اسلامياتشخصيات اسلامية

أعمال الرسول التي قام بها في شبابه

عمل الرسول في شبابه

قبل أن يبلغ رسالته، عمل النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره، وكان من الضروري لمن يحمل مسؤولية الرسالة والأمانة أن يكون جاهزا لذلك، ومن كان أهلا لها بخير منه صلى الله عليه وسلم، فللظروف دور في صنع الصفات والخصائص التي يمكن للنبي أن يستفيد منها لتسهيل مهمته، وذلك ما تحكيه لنا السيرة النبوية

 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو أشرف المرسلين، مستعدا للرسالة قبل أن يتزوج والده ووالدته. إن الله سبحانه وتعالى كان قد أعد كل شيء من أجل ذلك. ولد النبي صلى الله عليه وسلم يتيما، إذ توفي والده قبل ولادته، وكان ذلك ليمنح العمل الذي قام به في حياته مكانة عظيمة فيما بعد. توفي والده وهو لا يزال جنينا في رحم أمه، ثم توفيت والدته عندما بلغ السادسة من العمر، وقام جده بتولي رعايته.

عمل النبي في رعي الأغنام

بعد وفاة جده عبد المطلب، تولى عمه أبو طالب رعاية النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يملك عددًا كبيرًا من الأولاد. وعلى الرغم من أن عمه يحبه ويرعاه ويفضله على أولاده، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج للعمل رأفة بحاله الصعبة.

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم عمله برعاية الغنم لأهله وأقاربه ، ثم بدأ في رعاية الغنم لأهل مكة ، ويذكر العلماء أن رعاية الغنم من أعمال الأنبياء ، ومما اشتغل به معظمهم ، للعمل برعاية الغنم خصال يتركها في اصحابه ، تتلخص في الصبر ، والرفق ، والرحمة ، والعطف ، والاهتمام ، وتحمل المسؤولية ، واليقظة ، والتواضع ، والتفكر.

تخلى النبي صلى الله عليه وسلم عن مهنة الرعي، وخصائصه الكثيرة، عندما وصلته الرسالة، فكان مستعدا لتحمل صعوباتها ومشقاتها، وحمل ما حمله، فقد تطلب الأمر صبرا على الأذى، وتحمل مشاق عرفناها من هجرة الرسول وما رافقها من أحداث، والرحمة بالعبيد والضعفاء، واللين مع الغلاظ، لاستمالة قلوبهم، وتحمل المسؤولية تجاه الرسالة، ورعاية العقيدة والشريعة في القلوب، كما كان رعاية الغنم وحمايتها من شراسة الوحوش، كما هو حال رعاية العقيدة من المنافقين، وقد منح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم القدرة على التفكر في خلق الله وتدبر الكون

عمل النبي في التجارة

عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سن الرشد، توقف عن مهنة رعاية الغنم التي كان يشتهر بها فيما بعد، واتجه إلى العمل في مجال آخر جديد، وهو مجال التجارة. عمل الرسول في التجارة كان مع عمه أبو طالب الذي كان يتكفل برعايته في صغره، والذي كان يخشى على ابن أخيه من السفر في الصحراء ومن مخاطر الطرق والذئاب

إلا أنه مع تمسك النبي صلى الله عليه وسلم، ورغبته ، وافق عمه أبو طالب على اصطحابه معه ، ومع تكرار الرحلات التجارية ، اعتاد عمه على السفر معه ، فأصبح يصطحبه على الدوام معه ، ولا يخرج لتجارة إلا به ، واشتهرت قريش بالتجارة ، ورحلات الصيف والشتاء مما جعل تجارة النبي جزء من العمل السائد في مكة وقتها ، و المعتاد.

تركز تجارة وسفر النبي على الرزق الحلال، وتأثر شبابه بهذه التجربة، والتي أتاحت له فرصة لمقابلة العديد من الأشخاص والتعلم منهم. كما اعتاد النبي على الكسب الحلال الذي يتفق مع فطرته السوية. وكان قد التقى براهب أخبر عمه، أبو طالب، بنبوة النبي وحذره من فتك اليهود به، فعاد أبو طالب مسرعا خوفا على النبي إلى قريش. وقد شهد النبي أولى مواقفه من اليهود قبل تلقي الرسالة.

