الشعر العربي مليء بالقامات الكبرى في عالم الأدب والحق يقال أن الشعراء العرب على مر العصور هم دائما في تفوق وفي ازدهار بشكل مستمر ، وفي العصر الحديث وجدنا أيضا الشعراء في قمة مجدهم وزاد ازدهارهم بعد أن تحول الشعر إلى أداء غنائي من قبل المغنين ، واليوم معنا أفضل الشعراء في العصر الحديث الذين قدموا الشعر المميز والذي اعتمد عليه الفنانون الغنائيون في تقديم أغانيهم مثل كوكب الشرق أم كلثوم ، معنا اليوم الشاعر العربي المصري المميز أحمد رامي الذي أشتهر بالشعر الرومانسي وأبدع في كتابة الشعر بشكل مميز طوال القرن الماضي ، ترك رامي ثروة شعرية قيمة سوف نقوم بعرض بعض منها خلال السطور التالية :
طيور الأماني
صرخت طيور الأماني في الظلام، بكاءً على النعيم الفاني
حائرات العيون، رفافة الأجنحة، مُطرَدةٌ عن الأكنان
كلما اقترب الغصن من الشجرة، زادت ثباته على الأغصان
أو إذا أسفت وترغب في غمرها بمشاعرها الوهمية، فالأيدي تتخلى عن الوفاء
فالأيام تمضي والأعمار تقترب من النهاية، والثمار والماء بعيدان
لو كانت الرياض خالية من السكان، لازدادت قيمتها باليأس والندم
على الرغم من ذلك، الأغصان مليئة بالثمار والنهر يفيض بالمياه
نحن في الحياة نسعى لتحقيق الصفاء والهدوء، والصفاء بعيد عن التعقيدات
نرغب في النعيم فيها ونريد سدًا من الحرمان دون منانا
نشيد البناء يحمل الأمل السامي وفأس الزمن في جدرانه
ونزرع البذور في الأرض، والدهر يمضي بالتباين والتغيير
ومن الزرع الذي أُسقي جيدًا جفت ثماره، وما حاصدته أيدي الناس
وينبعث الماء النقي من الأرض كنبع يشرب منه الناس
إذا نظرنا إلى الحياة من منظور الحقيقة، ستزول الكراهية والعداوة
ومع ذلك ، نعيش فيها بأمل ينتشر في أعماق الأحزان
وإذا أخطأت في الظنون، فلتكن ظنونك راحة لقلب الحزين
دعنا نشرب من الكأس الأمل؛ فكم أزال القمر حجاب الغيم المظلم
فلنحيا بالأمل والتفاؤل ونذكر أن الأقدار تتغير والأيام تتبدل
ارفعي صوت الغناء قليلاً بدلاً من النوح، يا طيور الأماني
قصيدة ياظلمني غنتها أم كثلوم
يا من ظلمتني، يا من هجرتني، وقلبي محروم من رضاك
تلوّعني وتكوينى تحيرني وتضنيني
عندما أشكو، تتخاصمني وتغضب عندما أقول لك يوما
يا ظالمني
من المحرم ترك وإهمال كل ما حدث لي
وأقضي حياتي متمنيا أن يأتي يوما وتكون واضحة بالنسبة لي
صبرت سنين على صدك وقاسيت الضنى في بعدك
عشان تعطف على يوم
وتهجرني وتنساني وتتركني لأشجاني
عندما أشكو، تتخاصمني وتغضب عندما أقول لك يوما
يا ظالمني
أطيع هواك وأنسى كل شيء لأجلك
وأذوق المرارة في حبي من كأس صدِّك وهجرانك
ويزداد الحنين إليك حتى يبان الدمع في عيني
ويكتر فى هواك اللوم
وأنا أبكي على حالي وأعانق العذاب بفرح
عندما أشكو، تتخاصمني وتغضب عندما أقول لك يوما
يا المنى
أخبرتك عن سبب يحمل نار الحنين في دموعي
وبان للناس ضنى روحي وتعذيبي وتلويعي
رحمني الله الذي أسعدني، وبعدما لومتني رأف بي
وقلبك ما رحمني يوم
العازل لا يزال يذوق كأسه وقلبك يا ضنين قاسٍ
عندما أشكو، تتخاصمني وتغضب عندما أقول لك يوما
يا ظالمني
موقف عابر في حياة رامي
ناج بدر السماء بالأسرار
واشكه ما تحس من أكدار
غنه حزنك الدفين وسامره
فريدا في غيبة السمار
وتطلع إلى سناء وقد كلل
بالدر هامة الأشجار
ونثا ضوءه على صفحة النيل
فأضحت من فضة في نثار
وسرت نسمة تأرج منها
عبق من يوانع الأزهار
وسرت وحشة السكون
فلا تسمع إلا هواتف الأطيار
هذه ساعة تلذ بها الشكوى
وتحلو مرارة التذكار
فأفض روحك الحزين وأنصت
لنداء الماضي من الأدهار
وإبك ما فات من زمان قضيناه
على غفلة من الأقدار..
