أحوال مصر قبل الفتح الإسلامي .. وأشهر الكتب عن تلك الفترة
الفترة الإسلامية المبكرة في مصر
في عام 639م، قاد القائد العظيم عمرو بن العاص جيشا إسلاميا مؤلفا من 4000 جندي إلى مصر، وأطلق عليه لقب “أرطبون العرب“. نما الجيش الإسلامي وتمكن من غزو الجيش البيزنطي. ثم استكمل عمرو بن العاص طريقه إلى الإسكندرية، وبعد سلسلة من الحروب، سيطر المسلمون على مصر، وبقيت تحت سيطرتهم حتى العصر الحديث، حيث كانت الخلافة الأموية مقرها في دمشق.
ما هي أسباب الفتح الإسلامي
لا شك أن هناك عدة دوافع وأسباب أدت إلى الفتح الإسلامي وتركز المسلمين على فتح مصر، ومن بين هذه الأسباب:
- وجود الدافع الديني: كان المسلمون يرون ضرورة نشر الإسلام في مصر وأفريقيا، حيث بشرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بفتح مصر، وحتى أوصاهم بأن يعاملوا أهلها بالخير. لذلك، حرص المسلمون على ضم مصر إلى الدولة الإسلامية دون إحداث أي مشاكل لأهلها.
- وجود الدافع العسكري: تعتبر مصر امتدادا طبيعيا لفلسطين التي سيطر عليها المسلمون بالفعل، لذا كانت مصر هدفا للمسلمين، ووجدوا أنه بمجرد الوصول إلى مصر يستطيعون أن يخضعوا جميع بلاد الشام الشمالية التي تقع على البحر المتوسط، وخاف المسلمون من أن يهاجم البيزنطيون مركز الخلافة في الحجاز عبر البحر الأحمر.
- وجود الدافع السياسي الاقتصادي: لاحظ المسلمون أن مصر تعاني من وضع اقتصادي سيئ، وأن ثرواتها تذهب إلى روما، وعانى الأقباط في مصر من الاضطهاد الديني بشكل كبير، مما دفع المسلمين لفتح مصر وضمها لدول المسلمين، وبالفعل أنعش هذا الإجراء الوضع الاقتصادي كثيرا.
- وجود الدافع الاجتماعي: تعرضت مصر لظروف اجتماعية كثيرة جعلتها عرضة سهلة للحكم البيزنطي، على سبيل المثال، كانت الإسكندرية مدينة بيزنطية أجنبية، وأصبح الحكم البيزنطي سيدا مطلقا في كل شيء، حتى فقد أي تعاطف مع الشعب المصري، وكانوا يفرضون فرض الضرائب بالقوة.
أحوال مصر قبل الفتح الإسلامي
عندما نتحدث عن أحوال مصر قبل الفتح الإسلامي، نجد أن مصر أثناء الحكم البيزنطي خضعت بشكل مباشر للإمبراطورية البيزنطية، وكانت مصر من الدول الهامة اقتصاديا للدولة الرومانية، حيث كانت مصدرا للقمح والغلال. ولكن وجود اختلافات في العقيدة كان سببا رئيسيا في اضطهاد الحكم البيزنطي للشعب المصري. لذا، لم تكن أحوال مصر قبل الفتح الإسلامي في أفضل حال، حيث تأثر الشعب المصري على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والديني والسياسي.
أشهر الكتب عن أحوال مصر قبل الفتح الإسلامي
يعتبر كتاب “فتح مصر” لجمال عبد الهادي واحدا من أشهر الكتب التي تناولت حالة مصر قبل الفتح الإسلامي، ويتحدث الكتاب عن الاضطهاد الذي تعرض له الأقباط في مصر على يد الدولة الرومانية قبل الفتح الإسلامي، ويتناول كيفية وصول الفتح الإسلامي إلى مصر وما حدث بعد ذلك، حيث استمتع الأقباط بالحرية والعدالة تحت حكم الإسلام.
يعتبر كتاب `الفتح الإسلامي لمصر` للمؤلف أحمد عادل كمال من الكتب المهمة التي تحدثت أيضا عن أحوال مصر قبل الفتح الإسلامي، وفي هذا الكتاب ناقش المؤلف تاريخ الفتح الإسلامي وتحدث عن الغزوات التي مرت على مصر وأوضح الفرق بين جيوش المسلمين والجيوش الأخرى ومدى لطف معاملة جيش المسلمين لأهل مصر وتحدث في هذا الكتاب عن القائد العظيم عمرو بن العاصر قائد الفتح الإسلامي.
