أسباب التقلبات المزاجية وطرق التعامل معها
بعض الأشخاص يعانون من اضطراب في المزاج، حيث يتراوح مزاجهم بين الارتفاع والانخفاض، ولكن هل هذه التغيرات طبيعية؟ الإجابة هي “ربما”، طالما أنها لا تؤثر على حياتك أو حياة من حولك. هناك العديد من الأشياء التي تؤثر على حالتك المزاجية خلال اليوم، فعلى سبيل المثال يشعر معظم الناس بالتفاؤل والنشاط في فترة الظهيرة، في حين يميلون إلى المشاعر السلبية بشكل أكبر بعد الظهر أو في المساء .
قد تشير التقلبات المزاجية في بعض الأحيان إلى وجود أمراض عقلية أو مشكلات داخلية في الجسم، وقد تشكل خطرًا على حياتك. ومع ذلك، يمكن علاج التقلبات المزاجية الخطيرة عن طريق أطباء محترفين، ويمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة في حالات الاضطرابات المتوسطة .
أسباب التقلبات المزاجية :
1- القلق والتوتر : تزايدت الصعوبات والمفاجآت غير المتوقعة يوما بعد يوم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويمكن أن تؤثر على مزاج الأشخاص. وعندما يكون الشخص حساسا وعاطفيا، فإن ردود الأفعال تكون قوية في بعض الحالات أكثر من غيرهم .
يعد نقص النوم شكوى شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من التوتر، كما يعاني بعض الأشخاص من عدم الشعور بالارتياح والخوف والقلق، حتى في حالة عدم وجود سبب جيد. يتم تشخيص هؤلاء الأشخاص بمرض القلق العام، وإذا كنت تعاني من القلق ولا تستطيع التحكم فيه لمدة تزيد عن 6 أشهر، وتصاحب ذلك بعض الأعراض الأخرى مثل مشكلات النوم، فهذه الحالة شديدة ولا تختفي خلال اليوم، ويجب استشارة الطبيب .
2- مرض ثنائي القطب : الأشخاص المصابون بهذا المرض يعانون من تقلبات المزاج، حيث يشعرون بارتفاع وانخفاض شديد لحالتهم المزاجية لفترة طويلة تزيد عن المعتاد. على سبيل المثال، قد تشعر بالعظمة لبضعة أيام عندما تكون كل الأمور لصالحك. ومع ذلك، الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب يعيشون في حالة من الهمجية لعدة أيام، حيث يكونون نشطين بشكل مفرط، يتحدثون بسرعة ويعانون من قلة النوم، ويقومون بأعمال تدميرية مثل استنزاف حساب الأسرة المصرفي، وقد يسمعون أصواتا أيضا. يطلق على هذه الحالة مرحلة الهوس .
بالمثل، عندما يعاني هؤلاء الأشخاص من مشكلة ما، قد يبقون في السرير لمدة 4 أيام ولا يذهبون إلى العمل، مما قد يتسبب في فقدان وظائفهم، وهذا المرض العقلي الذي يمكن علاجه يؤثر على 3% من البالغين الأمريكيين سنويًا .
3- الإكتئاب : بعض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يعانون من تقلبات مزاجية ويشعرون بالإحباط، ثم يعودون للشعور بالتحسن مرة أخرى. ومع ذلك، لا يصلون إلى مرحلة الهوس التي يصل إليها المرضى ذوو الاضطراب ثنائي القطب. بالنسبة لمريض الاكتئاب، يشعر بالاستياء في الصباح ويصبح أكثر تفاؤل في وقت متأخر من اليوم .
إذا شعرت بالحزن، ونفاد الطاقة، وعدم الراحة، واليأس لمدة أكثر من أسبوعين، فهذا هو الوقت المناسب للاتصال بالطبيب .
4- اضطراب الشخصية الحدية : هذا المرض العقلي يحدث فجأة ويصاحبه تغيرات مزاجية مثل القلق والغضب والإكتئاب والقلق زائد، وغالبا يحدث بسبب أشياء عادية للآخرين، وهناك بعض المصابين بالاضطرابات الشخصية الحدية الذين لا يتعاملون بشكل جيد مع التوتر ويشعرون بعدم الراحة وعدم الاستقرار، وربما يرغبون في إيذاء أنفسهم .
5- مرض قصور الإنتباه وفرط الحركة : يمكن أن تكون التقلبات المزاجية والطبع الحاد والغضب السريع بعض أعراض مرض ADHD للأشخاص البالغين، وقد يصاحب ذلك الشعور بعدم الراحة والتهور وعدم القدرة على التركيز .
6- اضطرابات الهرمونات : العواطف ترتبط بالهرمونات الجنسية، لذلك يمكن لتغيير معدلات الهرمونات أن يؤدي إلى تقلبات مزاجية، ولهذا السبب يشوه المراهقون بأنهم متقلبو المزاج، وبالنسبة للسيدات، يمكن أن يعانين من تقلبات المزاج في بعض الأحيان مثل فترة ما قبل الحيض، أو الحمل، أو سن اليأس .
تبقى مستويات الهرمونات في الرجال ثابتة حتى سن الثلاثين، وعند بلوغهم لهذا العمر تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون بالانخفاض، ويعاني 1/3 الرجال الذين تجاوزوا سن 75 من انخفاض هرمون التستوستيرون، وهذا يسبب التقلبات المزاجية وضعف الانتصاب، ومشكلات في النوم والومضات الساخنة أيضا .
علاج مشكلة التقلبات المزاجية ، وكيفية التعامل معها :
عندما تؤثر التغيرات المزاجية على عملك، علاقاتك، أو أي جانب من حياتك، يجب عليك تحديد موعد مع طبيبك لمعرفة كيفية التعامل معها. فقد تساعد بعض التغييرات البسيطة في التعامل مع التغيرات المزاجية الخفيفة والمزعجة (سواء بالنسبة لك أو للآخرين) .
يمكن أن يساعد ممارسة الرياضة بانتظام، حتى المشي اليومي، في علاج الاكتئاب والقلق، حيث تساعد على حث إنتاج هرمون الإندورفين، كما تحسن النوم .
يمكن أن يساعد الاستماع إلى الموسيقى التي تحث على التفاؤل في علاج التقلبات المزاجية، وقد يسبب تناول الكافيين بعض الأعراض المشابهة للقلق، لذلك يجب تجنبه وملاحظة أي تغيير .
والعلاج المعرفي المجتمعي هو نوع من العلاج على المدى القصير ، وسوف يساعدك المعالج على تغيير نمط التفكير والسلوك ، الذي يسبب لك المشكلات الحياتية ، وعلى سبيل المثال إذا كان النقد يسبب لك السقوط أو الإنهيار ، ربما تحتاج للعلاج بطرق مختلفة ، لتلقي ردود الفعل البناءة والرد عليها .
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المثير للجدل مرضى اضطراب الشخصية الحدية في تعلم كيفية تحسين التحكم في الغضب والانفعالات وإدارة التقلبات الدراماتيكية في المزاج .