أرطبون العرب .. من هو ؟ ولماذا سمي بذلك.. وما معنى أرطبون

من هو أرطبون العرب

صحابي النبي صلى الله عليه وسلم، عمرو بن العاص، هو أرطبون العرب، ويعتبر من أهم الشخصيات في تاريخ الإسلام وتاريخ مصر. كان هذا الرجل من رموز الإسلام واستطاع أن ينشر الإسلام في البلاد، كما أسس مدينة جديدة شمال حصن بابل الروم والتي تعرف الآن باسم الفسطاط.

وحتى الآن، لا يزال مسجد عمرو بن العاص يمثل موقع هذه المدينة، وتم تجديد الهيكل عدة مرات ولم يتبق أي جزء من الهيكل الأصلي حتى اليوم، ولكنه لا يزال أقدم مسجد في مصر وجميع قارة إفريقيا.

عرف عمرو بن العاص بالدهاء وحسن التصرف في العديد من المواقف، لذلك كان بطلا من أبطال قريش وأذكى رجال العرب، وكان مجاهدا يحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم، وعرف عنه أنه كان يحظى بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتولى العديد من المهام الصعبة وقيادة الجيوش.

لماذا سمي بأرطبون العرب

أطلق على عمرو بن العاص لقب أرطبون العرب بسبب ذكائه ودهائه والقدرة العسكرية المميزة التي ساعدت المسلمين في فتح المقدس وتحرير أهلها من ظلم الروم. وذلك بعد هزيمة قائد عسكري رومي يعرف بدهائه وحمله اسم أرطبون. وعندما أرسل عمر بن الخطاب عمرو بن العاص لفتح بيت المقدس، قال: `رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب`. وهنا أشار إلى عمرو بن العاص.

لقد قام عمرو بن العاص بمراقبة الأرطبون لفترة طويلة، وأرسل إليه الرسل للاستفسار عن أمره، ولم ينتفع بأي معلومات من الرسل، لذلك قرر أن يلتقي به شخصيًا ويدّعي أنه رسول عمرو بن العاص، ولقد التقاه فعلًا وأبلغه بما يريد.

وسمع كلامه وتأمله وقد قال الأرطبون في نفسه: والله إن هذا لعمرو، أو أنه هو الذي يأخذ عمرو برأيه”، وقرر أن يقتله، وشعر عمرو بذلك، فقال للأرطبون: “أيها الأمير، إني قد سمعت كلامك، وسمعت كلامي، وأنا واحد من عشرة أشخاص بعثهم عمر بن الخطاب ليكونوا مع هذا الوالي ليشهدوا أموره، وأحببت أن أحضرهم ليسمعوا كلامك ويرى ما شاهدت.

فقد طمع الأرطبون أن يقتلهم كلهم فقال له:نعم، فاذهب وأتني بهم” وذهب إلى جيشه وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول هو عمرو بن العاص، فقد قال: “خدعني الرجل، هذا والله أدهى العرب”، ولذلك سمي عمرو بن العاص بأرطبون العرب.

ما معني أرطبون

يشير لقب `أرطبون` إلى الدهاء والحيلة والذكاء الذي كان يتمتع به عمرو بن العاص، حيث كان يستخدم هذا الدهاء في الغزوات والحروب وفي كل ما يتعلق بشؤون قومه.

كيف كان الحكم الإسلامي في عهد الخليفة عمرو بن العاص

وصل الإسلام إلى مصر وكامل قارة إفريقيا في العام 640 ميلادية على يد الخليفة عمرو بن العاص، الذي جاء من الخلافة الإسلامية الراشدة. في عام 640 ميلادية، حاصر الجيش الإسلامي قلعة بابل الرومانية، والتي لا تزال أطلالها قائمة في القاهرة القبطية حتى اليوم.

بعد احتلال القلعة، سار عمرو بن العاص إلى الإسكندرية عام 641 م وأجبر المدينة على الاستسلام بعد حصار طويل وترك مصر في أيدي الفاتحين المسلمين، وبناءً على أوامر من الخليفة عمر بن الخطاب في العاصمة الإسلامية للمدينة المنورة.

