شخصيات نسائيةنسائيات

أجرأ صحفية في التاريخ ” هيلين توماس “

هيلين توماس، رئيسة قسم البيت الأبيض في وكالة يونايتد برس انترناشيونال [1920-2013]، كانت أول مراسلة صحفية وأول رئيسة للجمعية، ورافقت عشرة رؤساء في البيت الأبيض وغطت جميع لقاءاتهم الصحفية، واعترضت بشدة على سياسة جورج دبليو بوش داخل العراق ووصفت إسرائيل بأنها محتلة، وكان لهذه التصريحات التي وصفت بالغير مسؤولة من قبل البيت الأبيض أثر قوي، حيث طالبوا هيلين بالاعتذار، وتم اتخاذ قرار التقاعد على أساس هذا الأمر قبل وفاتها في عام 2013.

من هي هيلين توماس ؟
هيلين ولدت في عام 1920 في وينشستر، كنتاكي، لأب وأم من أصول لبنانية، وكانت دائما تفتخر بأصولها العربية اللبنانية. التحقت هيلين بالتعليم الجامعي وحصلت على البكالوريوس من جامعة واين في عام 1942. بعد التخرج، تمكنت هيلين من الحصول على وظيفة ثابتة براتب بسيط في صحيفة واشنطن ديلي نيوز، وفي العام التالي، قررت ترك وظيفتها والانضمام إلى صحيفة أخرى وهي يونايتد برس انترناشيونال في عام 1943. في فترة قصيرة، استطاعت هيلين إثبات جدارتها كمراسلة صحفية جيدة، حيث قامت بتغطية قضايا جريئة وواقعية عن المرأة. وبعد ذلك، أصبحت رئيسة نادي المرأة القومي للصحافة في عام 195.

مراسلة البيت الأبيض:
في عام 1960 أسندت مهمة تغطية نشاطات الرئيس المنتخب جون كندي، وفي عام 1961 عملت كمراسلة صحفية لوكالة يونايتد برس داخل البيت الأبيض، حتى أنهم أطلقوا عليها “عميدة المراسلين الصحفيين” وأسندت إليها مهمة إلقاء السؤال الأول على الرئيس خلال لقاءاته الصحفية، وكذلك إلقاء الجملة الختامية لنهاية أي لقاء صحفي وهي “شكرًا سيدي الرئيس” وظل هذا التقليد بشكل رسمي خلال جميع اللقاءات الصحفية لرؤساء البيت الأبيض، حتى وصول جورج بوش الإبن الذي حرمها ذلك الامتياز نتيجة انتقاداتها اللاذعة لقراراته.

رئاسة جورج بوش الإبن:
وجهت هيلين العديد من الانتقادات لفترة رئاسة جورج بوش الإبن خلال إحدى اللقاءات الصحفية لها في عام 2004 قالت فيها: “أن الرئيس الأمريكي بات ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة، ينظر إلى كل من يعترض على سياسته، وخاصةً في العراق على أنه يقف مع الإرهابيين، وإذا كان أميركيًا فإنه غير وطني”

وجاءت تصريحاتها الجريئة أمام مركز الحوار العربي في واشنطن حيث عبرت عن رأيها الشخصي بشأن فترة رئاسة جورج بوش الابن، وقالت: بوش الابن هو أسوأ رئيس أمريكي على الإطلاق، لأنه أشعل حروبا لا تنتهي ويعيد تجربة الألم السابق، وخلال فترته فقدت أمريكا معظم أصدقائها في العالم.

استقالة وإحالة للتقاعد:
كانت تصريحات هيلين جريئة طوال الوقت وهو ما أفقدها وظيفتها التي طالما أحبتها وأخلصت لها، ففي إحدى تصريحاتها عن دولة إسرائيل في عام 2010، عندما وجه لها أحد المراسلين الصحفيين سؤال عن رأيها في الادعاء بأن هناك محاولات إسرائيلية للتجسس على أمريكا، وهو ما جعلها تضحك معلقة “إنهم موجودون في كل مكان، فما حاجتهم للتجسس”، وأكملت هيلين حديثها عن إسرائيل قائلة: “هؤلاء الناس محتلون عليهم ان يعودوا إلى ألمانيا أو بولندا، أخبرهم أن يخرجوا من فلسطين”.

وصفت التصريحات بأنها “تصريحات عدائية وغير مسؤولة وتستدعي التوبيخ” حسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض. وقد طالب هيلين بالاعتذار وقدمت اعتذارًا بعد إعلانها اعتزالها وقرار التقاعد النهائي بعد مسيرة حافلة بتغطيات رؤساء البيت الأبيض العشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى