الانسانتنمية بشرية

أثر السلوك التنظيمي على أداء المنظمات

العلاقة بين السلوك التنظيمي والمنظمات

يعتبر مجال السلوك التنظيمي من أهم المجالات التي اهتم بها الباحثون في عالم المنظمات، بغض النظر عن أنواعها، سواء كانت منظمات عامة أو خاصة، والتي تتعلق بمجال عمل الشركات التجارية التي تهدف في النهاية إلى تحقيق الربح. وقد تم تحقيق الأهداف الرئيسية للمنظمة التي تؤثر في نتائجها بشكل إيجابي، حيث يجب وضع عدة جوانب رئيسية تتعلق بأداء المنظمات في سياقاتها الصحيحة، بهدف زيادة الإنتاجية وكفاءة العاملين داخل المنظمات، وتجنب وقوع المنظمات في أزمات تهدد استمراريتها.

تعريف المنظمة وأنواعها

المنظمة هي كيان لها نشاط مميز وأهداف خاصة بها، وتتكون المنظمة على أساس هيكل تنظيمي، ويتم تحديد عمل المنظمة عن طريق تحديد رؤيتها ورسالتها، وتنتمي المنظمات بشكل عام إلى قطاعات مختلفة، فهناك منظمات حكومية ومنظمات خاصة ومنظمات غير ربحية .

وبناء على طبيعة القطاع الذي تتبعه هذه المنظمة، يتم تحديد نشاطها وتوجيه عملياتها التشغيلية نحو تقديم خدمة محددة لفئة معينة من المجتمع. وبالتالي، تتضمن المنظمة مدخلات ومخرجات. تعتمد المدخلات على الموارد المالية والموارد البشرية والوقت، ويتم قياس كفاءة استخدام هذه الموارد بهدف تحقيق الكفاءة. من خلال تشغيل هذه المدخلات، تتولد نتائج ترتكز على خدمة الفئة التي تستهدفها المنظمة. وفي حالة تحقيق نتائج إيجابية، تكون المخرجات مقياسا للفعالية. وبالتالي، يتم تقييم أداء المنظمة النهائي بناء على هاتين المقاييس، الكفاءة والفعالية.

تعريف السلوك التنظيمي organizational behavior

يعرف السلوك التنظيمي بأنها دراسة ، وتحليل كيف يقوم الأفراد بالمشاركة في تشكيل الإعدادات التنظيمية ، التي تتعلق بكيفية أداء المنظمات ، ومن ثم تحديد كيفية تطبيق وتنفيذ مبادئها ، حيث يكون المخرج النهائي من هذه العمليات ، والإعدادات هو تحقيق فعالية المنظمات ، وفعالية أداء الأفراد الذين يعملون بها.

حيث تقوم الدراسات والأبحاث في التنظيم بدراسة وتحليل سلوك الأفراد داخل المنظمة، بالإضافة إلى تحليل تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض وتحليل تفاعل الرئيس مع المرؤوس وتحليل تفاعل وتعامل الموظف مع العميل الذي يتعامل مع المنظمة. يكون الهدف هنا تحليل “سلوك الفرد” داخل إطار المنظمة، حيث يعتبر الفرد وحدة التحليل التي تركز عليها دراسات سلوك التنظيم بشكل عام.

أنواع ونماذج السلوك التنظيمي

تعددت انواع ونماذج السلوك التنظيمي التي من خلالها قام الباحثون بتبنيها ، لدراسة تأثير السلوك التنظيمي على اداء المنظمات ، فهناك نماذج حديثة ، ونماذج تاريخية في علم الإدارة التي فسرت سلوكيات العاملين داخل المنظمات ، ومن هذه النماذج ، النموذج الأوتوقراطي ، حيث يتم تبني هذا النموذج لوصف مجال عمل المنظمات وخاصة في الفترات التاريخية ، لا سيما تلك الفترات التي كانت خلال الثورة الصناعية ، والتي قامت أحد فرضياتها على القوة والسلطة ، و حتمية ولاء الموظف للرئيس.