يشتهر بأمانته وصدقه، ويخرج للسيدة خديجة بتجارتها ويأخذ معه عبدًا أو مولىً يعاونه ويرافقه، ويشهد له بالأمانة وحسن الخلق.

أعمال الرسول

الحديث عن إنجازات النبي صلى الله عليه وسلم، حديث طويل لا يمكن حصره، لأن حياته لم تكن تشبه حياة أفراد عاديين، ولا حتى زعماء وقادة

يعود ذلك إلى أن تأثير الزعيم أو القائد يقتصر على الحدود المكانية التي يتواجد فيها، مثل وطنه أو البلدان المجاورة، أما أعمال النبي صلى الله عليه وسلم فقد تخطت حدود الدنيا بأكملها، حتى أن المستشرقين الذين أجروا بحوثا حول سيرته النبوية كتبوا الكثير ووصفوها في كتبهم بالعظمة، وهو أعظم العظماء كما ورد في مؤلفاتهم الشهيرة

إن إنجازات النبي صلى الله عليه وسلم تجاوزت العالم البشري إلى العالم الآخر من الجن الذي اهتدى حين سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتلو آيات الله، كما أخبرتنا سورة الجن في بداية آياتها.

وبالمثل، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم شخصا عاديا، بل تؤكد أعمال الرسول اليومية مدى عظمته، حتى يصبح سيرته قصة تحكى في كل زمان

أعمال النبي للمسلمين

كان النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد قائد عظيم ترك أثرًا في زمانه فقط كما حدث مع كثير من القادة والزعماء، بل تخطى عمله حدود الزمان ليبقى أثره مستمرًا في العالم حتى بعد آلافالسنين، فهو الملهم لكل من يتبعه والمرشد والقائد الذي يحرص أتباعه على مساعدته ونصرته في كل وقت وحين.

إن إنجازات النبي صلى الله عليه وسلم تتجاوز الإنجازات العادية، ومن بينها:

  • تُصنع الدولة العظيمة بفريق مميز وطابع فريد.
  • المساواة بين البشر ومنع التمييز العنصري على أساس اللون أو الجنس أو النسب.
  • أعطت المرأة حقوقها التي سلبت منها في الجاهلية، وفشلت المدنية في تقديم العدالة لها.
  • تم تأسيس دولة إسلامية تحتفظ حتى الآن بصمودها ضد التغريب.
  • جعل العرب مكانة، بعد أن كانوا قبائل متفرقة ومتناحرة ومتحاربة، أصبحوا أمة واحدة ولغة واحدة ودين واحد، ويتجلى ذلك فيما قام به وتعرف عنه من أعمال الرسول بعد دخول المدينة حيث ألف بين القلوب

إنجازات النبي للبشر

  • أرسخ قواعد الرفق في تعاملك مع كل ضعيف، سواء كانت امرأة أو طفلا أو شيخا أو أسيرا، وحتى الحيوانات. اوص بالرفق بهم.
  • عرفت الحياة معنى الدولة المنظمة والقيادة الحكيمة.
  • أخرج الناس من ظلمات عبادة الأصنام، إلى نور عبادة التوحيد.
  • وضع دستور للحرب والسلام.
  • نشر الأخلاق الحميدة والخصال الحسنة.
  • عرفت الحياة نظام الشورى والحكم العادل.
  • يتم محاربة العادات السيئة والجرائم مثل جريمة ذبح الإناث.
  • أسس العدل والرفق والرحمة.

أعمال الأنبياء والرسل

أثبت عهد الأنبياء والرسل أنهم كانوا أصحاب أيدي شريفة، لا يمكنهم العيش بدون العمل أو الانتظار على المعونة، لأنهم كانوا أشرف خلق الله، وكانوا مثالاً يحتذى به من قبل أتباعهم وجماعاتهم، وكانوا نموذجاً للسعي.

علمت السنة النبوية وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الناس أهمية العمل، وكيف عمل الأنبياء الله سبحانه وتعالى، وكذلك تحدثت عن عمل العديد منهم بالتحديد.

في الماضي، كان بعض الناس يعملون في الزراعة والحياكة ورعي الأغنام والنجارة والتجارة وغيرها من الأعمال. فكان النبي زكريا والنبي نوح نجارين، والنبي محمد والنبي موسى رعاة غنم، وكان النبي إدريس يحيك الملابس. عليهم وعلى النبي محمد الصلاة والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى