أسباب ظهور البيروقراطية

مفهوم البيروقراطية

تعد البيروقراطية هي منظمة تتكون من عدة أقسام أو وحدات لصنع السياسات، سواء كانت مملوكة للدولة أو للقطاع الخاص، ويُشار إلى الأشخاص الذين يعملون في هذه المنظمات بشكل غير رسمي باسم البيروقراطيين.

على الرغم من أن الهيكل الإداري الهرمي قد يكون المثال الأكثر شيوعًا للبيروقراطية في الحكومات، إلا أن المصطلح يمكن أيضًا أن يشير إلى الهياكل الإدارية لشركات القطاع الخاص ومنظمات غير حكومية أخرى، مثل الكليات والمستشفيات.

أسباب نمو السلطة البيروقراطية

• السماح بأداء مهام واسعة

تعد البيروقراطيات أحد الأسباب الرئيسية لظهورها هي القدرة على أداء مهام واسعة النطاق بدون تنظيم معقد، ومع ذلك، فإن المنهجية التي يمكن أن توفرها البيروقراطية لم تكن كافية لتحقيق الكثير مما نعتبره الآن أمرًا ضروريًا.

• السعى وراء العمل بشكل أكثر كفاءة 

تقوم الحكومات بتفضيل النظام البيروقراطي لتنفيذ العديد من المهام، نظرًا للتقسيم المتخصص للعمل، والمعايير الرسمية المنسقة لسلوكيات الأدوار لعدد كبير من العمال، والترتيب الهرمي للبيروقراطيين.

• الدفاع ضد المعتدين

ولدت الأنظمة البيروقراطية نتيجة الرغبة في الغزو العسكري والدفاع ضد المعتدين. في المعارك، يمكن أن تكون درجة تنظيم القوات حاسمة، فضلا عن حاجة تنظيم الجنود بشكل بيروقراطي بسبب اتساع نطاق الحرب ومشاكل التنسيق

• إنشاء نظام اقتصادي نقدي

يعد إدخال الاقتصاد النقدي مثل البيروقراطية أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت على ظهور التنظيم الرسمي، ويعتبر المال اختراعًا بشريًا حديثًا نسبيًا وقد أرسى الأساس لنوع جديد تمامًا من العلاقات الاجتماعية، ودفع الأجور مقابل العمل المنجز.

قبل أن يتم استخدام المال بشكل واسع لشراء العمالة، كانت المهام تنفذ بناء على الإحساس بالواجب تجاه الأقارب أو الإقطاعيين، وكان العبيد هم المصدر الرئيسي للعمالة الجماعية. بالإضافة إلى ذلك، كانت معظم عمليات التبادل تتم عن طريق مقايضة السلع والخدمات. ومع ظهور الاقتصاد النقدي، أصبح بإمكان العمال توفير عملهم وتنظيم مؤسسات واسعة النطاق بدون مشاكل الرقابة الاجتماعية التي تخلقها العبودية أو عدم كفاءة المقايضة. كانت العبودية تقنية مبكرة لأداء المهام واسعة النطاق، ولكن تبادل النقود مقابل العمل أثبت أنه أكثر كفاءة من العبودية، ولذلك، سمح بإنشاء بيروقراطيات أكبر لتنظيم المهام الأكثر تعقيدا.

• الرأسمالية

كانت الرأسمالية أيضا عاملا رئيسيا في التقدم البيروقراطية، تطلبت الأنظمة الرأسمالية المبكرة وجود سوق تنافسي غير منظم يمكن فيه تبادل المال والعمل والسلع والخدمات سعيا لتحقيق مكاسب اقتصادية، كما شجعت الرأسمالية الشركات الكبيرة، حيث أصبحت الشركات الكبرى في الاقتصادات الرأسمالية تهيم على السوق، استخدمت مثل هذه الشركات الكبرى حافز الأجور لجذب العمال إلى مهام أكثر تعقيدا بشكل متزاي”(6071)” “يمكن أن يكون هناك خطر اشتعال الحريق، ويجب مراقبة علامات مثل انقطاع التيار الكهربائي غير المتوقع وعدم تشغيل الأجهزة وغيرها من العلامات التي تشير إلى وجود خلل في نظام الكهرباء في المنزل

• الدين 

كان الدين هو الدافع وراء تطوير البيروقراطيات، فعلى سبيل المثال، شجع تنظيم الكنيسة الكاثوليكية على توسيع نفوذها لتشمل جماهير أكبر وأكبر، وكذلك إنشاء بيروقراطيات الكنيسة.

• الظروف الهيكلية 

كان للنمو السكاني تأثير كبير على الحاجة إلى طرق أكثر كفاءة للتنظيم الاجتماعي ، البيروقراطية تلبي هذه الأنواع من المطالب شهدت مجتمعات العالم نمواً هائلاً في عدد السكان ، لا سيما في القرنين الماضيين ، هذا هو السبب في أنه كان من الضروري في كثير من الأحيان استخدام أنواع رسمية من المنظمات للتحكم والإشراف على هذه الجماهير الكبيرة من الناس في محاولة للتعامل بشكل أكثر كفاءة مع مشاكل تنظيم العمل والنشاط بين أعداد كبيرة من الأفراد.

