شعراء العصر الحديث كثيرون فمنهم الرجال وكذلك العديد من النساء، ولنا شاعرات من النساء تمكن بالفعل من غزو عالم الشعر من أوسع أبوابه، مشاعرعالية وصناعة أدب حديث يستحق الإشادة، اليوم معنا الشاعرة المتميزة خديجة العمري أحدى الرائعات في كتابة الشعر الحديث، قد ولدت هذه الشاعرة في دولة الأردن بمحافظة الكرك في عام ١٩٦٠م وقد حصلت على دبلوم معهد المعلمات، وقد شغلت وظيفة التوجيه الرئيسي بإدارة التعليم بمدينة الرياض حيث إقامتها، تركت العنان لقلمها أن يكتب الكثير من القصائد التي قد تناولت فيها قضايا عدة وعبرت فيها عن مشاعرها وإحساسها بكل صدق، لذلك اخترنا اليوم الشاعرة خديجة العمري لتعرض أفضل ما كتبته من قصائد في هذا المقا
قصيدة تعاليل
أيها المنكحُ الثريا سهيلاً
عمرك الله ( سوف يلتقيانِ
وهْي شاميّةٌ إذا ما استهلّتْ
وسهيلٌ إذا ما استهلّ يماني
بين غيّ المداد وسهو البلاد
وما افترضَ الحزن أخطاءه في دمي
بين بابٍ وبابْ..
وباب يراودني عن فمي
أمرِّن عافيتي مرةً بالغناء
وحينًا أبلل بالصمت أعجازها الضامره
كيف لم أكتف بشر ما يضر بالصداقة بالزهد
كأن الذي بين روحي وهذي الوجوه
خيولاً تنام على مجدها
لتقتصَّ من كبوة الآصره
ولو كان للحرّ أن أن يتقي
أيادي عزّته الجاسره
لكانت أمانًا على فقْرها
لكانت أمانًا على فقْرها
وكنتُ على فرطها الخاسره
وإن حاولوكَ كما ظنهمْ
لا يوجد مانع، أيها الواقفون على همومهم
هم يرون اليقين نعيمًا بمقتبل اليأسِ
لا بأس..
فداك..
فدًا.. عينك الصقر يا صاحبي
ألف رأسْ
بياتًا أتوا مضجع العيبِ
من مسلك الغيبِ
لم يجدوا سوى هذا التطرف في البؤس
تلك إذًا صفقة أطفأت شهوة المستريب
ببعدي..
وقادت إلى حجر خاليَ البال سيْلَ
احتكامي..
قصيدة إرم
كيف ائتلافكَ والقوم عادْ
وأنتَ على كل بأسٍ بوادْ
تنازعك الموبقات به
فيغنم إثر النزاع اختلافكْ
وليس لتسرجها بالحيادْ
تمرّ بك الصافنات الجيادْ
وإن جرب الحزن فيك العناد
ولانتْ على راحتيه ضفافُكْ
وذا السيف لو غافلتْهُ الأيادْ
ومالَ على حده السر
للواهمين الغنى بين جنبيكَ
أفشى كفافكْ
فكن مثلما أنتَ
خل اختلافكْ
وخل تُسمّيكَ ذي العاليات المراد
وما كنتَ تُنهي إليها مطافكْ
وخل غرابتك المشتهاةْ
بعيدًا.. ومبلغهم منك كادْ
على قلة الزاد
ما انشق جيب العفاف
فقد سبق الموتُ منك اعترافك
قصيدة المريدون كثر
المُريدون ُ كُثْرُ
ولكنّهمَّ في اليقينِ مَجَازاً
وأنتَ
وإن لم تُغادرْ مقامَ التردّدِ بي
ستبقى عَلَى كلِّ ما يَعتريكَ الحقيقة
وحتّى إذا أرْخَتِ الأرضُ أوْهَامَهَا
ومادتْ على سَعْيِ رُوحي لأرْزَاقِهَا
تَظَلُّ على أَسْرِها الرُّوحُ منّي طَلِيقَهْ
لذا …
لنْ أَقُولَ أجِزُ شَطْرَ قَلْبي
فعِندي من اليأسِ
ما يكْفِنِي النَّاسَ ، وِمِنْ دُرْبةِ البأسِ
ما يَشْفَعُ لي أَنْ :
أُبلِّلَ حِيطَاَن جيرانِنَا بالأغاني الرقيقة
وما ذاكَ مِن جَزعٍ
فقدْ مَسَّني الضُرُّ والمرُّ حتّى
توهّمْتُ أني على مَذْهَبِي الحُرِّ
شَيْخُ طَرِيقَهْ
وإن كنتُ أَعْرِفُ أنَّي مُنِحْتُ الذي
لم يمرَّ بِبَالِ الخَيالْ
وَمِنْ تَعَبٍ مُتَمادٍ علي مَدَدِ العُمْرِ
أَشْعَلْتُ جرْحِي
وكَم حَاوَلُوهُ عَلَي كُلِّ حالْ
فكانَ على السَّمعِ مِنهُمُ أَنْأَى
وَأَرْفَعَ من كِبْرَياءِ الجبالْ .