قصيدة بين النفس والقلب
أصون كرامتي من قبل حبي
فإن النفس عندي فوق قلبي
رضيت هوانها فيما تقاسى
وما إذلالها في الحب دأبي
وما هانت لغيرك في هواها
ولا ذلت لغيرك فى التصبي
ولكنى سمحت بها لأني
رأيتك مثل نفسي فى التأبي
وكيف تكرمين هواى يوما
إذا أذللتني ما بين صحبي
وماذا تبتغين وقد توالت
دلائل صبوتي وشهود حبي
وناجاك الهوى بلحاظ عيني
وحدثك الضنى بلسان كتبي
عتبت عليك فى حبي لأني
رأيت الحب أبقى بعد عتب
وما عودت نفسي أن تداجي
ولا عودت قلبي أن يخبي
فما الكتمان بين ذوى التصابي
سوى باب إلى مين وكذب..
قصيدة اذكريني
اذكريني كلما الفجر بدا
ناشرا في الأفق أعلام الضياء
يبعث الأطيار من أوكارها
فتحييه بترديد الغناء
قد سهرت الليل وحدي
بين آلامى ووجدي
وأنجلى الصبح وهلا
وأنطوى الليل وولى
فتذكرت الذي كان وراحا
حين أفنيناه أنسا ومراحا
وجرى دمعي من فرط حنيني
فإرحمي قلبي وحني واذكريني
اذكريني كلما الطير شدا
مرسلا في الدوح ألحان الصفاء
ينصت الزهر إلى أنغامه
فيحييه ببشر وإنحناء
قد ظللت اليوم أبكى
من أذى دهري ومنك
وشدا الطير وغنى
وتناجى وتهني
فتذكرت الذي طاف بسمعي
إذ مزجت الكأس في كفى بدمعي
وهفا قلبي من طول أنيني
فإرحمني دمعي وغني واذكريني
اذكريني كلما الليل سجى
باعثا في النفس ذكرى الأوفياء
يعرض الماضي ويجلو صفحة
أشرق الإخلاص فيها ولاولاء
قد سقيت الحب ودي
ورغيت العمر عهدي
وبدا لي ما ألاقى
من تباريح الفراق
فتذكرت ليالينا المواضي
بين شكوى وتجن وتراض
وإشتكت روحي من نار شجوني
فصليني بالتمني واذكريني..
قصيدة يا مسهرني غنتها أم كلثوم
لم تخطر يومًا على بالك أن تسأل عني
وعينيا مجافيها النوم يا مسهرني
أنا قلبي بيسألني: إيه غير أحواله
ويقولي بقى يعني.. ماخطرتش على باله
أين تذهب حبيبتي؟ وأين تذهب حنان قلبها؟
أين هي حلاوة وجودك؟ أين هو الوداد والحنان؟
يا ناسيني وانت على بالي
وخيالك ما يفارق عيني
ريحني واعطف على حالي
وارحمني من كتر ظنوني
لا عينيا بيهواها النوم
ولا بخطر على بالك يوم
تسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني
اسأل عن اللي يقضي الليل
بين الأمل وبين الذكرى
يصبر القلب المشغول ويقوله نتقابل بكره
وبكره يفوت وبعده يفوت
ولا كلمة ولا مرسال
وهو العمر فيه كام يوم
وأنا بعدك عليا طال
يا ناسيني وانت على بالي
وخيالك ما يفارق عيني
ريحني واعطف على حالي
وارحمني من كتر ظنوني
لا عينيا بيهواها النوم
ولا بخطر على بالك يوم
تسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني
يا مسهر النوم بعنيا
سهرت أفكاري وياك
الصبر ده دا مش بإيديا
والشوق واخدني في بحر هواك
أقول لروحي وأنا ذنبي إيه
يقولي قلبي حلمك عليه
مسيره بكره يعطف علينا
ونحن نعرف لماذا تركناه.. لماذا؟ لماذا تركناه؟
يا ناسيني وانت على بالي
وخيالك ما يفارق عيني
ريحني واعطف على حالي
وارحمني من كتر ظنوني
لا عينيا بيهواها النوم
ولا بخطر على بالك يوم
تسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني
تعالي، خلي نسيم الليل يسري على جناح الشوق
طال الهجر وقل الصبر وتجري أيام العمر
طالت الأيام، تعالالي قوام
دنا عندي كلام بدي أقوللك
لدي كلامٌ في قلبي عن حبي الذي لا يمكن وصفه
ونعيش أيام ولا في الأحلام
يا ناسيني وانت على بالي
ارحمني من قسوة قلبك
ريحني واعطف على حالي
خليني أتهنى بقربك
وأنا عيني يهواها النوم
ولا أشكي ولا أقولك يوم
إسأل عني ..
يااااااااااا يا مسهرني