أسباب سوء سلوك الطفل وطرق العلاج
يعاني الكثير من الآباء والأمهات من سلوك سيء لأطفالهم، مما يزيد شعورهم بالقلق والضيق، ويدفعهم للبحث عن طرق فعالة لعلاج ذلك. ومع ذلك، يجب عليهم أولا البحث عن الأسباب ومحاولة فهمها جيدا حتى يتسنى لهم الوصول إلى طرق علاج مناسبة .
أولاً أسباب سوء سلوك الطفل
يسعى الطفل إلى التعرف على كل ما يدور حوله، وبالتأكيد في كل مرحلة عمرية يمر بها يتعلم أشياء جديدة ، ويتعرف على أشخاص جدد ، وبالتأكيد كل ما سيتعلمه الطفل سيؤثر فيه إما بالسلب أو الإيجاب ، ومن هنا يقع على عاتق الأم مسؤولية كبيرة كونها تحاول أن تلزم طفلها بالتمسك بالأشياء ، و العادات الإيجابية فقط .
يحاول الطفل دائما إيجاد الأساليب والطرق التي يمكنه الاعتماد عليها لجذب انتباه المحيطين به، ويحثهم على الاهتمام به وبتصرفاته. ولذلك، يعتقد أن تبني بعض السلوكيات السيئة، مثل إصدار أصوات غير مألوفة، يمكن أن يلفت الانتباه. على سبيل المثال، يمكن للأم أن تلاحظ طفلها وهو يقوم بإصدار صوت غير مألوف أو أي سلوك آخر .
يحاول الطفل دوما تقليد من حوله بدون تفكير في صحة أو خطأ ما يفعله، فقد يقوم بتقليد بعض السلوكيات الخاطئة التي اكتسبها من أصدقائه في المدرسة أو النادي أو من خلال مشاهدته لأحد البرامج أو المسلسلات على التلفاز أو عبر الإنترنت .
عدم ثقة الطفل بنفسه واتباع والديه لأسلوب تربوي خاطئ مثل التوبيخ أمام الآخرين، والقسوة في التعامل مع الطفل وغيرها، يمكن أن يدفع الطفل إلى اتباع سلوكيات خاطئة، مثل الكذب في كثير من الأحيان خوفا من العقاب .
قد يكون تراكم الواجبات والمهام المطلوبة من الطفل غالبا سببا وراء سوء سلوكه. على سبيل المثال، يمكن أن نجد الطفل يبحث عن أعذار لتجنب أداء المهام المطلوبة منه، ومع مرور الوقت يتعود على ذلك. في هذه الحالة، يجب على الأم تخفيف العبء عن طفلها ومساعدته في تنظيم وقته بشكل جيد حتى يتمكن من إنجاز المهام المطلوبة منه، وتشجيعه دائما على الاعتماد على نفسه .
غالبًا ما يصدر من الآباء والأمهات بعض التصرفات الغير لائقة أمام أبنائهم، وهذا غير صحيح لأنه يجب أن يكون الأبوان نموذجًا حسنًا لأولادهم، ويجب عليهم فهم جيدًا أن الطفل قد يقلد سلوكياتهم الخاطئة، وأنه من الضروري أن يكونوا قدوة صالحة لهم .
ثانياً طرق علاج سوء سلوك الطفل
يمكن للآباء تشجيع أطفالهم على اتباع العادات والسلوكيات الصحيحة من خلال تحفيزهم باستخدام الكلمات الإيجابية وتقديم المكافآت والهدايا لهم .
ينبغي عليهم شرح النتائج غير المرغوبة التي سيواجهها الطفل إذا اتبع سلوكًا خاطئًا، مثل إخفاء الحقيقة أو الكذب، ويجب أن يبينوا له عواقب الكذب .
يُنصح بالاهتمام الجيد بالطفل ومشاركته في جميع جوانب حياته، حيث يمكن للأم مساعدة طفلها في اختيار ملابسه ومذاكرة دروسه وممارسة الأنشطة المفضلة لديه، وغير ذلك .
تعزيز ثقة الطفل بنفسه عن طريق تطوير قدراته ومهاراته وتشجيعه على الاعتماد على نفسه. من الضروري أيضا أن يلتزم الآباء والأمهات بسلوكيات صحيحة في تربية أطفالهم، فعلى سبيل المثال يجب أن يتجنبوا معاملتهم بقسوة أو مقارنتهم ببعضهم، وينبغي عدم التعليق بشكل سلبي غير مرغوب على أطفالهم، خاصة أمام الآخرين، لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة شعور الطفل بالحرج وتدهور شخصيته وانزعاجه .