توفير إمدادات غذائية كافية وتنظيم أنشطة لإبقاء الأشخاص مشغولين هما مشكلتان يمكن للبيروقراطية حلهما. تساعد المنظمات الرسمية في حل هذه المشكلتين من خلال إنشاء وظائف جديدة وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف. تعتبر هذه الإجراءات إجابة واحدة لمشكلة تواجهها المجتمعات في استيعاب عدد متزايد من الأشخاص. لولا هذه الإجراءات، لكان لدينا انفجار سكاني غير مسيطر عليه بسبب الجوع والاضطراب الاجتماعي العام.

• زيادة عدد السكان

يؤدي زيادة عدد السكان إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات من المستهلكين، لذلك يجب على الاقتصاد أن يسعى إلى زيادة الإنتاج من أجل تلبية الطلب المتزايد لعدد أكبر من الناس، وبسبب هذا الزيادة في الإنتاج، يتم تنظيم الأمور بشكل بيروقراطي.

عادةً ما يتطلب إنشاء بيروقراطيات جديدة الإشراف والرقابة من قبل بيروقراطيات أخرى، ويمكن النظر إلى أنشطة الحكومات في هذا السياق، حيث تكون معظم أعمال الحكومة هي الإشراف على التفاعل والعلاقات بين البيروقراطيات الأخرى.

اهداف البيروقراطية 

• تطبق البيروقراطية القوانين والسياسات التي يضعها المسؤولون المنتخبون.
• توفر البيروقراطية الوظائف الإدارية اللازمة مثل إجراء الامتحانات وإصدار التصاريح والتراخيص وتحصيل الرسوم.
• تنظم البيروقراطية مختلف أنشطة الحكومة.

خصائص البيروقراطية 

• التخصص

تستفيد المنظمة مباشرة من توزيع العمل والمهام التي يتم تعيينها للموظفين بناءً على من يعرف ما هو الأفضل، ويتم إعلام كل موظف بما يتوقع منه تقديمه.

• السلطة الهرمية

تشكل الطبقات المتعددة من الهرمية الإدارية سمة من سمات البيروقراطية، حيث يتم الإشراف على الدرجات السفلية من قبل درجات أعلى بسلطات أكبر، مما يجعل التواصل والتفويض والإشراف أسهل في هيكل المنظمة.

• عدم التحيذ

تتميز العلاقة بين الموظفين بالرسمية وعدم التورط الشخصي، ويجب أن تتخذ القرارات بعقلانية وحرية من جميع العواطف.

• التوجه الوظيفي

يتم اختيار الموظفين بناءً على قدراتهم وخبراتهم السابقة، مما يسمح لهم بالتخصص بشكل أكبر وتسلق سلم الوظائف من خلال المشاركة في الدورات التدريبية المناسبة للترقية، ويتم اختيار الوظائف الشاغرة بشكل رسمي.

• القواعد والمتطلبات

يوجد مجموعة من القواعد المحددة التي يجب على الموظفين الامتثال لها، ويمكن للمدراء في المناصب العليا تنفيذ قواعد جديدة بين الحين والآخر.

عيوب البيروقراطية 

• الروتين

تتبع البيروقراطية، نتيجة لطبيعتها، مجموعة محددة من القواعد والأنظمة، مما يؤدي إلى قلة المرونة وإمكانية حدوث عدم الكفاءة بشكل متكرر.

• التأخيرات البيروقراطية

غالبًا ما تتسبب مجموعة القواعد المعقدة في النظام البيروقراطي في تأخيرات طويلة.

• الفساد البيروقراطي

يمكن أن يكون الفساد في المستويات العليا من البيروقراطية مدمرًا للاقتصاد.

• تغيير الأهداف

عملية إنجاز العمل في نظام بيروقراطي شاقة ومرهقة، وغالبًا ما يتم إيلاء مجموعة القواعد واللوائح أهمية أكبر من النتيجة النهائية.

• الأعمال الورقية 

قد يكون هناك حاجة للكثير من الأعمال الورقية حتى للأعمال البسيطة جدًا.

• التقسيم 

نظرًا لتقسيم الوظائف بين الفئات، يتم تقييد فرص التعاون بين الأشخاص الذين يؤدون المهام في الفئات المختلفة.

• المحسوبية

غالبًا ما تكون المحسوبية في البيروقراطية مشكلة، فقد يفضل المدراء الذين يجلسون في القمة موظفيهم ويساعدونهم على التقدم بشكل أسرع من الأفراد الأكثر جدارةً.

• صنع القرار

في البيروقراطية، يتم اتخاذ القرارات استنادا إلى مجموعة معينة من القواعد واللوائح، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى اختيار قرارات مبرمجة دون استكشاف الطرق الأحدث. لفهم البيروقراطية بشكل جيد، يجب معرفة الإيجابيات والسلبيات الخاصة بها