أضرار ارتفاع مستوى الكوليسترول الجيد
عندما يتعلق الحديث عن حماية القلب، فإن الكوليسترول عالي الكثافة أو HDL يتمتع بسمعة جيدة منذ فترة طويلة باعتباره “الكوليسترول الجيد” مقارنة بالكوليسترول السيء LDL أو البروتين الدهني منخفض الكثافة .
دراسات عن أضرار ارتفاع الكوليسترول الجيد HDL
تشير الدراسات الحديثة إلى أن ارتفاع مستوى الكوليسترول الجيد “اتش دي ال” قد يكون ضارا بصحتك، ويرتبط البحث بين ذلك وارتفاع خطر الإصابة بنوبة قلبية وحتى الوفاة بين المرضى الذين يعانون بالفعل من مشاكل في القلب أو يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب.
تستند النتائج على تتبع مستويات الكوليسترول وأمراض القلب لمدة تقرب من أربع سنواتٍ بين ما يقرب من 6000 من الرجال والنساء.
قال الدكتور مارك ألارديريك، الباحث الرئيسي في الدراسة، والذي يدرس في كلية الطب بجامعة إيموري في أتلانتا: `تاريخيا، كانت نسبة الكوليسترول الجيد أو ارتفاع الكوليسترول اتش دي إل تحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية والموت، ومع ذلك، توضح دراستنا أنه قد لا يكون الأمر كذلك، وفي الواقع، ربما يكون ارتفاع مستوى الكوليسترول الجيد ضارا للصحة .
أُجريت الدراسة كجزء من إيموري كادرديوفيسكولار بيوبانك، وكان متوسط عمر المشاركين 63 عامًا، حيث كان ثلثهم من النساء، وتراوحت مستويات هرمون فيتامين د في دمهم من مستوى أقل من 30 ملغم / ديسيلتر إلى مستوى أعلى من 60 ملغ / ديسيلتر .
خلال الدراسة، تعرض 13% من المرضى لنوبة قلبية أو توفوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وصل الباحثون في نهاية الدراسة إلى أن المرضى الذين يملكون مستويات اتش دي إل في النطاق المتوسط، أي ما بين 41 إلى 60 ملغم / ديسيلتر من الدم، هم الأفضل، إذ يكون لديهم خطرٌ أقل للإصابة بنوبة قلبية أو الموت بسبب مرض القلب.
بالمقابل، يواجه أولئك الذين لديهم قراءات تتراوح بين 41 و60 خطرًا متزايدًا بشكل ملحوظ على جميع النتائج الصحية، مما يشير إلى نمط الخطر الذي وصفه الباحثون بأنه “على شكل حرف U.
وجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من مستويات اتش دي إل تتجاوز 60 يواجهون خطرًا أكبر بنسبة 50 في المئة على الإصابة بأمراض القلب أو نوبة قلبية والوفاة بسببها، مقارنةً بالنطاق المتوسط.
استمرت النتائج حتى بعد مراعاة تاريخ المريض من حيث الإصابة بمرض السكري والتدخين والشرب ومستويات الكوليسترول الضار (إل دي إل / LDL). أما العرق والجنس، فلا يبدو أنهما يؤثران على النتائج.
يدير الدكتور جريج فونارو برنامجا وقائيا لأمراض القلب في لوس أنجلوس ويقول إن الأبحاث التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس منذ عقدين تقريبا تشير إلى أن الكوليسترول الحميد يمكن أن يسبب الخلل والالتهابات في بعض الأفراد (خاصة الذين لديهم مستويات عالية جدا من اتش دي إل) في ظروف محددة ويساهم في تضييق الشرايين.
أشار فوناروف، الذي لم يكن جزءًا من الفريق الذي قام بإجراء الدراسة الجديدة، إلى أن الكوليسترول الجيد يمكن أن يصبح سيئًا فيما يتعلق بزيادة المخاطر القلبية والوعائية، وأنه يمكن أن يرتبط بزيادة المخاطر.
وأقر ألارد-راتك بأن دراسات أخرى كشفت عن مشكلة مماثلة في إتش دي إل بين الأشخاص الذين لا يواجهون مخاطر عالية لأمراض القلب. لكنه قال إن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تكشف عن القلق نفسه بين الأشخاص الذين يواجهون بالفعل مخاطر كبيرة لمضاعفات القلب والأوعية الدموية ، حتى لو “لا تزال الآلية الكامنة وراء هذا الاستنتاج غير واضحة .
وقال: `إن أحد الجوانب المفاجئة للدراسة هو أن هذا الارتباط بين مستويات عالية من هرمون الإجهاد وزيادة خطر الموت أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كان ينظر إليه بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال`
أشار فورانو إلى أن الدراسات السابقة أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية جدًا من الكوليسترول الجيد، الذي يبلغ حوالي 90 مجم / ديسيلتر أو أكثر، يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب .
ما الذي يجب على المرضى المعنيين فعله ؟
وقال ألارد-راتيك: “نظرا لأن سبب هذه النتيجة لا يزال غير واضح، فإن الإدارة المناسبة غير معروفة حاليا. ينبغي على المرضى الذين يعانون من ارتفاع الكولسترول عالي الكثافة الاستمرار في التعامل مع عوامل الخطر الأخرى التي يمكن تعديلها، مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين والسمنة، للحد من الأمراض القلبية والوعائية.
عرضت النتائج في اجتماع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب يوم السبت في ميونخ، ألمانيا، ويجب اعتبار الأبحاث التي تم تقديمها في هذه الاجتماعات أولية حتى يتم نشرها في مجلة طبية تم مراجعتها من قبل النظراء.