجها في قائمة التراث العالمي نظرًا لأهميتها التاريخية والحضارية، وموقعها الاستراتيجي على طريق التجارة القديم الذي يربط بين شبه الجزيرة العربية وبين الشام.

مدائن شعيب

يوجد اسم “مغائر شعيب” لمدائن شعيب، والتي تقع في منطقة تبوك شمال غرب السعودية، وقد كانت منطقة زراعية قبل 100 سنة قبل الميلاد وحتى عام 550 ميلادي، وتم تركها بسبب هجوم التصحر الذي دفع السكان للهجرة بحثا عن مياه وغذاء في اتجاه البحر المتوسط. وتعتبر هذه المدائن شاهدة على حضارة الأنباط القديمة من خلال زخرفة الجبال التي تم بناؤها بحرفية هندسية.

النقوش الاثرية في حائل

أدرجت النقوش الأثرية في حائل في قائمة التراث العالمي، لتكون الموقع الرابع في المملكة العربية السعودية الذي يتم تسجيله في تلك القائمة. تعتبر تلك المواقع الأثرية من أهم المواقع في المملكة العربية السعودية، حيث تعود إلى أكثر من 10 آلاف عام قبل الميلاد. تحكي النقوش قصصا عن سكان المناطق القديمة وحياة الإنسان قبل التاريخ.

قرية ذي عين

قرية ذي عين تقع في تهامة فوق مرتفع جبلي ذو تضاريس وعرة غرب المملكة العربية السعودية، تعد قرية ذي العين من أهم المعالم الأثرية نظرًا لاشتهارها بالحجارة البيضاء واحتوائها على الفاكهة والريحان، وتم تسميتها بهذا الاسم بسبب عين الماء التي تنبع من الجبال، كما تتميز هذه القرية ايضًا بمياهها الغزرية التي تتجه إلى عدة بقع، وكل مصب يختلف في الاسم عن المصب الآخر.

قصر المصمك

يعد قصر المصمك أحد أهم الآثار التاريخية في المملكة العربية السعودية، حيث يعود تسميته بهذا الاسم إلى جداره المصمك وبنائه المرتفع القوي والسميك من مادة الطين الطوبية، ويعد تذكيرا بتاريخ المملكة العربية السعودية الغني بالحضارات والآثار، كما يحتوي داخله على متحف تم إنشاؤه على يد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

يقع قصر المصمك في الركن الشمالي الشرقي للرياض القديمة بالقرب من السور الوطني، وهو يضم خرائط وصور للملكة العربية السعودية، وييضم أبراج ومسجد ومجلس وبئر، كما يضم ثلاث وحدات سكنية وقد كان في الماضي مستودع للذخيرة ثم تحول إلأى سجن وبعدها إلى معلم أثري من أهم وأبرز المعالم التاريخية.

قرية الفاو

تقع قرية الفاو على الطريق التجاري القديم المعروف باسم طريق نجران-الجرهاء، وتعد نموذجا تاريخيا للمدينة العربية قبل الإسلام، حيث كانت مركزا تجاريا وملتقى للقوافل. تحتوي على المعادن والحبوب ومليئة بالمساكن والمخازن والفنادق، وتعد موقعا للقوافل التي تحمل العديد من أنواع البضائع. كما كانت عاصمة دولة كندة المشهورة بدورها البارز في شبه الجزيرة العربية.

قلعة تبوك

تم بناء قلعة تبوك في العصر العباسي، وتم إعادة بنائها في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، وهي تقع قرب عين السكر التي لا تزال تحمل آثار غزوة تبوك في العصر الإسلامي.

تعمل الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع مكتب الآثار على تنظيم رحلات استكشافية إلى هذه المنطقة، وتولي اهتمامًا خاصًا بالمجموعات السياحية الأوروبية لإطلاعهم على آثار هذه المنطقة.

اقدم وجود للإنسان على أرض الجزيرة العربية

اكتشف فريق سعودي دولي مشترك آثارا لأقدام بشر وفيلة وحيوانات مفترسة على أطراف مدينة تبوك، حول بحيرة مائية قديمة، وقد تم تقدير عمر هذه الآثار بأكثر من 120 ألف سنة. هذا الاكتشاف يؤكد وجود دليل علمي على وجود الإنسان الأقدم على أرض الجزيرة العربية حتى الآن، كما يعطي هذا الاكتشاف صورة لحياة الإنسان في ذلك الوقت والمكان في العالم.

هذا الاكتشاف يظهر حجم تاريخ الجزيرة العربية ومساهمتها في بناء التاريخ. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى زيادة اهتمام سمو وزير الثقافة بالمشاريع والاكتشافات والبحوث البشرية، وتوسيع أنشطة القطاع والبحث العلمي والتعريف بالآثار الموجودة في المملكة العربية السعودية للاحتفاء بها محليا ودوليا.

نشاط الإنسان في شبه الجزيرة العربية

عاش الإنسان في فترة ما قبل التاريخ في شبه الجزيرة العربية، وقامت الجماعات البشرية بالصيد باستخدام العصى الملتوية والقوس والأسهم والرمح والشباك، وتم اكتشاف أقدم قوس مستعرض في الصين قبل 600 سنة قبل الميلاد، وهذا القوس حديث مقارنة بالقوس الذي تم اكتشافه في الجبة.

بالإضافة إلى صيد الحيوانات، قام الإنسان بتربية الحيوانات، وقد ظهر ذلك جليًا في النقوش التي تركها الإنسان خلفه.