ينبغي عدم نسيان وجود كتب أخرى مثل “الطريق إلى مصر” (الفتح الإسلامي لمصر) للمؤلف منير محمد الدوماني والتي تمثل رؤية جديدة.
كيف حدث الفتح الإسلامي على مصر
القائد عمرو بن العاص هو من أشهر القادة المسلمين وتولى القيادة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وكان له دور كبير في ضم دولة مثل مصر ضمن الدولة الإسلامية، وعمل على تأمين الفتوحات الإسلامية وحقق انتصارات ساحقة على الروم، وكان دوما مهتما بمصر، ومجرد ما سنحت أمامه الفرصة لغزوها لم يتردد
حاول جيشه الوصول إلى مصر عن طريق الطريق البري، ومر عبر سيناء، وحاصر حصن بابليون الذي كان أقوى حصون الرومان، ومن ثم استولى على باقي الحصون بسهولة، وتختلف الروايات القبطية والإسلامية حول الفتح الإسلامي لمصر، لكنها تتفق على أن الحكم الروماني لمصر كان غير عادل، حيث استغلت الدولة الرومانية مصر بشكل سيئ، وعذبت المصريين وأضطهدتهم وأخذت مخزون الغلال بالكامل.
نتائج الفتح الإسلامي لمصر
بدون شك، كانت هناك نتائج للفتح الإسلامي لمصر. عندما فتح المسلمون مصر، لم يقسموا الأرض بين الفاتحين، بل قرروا فرض الضرائب على المصريين وترك البلاد بيد الشعب. لكن الأمور تغيرت في عهد الخلفاء الراشدين، حيث قاموا بإجراء مسح للأراضي وكانت الحكومة تسيطر على سجلات هذه الأراضي وأجرت صيانة لعدد من الطرق وأقامت مباني.
تمكن العديد من المصريين المضطهدين من استعادة حريتهم، على سبيل المثال، أعاد عمرو بن العاص البطريرك بنيامين إلى مصر بعد أن هرب من اضطهاد الرومان مرة أخرى وجلس على كرسي البابوية. كما أعاد عمرو بن العاص حفر قناة سويس الصغرى، وكانت تعرف بـ `خليج أمير المؤمنين`. ومن الأمور الإيجابية التي جلبتها الفتح الإسلامي أنه ألغى العديد من العادات السيئة، بما في ذلك رمي الفتيات العذارى في النيل وتعاملهن كعرائس للنيل لمشاركتهن في خيراته.
الدين بعد الفتح الإسلامي لمصر
لقد لعب الدين دورا حيويا للمصريين عبر التاريخ، مما جعل مصر مركزا للفكر الديني. ومنذ فتح الإسلام لمصر، أصبحت مصر موطنا للكثير من علماء الدين المشهورين، مثل الإمام الشافعي. تأسست جامعة الأزهر، أقدم مؤسسات التعليم الإسلامي، في مصر. وأصبح الإسلام دين الأغلبية في مصر بعد فتحها، إذ يمثل حوالي 90% من عدد السكان، بينما يتبع حوالي 10% من السكان الديانة المسيحية. وبقي عدد قليل من اليهود في مصر، إذ هاجر معظمهم إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
خاتمة عن الفتح الإسلامي لمصر
قد تحدث الكثير من المؤرخين عن أسباب نجاح الجيش الإسلامي في القضاء على الحكم البيزنطي، وكيف استقبل المصريين الأقباط العرب المسلمين بحفاوة شديدة، وأول من تحدث عن ذلك كان المؤرخ إدوارد جيبون الذي كان بريطاني الجنسية وتحدث في كتابه “تاريخ سقوط الإمبراطورية الرومانية” عن الفتح الإسلامي.
تمكن المسلمون بقيادة عمرو بن العاص من فتح مصر، حيث تولى قيادة الجيش الإسلامي وحقق انتصارًا كبيرًا في معركة هليوبوليس، وكان هذا الانتصار مرحلة جديدة وهامة في تاريخ مصر، حيث استطاع عمرو بن العاص السيطرة على البلاد وإسقاط الحكم البيزنطي.