أحكام الميم الساكنة في سورة الدخان
ما هي أحكام الميم الساكنة
يتطلب حكم الميم الساكنة أن تكون الميم ثابتة وليس لها حركة، ويجب أن تأتي قبل كل حرف في الهجاء العربي ما عدا حروف المد (الألف والواو والياء) لتجنب تقاطع الحروف الساكنة، والتي لا يمكن نطقها، ويتم تقسيم أحكام الميم الساكنة إلى ثلاث فئات بناءً على الحكم وهي كالتالي:
أولاً : حكم الإخفاء الشفوي
هذا الحكم يأتي عندما تأتي الميم الساكنة في الكلمة وبعدها حرف الباء، ومن الشروط الأساسية لهذا الحكم أن تكون الميم ساكنة، وإذا كانت الميم متحركة فإنها لا تخضع لأحكام الميم الساكنة. عندما تأتي الميم الساكنة في آخر الكلمة وبعدها حرف الباء في الكلمة التي تليها، يتم الحكم بالإخفاء الشفوي، ويتم نطق هذا الحكم بإخفاء الميم والاحتفاظ بالغنة. يتم الإخفاء في هذا الحكم من خلال اتحاد الميم الساكنة وحرف الباء في مخرج واحد، ويشتركان في معظم الصفات. يجوز الإخفاء في هذه الحالة لأنه يسهل النطق، ولذلك يطلق عليه “الإخفاء الشفوي.” يعود المخرج الرئيسي لحرفي الباء والميم في هذا الحكم إلى الشفتين. ومن الأمثلة على الإخفاء الشفوي: “ما لهم به”، “ومن يعتصم بالله”، “يخشون ربهم.
ثانياً : حكم الإظهار الشفوي
ويتجلى حكم الإظهار الشفوي بأن يأتي حرف الميم الساكنة في آخر الكلمة ويأتي بعدها كل حروف الهجاء ما عدا حرفي الباء والميم، ومن الممكن أن يأتي الإظهار الشفوي في كلمة واحدة أو في كلمتين، ويكون ظاهراً جداً بعد حرفي الواو والفاء، ويعود السبب إلى اتحاد مخرج الميم مع الواو، وإن مخرجها قريب مع مخرج حرف الفاء، ومن الأمثلة على الإظهار الشفوي:
- {ذلكم خير لكم}
- {وإن كنتم على}
- {ولكم فيها}
- {عليهم ولا الضالين}
- {عليهم فيها}
- {ذلكم حكم}.
- وإن المثال على إظهار شفوي يأتي بكلمة واحدة: كما في قوله تعالى : { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
ثالثاً: حكم الإدغام المتماثلين
في حالة الإدغام الشفوي، يأتي الميم الساكنة في نهاية الكلمة ويرتبط بالميم المتحركة في بداية الكلمة التالية لها، ويطلق عليه الإدغام الشفوي لأن الميم الساكنة تدمج مع الميم المتحركة لتشكل ميمًا واحدًا مشددًا، ومن أمثلة حكم الإدغام الشفوي:
- قوله تعالى: في قلوبهم مرض” ويمكن قراءتها “في قلوبهمّرض.
- قوله تعالى: {جاءكم من}، تقرأ: ” جاءكمِّن” .
- قوله تعالى: {أزواجهم مثل} تقرأ: ” أزواجهمّثل”.
- قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.
أمثلة عن أحكام الميم الساكنة في سورة الدخان
سورة الدخان هي سورة من سور القرآن الكريم، وتحتل المرتبة الرابعة والأربعين في ترتيب السور في المصحف العثماني، وهي في المرتبة الرابعة والستين حسب ترتيب النزول. وتعتبر السورة الخامسة من الحواميم السبع، وقد نزلت بعد سورة الزخرف، وهي سورة مكية، وقد قال ابن عطية: “إنها مكية، ولا أعرف خلافا في شيء منها”. وسميت سورة الدخان بهذا الاسم بسبب ورود لفظ الدخان في آياتها، فقد قال الله تعالى: “فارتقب يوما تأتي السماء بدخان مبين”، وتحتوي سورة الدخان على أحكام الميم الساكنة كما يظهر في بعض الأمثلة
- “إن كنتم موقنين“، هذا الحكم إدغام متماثلين لأنه جاء ميم ساكنة وبعدها ميم متحركة.
- لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ “، هذا الحكم هو إظهار شفوي لأنه جاء حرف الميم الساكن وبعده حرف الواو.
- “أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ وَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مُّبِينٞ “، هذا الحكم إظهار شفوي لأنه جاء حرف الميم الساكن وبعده حرف الراء.
- “وَلَقَدۡ فَتَنَّا قَبۡلَهُمۡ قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَ وَجَآءَهُمۡ رَسُولٞ كَرِيمٌ”، وهنا الحكم إظهار شفوي.
- “وَإِن لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ لِي فَٱعۡتَزِلُونِ”، الحكم إظهار شفوي.
حروف الإظهار في سورة الدخان
الإظهار الحلقي هو نوع من أنواع أحكام النون الساكنة والتنوين، حيث يوضع نون ساكنة أو تنوين في كلمة ويأتي في الكلمة التي تليها أحد حروف الإظهار الستة وهي الموجودة في بيت الشعر التالي: أخي هاك علما حازه غير خاسر، وأمثلة للإظهار الحلقي في سورة الدخان كالتالي:
- ” أَهُمۡ خَيۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعٖ”، الحكم هنا إظهار لأنه جاء تنوين وبعده حرف الهمزة، والهمزة من حروف الإظهار.
- ” يَوۡمَ لَا يُغۡنِي مَوۡلًى عَن مَّوۡلٗى شَيۡٔٗا”، الحكم الإظهار لأنه جاء تنوين وبعده حرف العين وهو من حروف الإظهار الحلقي.
- “إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ”، الحكم إظهار بسبب ورود التنوين ويعده الهمزة.
أحكام النون الساكنة والتنوين
نون الساكنة هي نون أصلية ويمكن أن تكون ثابتة لفظا وخطا، وتوجد في الأسماء والحروف والأفعال. أما التنوين فهو نون زائدة توجد في آخر الكلمة لفظيا ولكنها تختلف عن النون الساكنة في خطها، وتعني النون التي ليست من أصل الكلمة، مثل “عيشتن” في قوله تعالى “في عيشة راضية”. وتظهر النون الزائدة عند النطق ولكن لا تظهر عند الكتابة، وتظهر مع وصل الكلمة التي تقع فيها مع الكلمة التي بعدها. وهناك بعض الفروقات بين النون الساكنة والتنوين
- النون الساكنة تعتبر حرفًا أصليًا يمكن أن يكون زائدًا، بينما التنوين لا يكون إلا زائدًا ولا يعد حرفًا أصليًا.
- النون الساكنة ثابتة في اللفظ والكتابة، بينما التنوين ثابت فقط في اللفظ.
- توجد النون الساكنة في الأسماء والأفعال والحروف، بينما يوجد التنوين فقط في الأسماء.
- توجد النون الساكنة إما في وسط الكلمة أو في آخرها، أي تكون متطرفة، في حين أن التنوين لا يتواجد إلا في آخر الكلمة، أي يكون متطرفًا.
وإن أحكام النون الساكنة والتنوين لها أقسام وهي:
- الإظهار: وعندما يأتي حرف النون الساكن أو التنوين وبعده حرف من حروف الإظهار الستة وهي (الألف، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء)، يكون الحرف مميزا.
- الإدغام: الإدغام يحدث عندما يأتي حرف النون الساكن أو التنوين وبعده حرف من حروف الإدغام، وهذا ينطبق على كلمة `يرملون`. ينقسم الإدغام إلى قسمين
- الإدغام بغنة وهو الإدغام الذي يضم الأحرف التالية:تتألف هذه الكلمة من حروف معينة، وهي `ياء، نون، ميم، وواو`، وتعني `ينمو`.
- الإدغام البلاغني هو الإدغام الذي يجمع بين حرفي اللام والراء.
- الإقلاب: ويحدث الإقلاب عندما يأتي حرف النون الساكن أو التنوين قبل حرف الباء، ويسمى بالإقلاب لأن الباء يتحول إلى ميم عند النطق.
- الإخفاء: وعندما يأتي حرف النون الساكن أو التنوين بعده حروف الإخفاء، وهي مجموعة من الحروف في بداية كلمات البيت الشعري التالي
مئة” “صف يحكي عن جود شخص سمي بالكرم، ضعف في التقوى، وزاد في الدم الطيب، فتراه.