تمت المعاملة بلطف مع المسيحيين في مصر من قِبَلِ حكامهم الجدد، إذ تم طلب دفع ضريبة رأس مقابل إعفاء من الخدمة العسكرية والحق في ممارسة شعائرهم الدينية، وهذا النظام كان شائعًافي الإمبراطوريات الفارسية والرومانية والبيزنطية التي حكمت مصر في السابق.

نلاحظ أن وضع مصر كان سيئا قبل الفتح الإسلامي، إذ عانى المسيحيون الأقباط المصريون من الاضطهاد تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية بسبب الخلافات اللاهوتية مع الكنيسة البيزنطية الأرثوذكسية، ويعتقد أن العديد من الأقباط المصريين رحبوا بفتح المسلمين.

استولى الجيش الإسلامي على الإسكندرية وأخذ يسيطر على مصر، ولكن وصلت كلمة من الخليفة عمر في المدينة المنورة تقول بأنه يجب عليهم إنشاء عاصمة جديدة قريبة من المدينة المنورة.

وقد بنى عمرو بن العاص مسجدًا في الموقع الذي كانت فيه خيمته تلبيةً لهذه الحاجة، وأصبح هذا المسجد مركزًا للعاصمة الإسلامية الجديدة الفسطاط في مصر، وتم إنشاؤه عام 642 ميلادية وأُطلق عليه اسم الخليفة، وكان هذا المسجد هو أول مسجد في قارة إفريقيا.

ما هي أهم مميزات عمرو بن العاص

بالحقيقة، تميز عمرو بن العاص بعدة صفات وميزات تجعله مختلفا عن الآخرين. فقد كان يتمتع بقوة جسدية وقدرات بدنية قوية ساعدته في تحقيق النصر في العديد من الغزوات. رغم قصر قامته، كان لديه جسم قوي وصدر واسع، وكانت عيناه جميلتين تعبران عن الحزن أو الفرح بشكل سريع، وكان الصحابة يلاحظون ذلك.

كان لفمه واسعا وكبيرا، وكان لذقنه كثافة سوداء كحاجبيه، وبالإضافة إلى صفاته العقلية من الذكاء والفطنة والبلاغة، كان خاصة جيدا في قول الشعر وسرده.

قيادة وشجاعة عمرو بن العاص

عندما نعود إلى التاريخ الإسلامي والكتب التاريخية، نجد أن عمرو بن العاص تم تكليفه من قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليقوم بتفرقة مجموعة من الناس الذين كانوا يرغبون في الهجوم على المدينة المنورة، وكان ذلك من خلال توليه لسرية أطلق عليها اسم ذات السلاسل والتي كانت تضم حوالي 300 مجاهد.

عندما لاحظ المسلمون عددهم الكبير، تم تزويدهم بحوالي 200 مجاهد من الأنصار والمهاجرين، وكان من بينهم أفراد بارزون مثل أبو بكر الصديق وعبيدة بن الجراح، ولكن عمرو بن الهاشم كان القائد الأبرز فيما بينهم وتمكن من تحقيق الانتصار.

– بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، تولى عمرو بن العاص قيادة جيش إسلامي أرسل من قبل أبو بكر الصديق لفتح بلاد الشام، وقام عمرو بن العاص بفتح فلسطين بمساعدة ألف مجاهد.

عندما تمكن خالد بن الوليد من فتح العراق، انضم إليه عمرو بن العاص وتمكنوا معًا من هزيمة الروم في معركة اليرموك، وتم فتح بلاد الشام وفلسطين مع مدنها الكبرى غزة ويافا ونابلس ورفح.

قام عمرو بن العاص بتولي حكم مصر مرتين، الأولى كانت خلال حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والثانية كانت خلال حكم معاوية بن أبي سفيان، واستمر عمرو بن العاص في حكم مصر حتى وفاته.

في النهاية، عمرو بن العاص كان عضوا مهما في قبيلة قريش. اعتنق الإسلام عام 630 وشارك في العديد من المعارك، مثل معركة اليرموك ومعركتي أجنادين. تم تكليفه بمهام هامة في الدول الإسلامية. نجح في القضاء على الحكم البيزنطي في مصر عام 640. كان سياسيا بارعا وناجحا وأقام العدل طوال فترة حكمه في مصر. كان أول حاكم مسلم لمصر بعد فتحها، وقاتل كثيرا من أجل قضية الإسلام.