تبين لنا نموذج الدولة الحارسة وهو نموذج يستند إلى فرضياته، أهمأهميته في توفير الأمان ورعاية الموظفين من قبل المنظمة، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز الولاء للمنظمة. ظهر أيضا نموذج الدعم الذي يركز على تحفيز القيادة وإلهام الموظفين، ودعم مواهبهم داخل المنظمات، بالإضافة إلى النموذج الجماعي الذي يركز على تأثير العوامل الاجتماعية على أداء وسلوك الموظفين داخل المنظمة. ظهر مؤخرا نموذج النظام وهو نموذج يستند إلى تعزيز قيمة الالتزام بأهداف المنظمة.

أهمية السلوك التنظيمي

يتساءل الناس لماذا ندرس السلوك التنظيمي، والجواب هو أن مجال السلوك التنظيمي يهدف إلى تطبيق مبادئه الأساسية في جميع مستويات المنظمات، لتحقيق فعالية المنظمة وتحسين الإنتاجية والأداء الفعال، كما أن السلوك التنظيمي يساعد على تعزيز رضا الموظفين وزيادة دافعيتهم للعمل، وتحقيق إدارة أفضل وكفاءة في صنع القرارات، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ التعاون بين العاملين داخل المنظمة لتحقيق روح الفريق وتحقيق الأهداف بشكل أفضل.

اثر السلوك التنظيمي على اداء المنظمات

تحديد رؤية ورسالة المنظمة

تساهم عمليات السلوك التنظيمي في تحديد مهام وأهداف المنظمة بدقة، حيث يكون هدف كل منظمة تحقيق هدف معين في بيئة المنظمات التي تعمل فيها. وبالتالي، يمكن للسلوك التنظيمي أن يلعب دورًا في صياغة الثقافة التنظيمية التي تحدد لماذا تم إنشاء المنظمة في بيئة المنظمات.

تقييم وتقدير المهام

يساعد مجال السلوك التنظيمي في تحديد الأدوار الأساسية التي ينبغي للإدارة القيام بها ، حيث تحدد عمليات السلوك التنظيمي تحديد الأدوار المناسبة للعاملين في المكان المناسب ، فضلاً عن تحديد أدوار القيادة نفسها ، كما يسهم السلوك التنظيمي في اتمام عملية التقدير ، والتوقع للمتعاملين مع المنظمة ، مثل تحديد العميل المناسب الذي ستستهدفه المنظمة لتوصيل منتجاتها له.

كفاءة عمليات صنع القرار

يساهم مجال السلوك التنظيمي في تحسين كفاءة عمليات صناعة القرارات في المنظمة، وتقييم نوعية وجودة القرارات التي يتم اتخاذها والتي قد تؤثر على أداء المنظمة بشكل عام، وعلى مدى قدرتها على تحقيق أهدافها النهائية.

زيادة دافعية الموظفين

يؤثر مجال السلوك التنظيمي على أداء العاملين بشكل إيجابي ، حيث يساعد السلوك التنظيمي في تحفيز العاملين ، وزيادة دافعيتهم ، وقابليتهم للعمل في المنظمة ، حيث يعتبر الموظف أو العامل هو الأساس الذي يقوم عليه أي كيان ، وبالتالي رضاءه الوظيفي هو أحد الأهداف التي يحققها السلوك التنظيمي.

كفاءة المدخلات

تقوم مدخلات المنظمة على المواد المالية ، والموارد البشرية ، وربما يكون رأس المال البشري في أي منظمة ، هو أحد الموارد الأساسية التي تساعد في تحقيق أهدافها ، وبالتالي يسهم السلوك التنظيمي في استغلال الموارد البشرية على أكمل وجه ، ومن خلال وضع الأفراد المناسبون في الأماكن المناسبة ، والاستفادة من خبراتهم الوظيفية ، تتحقق كفاءة الموارد البشرية ومن ثم تتسم المدخلات بتحقيق عنصر الكفاءة ، وعليه يتحقق في النهاية فعالية المخرجات التي تحقق نجاح المنظمة ، وفعالية أداءها ، ثم بالتبعية تتحقق قوة و استقرارية بقائها في سوق المنظمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى