أعراض التوحد المؤقت .. والفرق بينها وبين اعراض التوحد الدائم
ما هو اضطراب التوحد
اضطراب طيف التوحد أو التوحد ليس مرضا، بل هو اضطراب يحدث للأطفال في مراحل مبكرة ويؤثر على حياتهم الاجتماعية بشكل شامل. يصنف هذا الاضطراب كاضطراب نفسي وعقلي ينعكس على سلوك الطفل. تبدأ أعراضه بسيطة وتتصاعد تدريجيا حتى تصل إلى ذروتها في سن المراهقة. يعوق هذا الاضطراب القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين ويسبب سلوكا عدوانيا أو غريبا غير قابل للفهم من قبل الأقران والزملاء، مما يجعل الطفل يفضل العزلة ولا يحب الاندماج مع من حوله. يجدر بالذكر أن مرض التوحد ينتقل بالوراثة، ولكن لم يتم بعد تحديد سبب واضح لحدوثه من قبل الأطباء والمتخصصين، ولا يوجد علاج له. ومع ذلك، يمكن تحسين الحالة عند اكتشاف الأعراض البسيطة أو المبكرة.
أسباب اضطراب طيف التوحد
لا يمكن تحديد سبب معروف للإصابة بمرض التوحد، ولا يمكن الوقاية منه بواسطة الأمصال أو اللقاحات، بل يُصنَّف هذا المرض كاضطراب يختلف في أعراضه وشدته، وتعدّ العوامل الوراثية والبيئية الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة به
العوامل الوراثية
يتداخل العديد من العوامل الجينية في نشأة اضطراب طيف التوحد، وقد يكون بعض الأطفال مصابين بمتلازمات جينية مثل متلازمة إكس الهش أو متلازمة ريت، وقد تزيد التغييرات الجينية أو الطفرات من خطر الإصابة بالتوحد في الأطفال الآخرين، ولكن في نفس الوقت، قد تؤثر جينات أخرى على تطور الدماغ أو طريقة تواصل خلايا الدماغ أو حدة الأعراض، وقد تكون بعض الطفرات الجينية موروثة، في حين يحدث البعض الآخر بشكل تلقائي.
العوامل البيئية
يقوم الباحثون بدراسة حول اضطراب طيف التوحد، وذلك بسبب عدوى فيروسية أو تناول العقاقير أو حدوث اضطراب للأم خلال الحمل أو التعرض للهواء، حيث يمكن أن تؤدي جميع هذه العوامل إلى ضرر في الجهاز العصبي للطفل، نظرا لضعف الرضع مقارنة بغيرهم.
أعراض التوحد المؤقت
قد يتوارد كثيراً مصطلح التوحد المؤقت، ولكن في الحقيقة لا يوجد بما يسمى توحد مؤقت أو توح دائم، الأمر كله عباره عن الاكتشاف المبكر للأعراض حين تكون بسيطة فيمكن حينها علاج التوحد بشكل أسرع، أو بمعنى أصح تجاوز تدهور الأعراض وزيادتها، فحينها يمكن كسب الطفل مهارات تساعده على العيش بطريقة طبيعية نوعاً ما، إلا أنه في الحقيقة لا يوجد علاج معين لعلاج التوحد إلا أن هناك تنمية مهارات لازمة في السن المبكر للأطفال.
تتمثل الأعراض لبسيطة أو المبكرة لمرض التوحد في:
عدم استجابة الطفل لوالديه، وعدم استجابته للابتسامة، حيث لا يكون قادرا على التعبير عن السعادة (في الشهر السادس).
- لا يستطيع تقليد الأصوات بعد بلوغه الشهر التاسع.
- يكون الطفل في الشهر الثاني عشر صامتًا تمامًا ولا يصدر أي أصوات.
- لا يقوم بأي حركات أو إشارات عندما يصل إلى الشهر الرابع عشر.
- لا يلعب ولا يتخيل عندما يصل إلى الثامنة عشرة.
- لا يكون العبارات من مجرد كلمتين عند بلوغه الشهر الرابع والعشرين.
- بعد هذه المراحل، يفتقد الشخص مهارات اللغة والمهارات الاجتماعية.
يمكن الكشف عن هذه الأعراض بشكل واضح منذ ستة أشهر من العمر، ويكون الكشف المبكر في هذه المرحلة هو الأمر الأكثر فائدة، حيث يمكن تجاوز العديد من المشكلات ونقص المهارات التي قد تواجه الشخص لاحقا. ومع العلم بأنه في مرحلة المراهقة تزداد حدة الأعراض، فينبغي التعرف المبكر على الأعراض ومساعدة الطفل على النمو الطبيعي لتجاوزها.