كيف تمكنت من تجاوزهم، يا سيد الآل؟
وكيف تجاوزتَ بي تهمةَ الزورِ فيهم؟
لكَ القلبُ والحُبُّ يًا طَيّبَ الفالْ
لِمن قرّبَ الكاسَ بالرّفقِ
واسْتَنْطَقَ النخوةَ المُشْتَهَاةَ كَلاَماًَ
أقولُ :
سَلاماً
لهذا إذاً كُنتُ سَوّفْتُ فَرْد ِيَّتِي
لِقربىً تُّحَلُّ أوَاصِرُهَا في دِمِي
وقد
سِرْتُ دهراَ أُربّي عَلَى جَهَدٍ
مَحَاذِيرَ قُدْ سِيَّتِي
فَأْدْخُلُ طائِعَةً
وفي مِلَّةِ الوَحْدِ ةِ الفِاضِلهْ
لأ لتمَ في جَمْعِكَ الفَرْدِ
أُحرِّفُ ذا الوَجْدَ
ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشِّمال
وذاتَ الحَنِينِ ، وَذَاتَ الرِّمالِ
وَأَصْعَدُ في حُبِّكَ المحْضِ
سَعْيَاً علي الرأسِ حتّى .. تَفِيضَ إلى مَسْقَطِ العِلْمِ
يا أجملَ الحُلمِ
قصيدة دون الذي أنوي
دون الذي أنوي
له الأمر ما وسع العمر
وقد بذلت جهدي ليسترد عزتي التي فقدتها
ولي بعدها الخسر
أنهض من لوثة الوجع العائلي
وأدخُلنا
كلما احتفل الجرح بالدم والقاتلين
أهزّ إليّ بذاكرة اللحظات التي قسمتنا
تُساقط في همتي سادتي الحاضرين
وما اختلفوا من يعلق نص الوراثة:
مَرْحَى
ألا أيها الخلف المتبارك
فخر وبعد
تعبنا ونحن نؤمِّن سيرتنا بمذلة عُمْرٍ
نقلبه في الفراغ.
وفي الشبه المتقاعد عن دورة الأرض.
في الفرض… والعرض
في كل ما يشتهي الخزي
لا بعض ما أنتمُ تشتهون
لكم ما ترون
ولكننا قد شقينا كثيراً
وثانية قد شقينا
– ألا فاعذرون –
مصاب بنصف الخيانة حلمي
إذا شئتم..
بكيل من العنف والحذف فلتقرأونِ
وإن طاوع الحب ثانية
فاعذرون
لأني ترسمت للمستحيل رقاباً
سرقت لها أجمل الخطو..
حاولت واحدة,
وأقسم حاولتها ومراراً
لكيما أكون
ولما أفقت
حظيت بصفصافة
تظللني في سفوح الجنون
يطير بي الحزن
إما تمرد منها إليها
إلى الطرقات التي استكبر
الصبح عن ساعديها
وما خجل الليل لما تبرأ من لونه
لوجوه الذين يعيشون
من قلة الموت فيها.
يصير بي الحزن