أصعب ابيات امرؤ القيس
نبذة عن المعلقات في العصر الجاهلي
تم إيصال الأجيال الحالية بالمعلقات وهي قصائد كتبت في فترة ما قبل الإسلام تصف حياة العرب في ذلك الوقت، وبسبب أهميتها الكبيرة وعمق معانيها وبراعتها في الأسلوب، اهتم النقاد والدارسون للغة بها. فإن اللغة العربية في ذلك الوقت كانت أكثر براعة مما يستطيع أي شاعر حديث أن يصل إليها، وأحد أشهر ما درسه النقاد هو تعليق المعلقات على استار الكعبة وعددها وأسماء أصحابها، وأول قصيدة تم تعليقها هي شهر امرؤ القيس في الجاهلية، ومن ثم علق الشعراء قصائد أخرى وكان ذلك فخرا للعرب في ذلك الوقت.
من هو امرؤ القيس
أمرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، هو شاعر يمني الأصل من بني آكل المرار، اشتهر بلقبه، وكتب العديد من الأشعار في الثأر من بني أسد الذين قتلوا أباه، وبعد ذلك استعان أمرؤ القيس بالفرس وسافر إلى قيصر الروم يوستينيان في القسطنطينية، حيث ولاه فلسطين، لكنه توفي في أنقرة قبل أن يصل إلى الولاية.
بعض أدباء العصر الحالي شككوا في حقيقة وجود أمرؤ القيس، ونفوا وجوده وبطلانه، واختلفوا في تسميته ونفي قبيلته وقصته، ورووا أن وجوده لم يظهر إلا في عصر الرواة، وانتقدوا الروايات التي تنسب له الأبيات ونفوا وجوده وزعموا أن معلقته التي تحمل الله والفحش هي من تأليف الشاعر عمر بن أبي ربيعة، ولكن لا عجب في أن يكتب شاعران في نفس الفن.
لكن الدليل على وجود أمرؤ القيس هو أن بعض الناس قد وفدوا على النبي، عليه الصلاة والسلام، وذكروا قوله في العين التي عند ضارج، وهذا كان سببا لنجاتهم من الموت بالعطش، وسأل بعض الناس الآخرين عن الرجل الأكثر شهرة، فأوصاهم بالسؤال عن حسان، وأجاب حسان بأن أمرؤ القيس هو الرجل المشهور، وصدق النبي، عليه الصلاة والسلام، حديث حسان في ذلك، وهذا يدل على شهرة أمرؤ القيس في التاريخ قبل بدء التدوين، وإثبات اسمه ونفيه ولقبه وكنيته وقبيلته أمر معقد للغاية ولا يمكن إنكاره أو نفيه.
معلقات امرؤ القيس الغزلية
كان أمرؤ القيس مولعا بالشعر ، وكتب قصائده بالغزل ، وكانت قصائده الغزلية نابعة من فترة شبابه ، حيث كان يشعر بالحب والشوق ، وكانت مشاهد رحيل أحبابه عن المنزل تظهر في شعره. ومن أشهر قصائده “قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل.
لما كان امرؤ القيس شاباً يغمره الصب والشهوة، وقبل أن يصبح شيخاً ويتعرض للمصائب بأشكالها المختلفة، ألف هذه الأبيات، ويتضح في قصائده الغزل الشغف بالشباب والحياة الجميلة، وتظهر في كلماته نعيم الحب والاشتياق.
شعر امرؤ القيس – تعلق قلبي طفلة عربي
يعد بيت الشعر الأصعب في اللغة العربية من تأليف المتنبي، ولكن هذه القصيدة الرومانسية العمودية ذات البحر الطويل تعتبر صعبة الحفظ والفهم بشدة، ويوجد صعوبة في قراءة هذه الأبيات نظرا لصعوبتها الزائدة وصعوبة حفظها.
مَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ *** مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ *** ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت *** عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ *** أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ *** ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ
فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ *** ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ
وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ *** وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ
وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ *** وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ
وفيل وأذياب وابن خويدر *** وغنسلة فيها الخفيعان قد نزل
وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ *** ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي *** تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي *** تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً *** ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ *** ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ
لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً *** ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ *** مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا *** عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً *** تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا *** إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا *** كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا *** إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ *** فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ *** فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي *** تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي *** يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ
أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم *** وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ *** ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ
فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا *** مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ
ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ *** ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ *** سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً *** وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت *** بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي *** مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
ألا لا، إلا لآلاء لابث، ولا لا، إلا لآلاء محمود رحل
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم *** قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ
وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا *** وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ
فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو *** دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن *** أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي *** وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل *** وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ *** عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ
حِجَـازيَّـة العَينَيـن مَكيَّـةُ الحَشَـا *** عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِيَّـةُ الكَفَـلْ
تِهـامِيَّـةَ الأَبـدانِ عَبسِيَّـةُ اللَمَـى *** خُـزَاعِيَّـة الأَسنَـانِ دُرِّيَّـة القبَـلْ
وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى *** لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ
فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ *** فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة *** فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ
فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا *** مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ
وترافقت لعبتها الشطرنج معها كثيرا *** وسكنت لها دارا بالشاه والعجل
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ *** ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا *** مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ *** أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً *** ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى *** فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت *** ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