أعراض التوحد
تختلف أعراض اضطراب التوحد من البسيطة إلى الحادة، وفي الواقع تختلف من شخص لآخر، حيث يعتبر طيفًا من الاضطرابات والاختلالات التي لا يمكن اتساق أعراضها بنسبة 100٪ بين جميع الأشخاص. لذلك، يجب على الآباء زيارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض لدى الطفل، وتتمثل هذه الأعراض في:
مشكلات في التواصل والتفاعل الاجتماعي
- إذا لم يستجب الطفل عند ندائه باسمه وكأنه لا يسمعك، فهذا يشير إلى ضعف الاستجابة.
- رفض التعانق والضيق الشديد عند لمسه أحدهم.
- يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبة كبيرة في فهم الإشارات غير اللفظية. فلا يستطيعون تفسير تعبيرات الوجه للآخرين أو التمييز بين لهجات الصوت أو وضعيات الجسم .
- – “عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي، حيث يمكن أن يكون الشخص عدائيًا أو متبلدًا أو مخربًا طوال الوقت.
- لا يستطيع أن يشير إلى الأشياء، ولا يستطيع مشاركة اهتماماته.
- يتعذّر على هذا الشخص التعبير عن عواطفه أو مشاعره، كما يبدو غير واعي لمشاعر المحيطين به.
- يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من ضعف في الرؤية وعدم القدرة على التعبير الوجهي.
- يعاني طفل التوحد من صعوبة في التحدث بشكل جيد، ويعاني أيضًا من التلعثم المستمر عند محاولة التواصل مع الآخرين.
- يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه للأشخاص أو وضعيات الجسم أو لهجات الصوت.
- لا يفهم الأسئلة الموجه له.
- يعيد الكلمات والعبارات مرارًا وتكرارًا، ولكنه لا يفهم كيف يستخدمها بشكل جيد.
- يفضل دائمًا اللعب بمفرده ولا يحب الاندماج مع الآخرين.
أنماط السلوك لدى المصابين بالتوحد
يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من مشاكل في الأنماط السلوكية المتكررة والاهتمام والأنشطة، وتتمثل أعراض اضطراب السلوك لديهم في:
- يقوم الأطفال بالقيام بحركات متكررة مثل الأرجوحة أو الدوران أو تذبذب اليدين.
- يقوم طفل التوحد بأنشطة قد تتسبب له في ضرر شديد، مثل ضرب رأسه أو العض.
- يقوم بإتباع طقوس محددة ويشعر بالاضطراب عند حدوث أي تغيير.
- هناك مشكلات كبيرة في تناسق حركاته، حيث يقوم بحركات غير متزنة، على سبيل المثال يسير على أطراف أصابع قدميه.
- يقوم بحركات غريبة في جسده، مثل الصلابة أو الحركات غير المفهومة المبالغ فيها.
- قد يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من حساسية شديدة للضوء ويشعرون بالانزعاج عنداقتراب الضوء من النافذة أو الغرفة،
- قد لا يشعر طفل التوحد بالألم نتيجة للحرارة أو السقوط.
- لا يحب التقليد أو التخيل.
- قد يتناول كمية قليلة من الطعام أو يفضل بعض الأطعمة على الأخرى.
أعراض تشبه التوحد
يعتبر الكثيرون أن أطفالهم يعانون من التوحد أو يعانون من بعض الأعراض المشابهة للتوحد، ولكن قد يكون الأمر مجرد اضطراب مؤقت ولا علاقة له بالتوحد، ويمكن أن تتضمن هذه الأعراض:
- الصمت الانتقائي لدى الصغار.
- المعاناة من صعوبة في التعلم.
- متلازمة برادر ويلي.
- متلازمة ريت.
- صعوبة الكلام والنطق
- متلازمة لانو كليفنز
- متلازمة ويليامز
- فرط الحركة
- الوسواس القهري
- عسر القراءة والكتاب
- اضطراب الشخصية العدائي
- متلازمة أنجلمان
- متلازمة أكس الهش
قد تتشابه أعراض بعض الحالات الصحية مع أعراض التوحد، لذا يجب الاتصال بالخبراء والأطباء بمجرد ملاحظة أي سلوك أو حركة غير طبيعية للطفل، والتشخيص المبكر لأي حالة من حالات الاضطراب العصبي أو النفسي يساعد في علاجها أو على الأقل تجنب تفاقم الحالة وتعقيد علاجها.